3 تساؤلات مشروعة عن تريند "طاعة الزوج".. أعزائى الرجال هل جربتم "طاعة الزوجة"؟.. لماذا يغضب المستشهدون بالتراث الدينى من وصفهم بـ"الرجعية" رغم تنصلهم من قيم الحداثة؟.. وهل ستقبل النساء بالأوضاع الدنيا مستقبلا؟

الثلاثاء، 03 يوليو 2018 10:00 م
3 تساؤلات مشروعة عن تريند "طاعة الزوج".. أعزائى الرجال هل جربتم "طاعة الزوجة"؟.. لماذا يغضب المستشهدون بالتراث الدينى من وصفهم بـ"الرجعية" رغم تنصلهم من قيم الحداثة؟.. وهل ستقبل النساء بالأوضاع الدنيا مستقبلا؟ زوجان
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار اليومين السابقين، ظهر "بوست" على "فيس بوك"، لرجل وصف نفسه بخبير العلاقات الزوجية، نصح الرجال بالتأكد ما إذا كانت الفتاة المقبل على الزواج منها لديها "سوفت وير طاعة الزوج" أم لا؟، خاصة أن الحياة الزوجية على حد قوله تحتاج قائدا وربانا، فإن لم يجد فعليه أن "يخلع فورًا"، وهو الأمر الذى فجر جدلًا واسعًا بين شباب الطبقة الوسطى رجال ونساء ممن أيدوا وعارضوا، وهو ما دفعنا لطرح عدة عدة تساؤلات.

Husband-and-wife

Husband-and-wife

 

أعزائي الرجال.. هل جربتم طاعة الزوجة؟
 

لا أفهم حقًا ما يعنيه مبدأ الطاعة إذا جاء مقترنًا بالقائد الذى سيتخذ تلك القرارات وعلى الجميع طاعته، الحياة الزوجية على هذا المنوال تبدو معركة عسكرية تستلزم وجود قائد وتابعين، يثقون فى قدرته التى اكتسبها لأسباب الأقدمية أو العلم أو الجاهزية، ومن ثم وجب على الكل طاعته وهو الأمر الذى لا يستقيم معه الوصف فى الحياة الزوجية، إن كنا نؤمن بأنها تقوم على الشراكة والتفاهم وتبادل الأدوار، فما الذى اكتسبه الزوج ليجعل منه قائدًا؟، هل كونه ولد ذكرًا بأمر الطبيعة سببًا كافيًا لكى يصبح قائدًا تطيعه زوجته فيما تعرف ولا تعرف؟، هل كانت النساء تتعلم وتذاكر وتحصل الشهادات الدراسية وتكتسب الخبرة فى الحياة وتسافر هنا وهناك لكى تضع ذلك فى السي في ولا تستخدمه في حياتها الشخصية؟، كيف يكون الحال إن كانت الزوجة أعلم من الزوج وأكثر خبرة فى مسألة ما هل يستوجب عليها طاعته؟

بالطبع الإجابة لا، ليس لأن انحيازي الطبيعي للنساء يجعلنى أقول لا، بل لأن المنطق كذلك.

ثم أن كلمة "طاعة" كلمة استعلائية تفترض أفضلية المطاع على المطيع حتى أنها تأتي مقترنة بلفظ الجلالة "طاعة الله"، فإذا كان المنادون بطاعة الزوج يفترضون فى أنفسهم كل ذلك، ويحاولون تخفيف أثر الكلمة على نفوس النساء "الطائعات" فيجردن كلمة "الطاعة" من مدلولها ويعتبرونها كلمة "عادية"، فعلينا أن نعكس الأمر ونسأل: "هل جربتم طاعة الزوجة"؟، أعرف أن وقع الكلمة سخيف على مسامع هؤلاء ولكنها محاولة للقياس بالمثل.

 

السؤال الثانى: لماذا يغضب فريق "طاعة الزوج" إن وصفناهم بـ"الرجعيين"؟
 

أنت تنادى بطاعة الزوج، وتسوق الأدلة من التراث الدينى ومن القرآن والسنة، وإن كنت مسيحيًا فأنت تفعل الأمر نفسه تدلل مستخدمًا الإنجيل وأقوال الآباء ثم تغضب من الوصف "رجعي".

إن كنت تستند إلى النصوص الدينية التى لم ينزلها الله على إطلاقها بل لكل منها علة وحادثة وسبب، وتفرض ذلك على نسائك بقوة الدين وقانون المجتمع الذى ورثته منذ سنوات، وتنكر بالضرورة قيم الحداثة والتقدمية وما قطعته النساء من أشواط فى المساواة وحقوق الإنسان وفى العلم والأدب والتاريخ، أى أنك تتنكر لمنجزات الحداثة برمتها، فلماذا تغضب من وصفك بـ"الرجعي"؟، وما الرجعية إن لم تكن كل ذلك؟

الرجعية يا عزيزى هى نمط تفكير وليست مجرد إطلاق لحية أو ارتداء سروال قصير وتشبه بالسلف الصالح، الرجعية هى بنية فى العقل، إن كنت تؤمن بها فلا داعى للتنصل منها، وهى ليست سبة ولا نقيصة.

الرجعية مجرد اختيار مثلما الحداثة اختيار، فكونى "حداثية أو تقدمية" لا يعنى أفضليتى عنك لأنك رجعى، بل هو اختيار وله تبعاته، ولعل الحداثيون قد عانوا وما زالوا من كل تلك الأوصاف التى تتعلق بهم مثل "ملاحدة، متحررين، وكفار أحيانًا، ولكنها ضريبة هذا الخيار الذى ندفعه بمحبة بالغة.

أما أنت فتغضب من وصفك بـ"الرجعي"، لأنك تحاول أن تستفيد مرتين، الأولى بجمال الحداثة ونمط العلاقات المنفتحة الذى تفرضه مع هوس الحداثيين بفكرة "قبول الآخر" بالشكل الذى يجعلك مقبولًا بينهم، ثم حين يتعارض الأمر مع مصالحك كذكر ترغب فى السيطرة فإنك تعود لقيمك الرجعية وتتمسك بها لأن فيها نجاتك، أنت تقف بين طريقين فلم تخلص للرجعية ولم تختر الحداثة لذلك يزعجك الوصف "رجعي".


 

السؤال الثالث: هل ستقبل نساء الطبقة الوسطى بالأوضاع الدنيا مستقبلًا؟
 

إن كانت ثورة يناير قد فشلت فى تحقيق نتائجها السياسية مثلما يرى أنصارها، فإنها قد خلقت نوعًا من الحراك الاجتماعى لم يعد المجتمع قبلها كما كان، ومن ذلك هذا الماء الذى جرى فى نهر نساء الطبقة الوسطى، فصار الحديث عن حقوقهن يوميًا، وزاد الإيمان بفكرة المساواة بعدما كفرت النساء بنتائج المدرسة القديمة التى لم تعد تناسب تحديات العصر.

وبالمنطق القديم، إن كانت قوامة الرجل التي تفترضها الشريعة الإسلامية مقترنة بفكرة الإنفاق، فإن مشاركة نساء الطبقة الوسطى فى الإنفاق بل وتحملها النفقات كاملة في أحيان كثيرة قد أسقط فكرة القوامة تمامًا، وجعل النساء أكثر وعيًا بالمطالبة بحقوق لم تكن تجرؤ على المطالبة بها، كما أن تقبل المجتمع لفكرة الطلاق بعدما زالت عنه تلك الوصمة جعل النساء لا تتقبل إهانات الماضى وهذا التمييز الواضح ضدهن فى الحقوق.

لا أظن أن نساء الطبقة الوسطى سيقبلن بالأوضاع القديمة بعد اليوم، وعلى الباحثين عن نساء تشبه أمهاتهن الراضيات القانعات أن يبعدن عن النساء المتحققات الناجحات فلن يجدن فيهن مبتغاهم.

 

 

ناشطات نسويات

 

 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة