مرض التقزم "قصر القامة"، من الأمراض التي انتشرت في مصر، وبصفة خاصة بمحافظة القليوبية، حيث تحتل المركز الأول على مستوى الجمهورية فى الأصابة بالمرض بنسبة 65%،بسب سوء التغذية.
قال اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية، إن نسبة الأطفال من أبناء المحافظة المصابون بالتقزم بلغت 65٪ من الأطفال فى عمر من (6 ـ 24 شهرا) يعانون من ظاهرة التقزم، وأن المحافظة بهذه النسبة تحتل المركز الأول على مستوى المحافظات فى نسبة الإصابة، مشيرا إلى أنه تم توقيع بروتوكول تعاون بين مركز البحوث ومؤسسة مصر الخير على تصنيع وجبات "بسكويت" تقدم للأطفال من سن عامين حتى 3 أعوام لعلاج هذا المرض، حيث إن الأطفال في هذا السن أكثر عرضه للإصابة بهذا المرض نتيجة سوء التغذية.
وأضاف المحافظ، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن الدراسات حول نسبة المرض بالمحافظة كشفت أن سوء التغذية وخاصة للأم الحامل تؤدى إلى العديد من المشكلات سواء لها أو للطفل بعد الولادة وخلال سنوات عمره التالية، حيث تؤدى التغذية غير السليمة إلى سوء التغذية ومن ثم ظهور العديد من المشاكل والتى من أهمها ظاهرة التقزم.
وأشار المحافظ، إلى أن التقزم هو أحد مشكلات سوء التغذية التي تؤثر سلبا ليس فقط علي قصر قامة الطفل واختلاف قياساته الجسمية عن الطفل الطبيعى الذى حصل على التغذية السليمة الصحية، لكن التقزم يؤثر أيضا على النمو العقلى والبدني للطفل طوال حياته والتلف قد يكون غير رجعى وعندئذ يصبح الطفل غير قادر علي التعلم أو إكتساب مهارات إذا ما قورن بالأطفال الأصحاء، وتعتبر هذه المشكلة مشكلة اقتصادية بجانب أنها مشكلة صحية وذلك لعدم تمكن هذه الفئة في المشاركة الإيجابية في بناء الوطن لعدم قدرتهم على العمل الذهنى أو العمل البدنى أيضا، موضحا أن معظم الأضرار الناتجة من سوء التغذية تحدث فى فترة حمل الأم والـ24 شهرا الأولى من عمر الطفل.
من جانبها قالت الدكتورة نايرة شاكر، الأستاذة بشعبة الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث، إنها وقعت برتوكولا مع محافظة القليوبية لإطلاق حملة بالمحافظة لعلاج التقزم "قصر القامة غير الوراثى" لدى الأطفال من خلال تركيبة غذائية لمواجهة سوء التغذية فى عمر (2-5 سنوات) وذلك بالتعاون مع مديرية الصحة بالقليوبية
وأشارت "شاكر"، أن هذه الحملة هدفها حماية الأطفال فى سن ما قبل المدرسة من ظاهرة التقزم، وأن المركز القومي للبحوث بالتعاون مع أحد الشركاء الصناعيين سيقوم بإنتاج التركيبة الغذائية الصحية من مواد طبيعية 100% ومطابقة للمواصفات القياسية المحلية والعالمية، مضيفة أن المشروع استكمال لمشروع SMART الذى سبق تمويله من هيئة اليونسيف للأطفال عمر أقل من سنة.
وأكدت أن هذا المنتج يصلح لجميع الأعمار والفئات لعدم احتوائه علي أى مواد أو إضافات لها تأثير سلبى على أى فئة مما يسمح بتداوله فى السوق المحلى وكذلك فى البلاد الأخرى الأفريقية والعربية والعالمية.
وأضافت أنه من خلال هذا المشروع سيتم استخدام بكتريا البروبيوتيك "بكتريا صديقة الانسان" كمدعم غذائى فى إنتاج التركيبة الغذائية الصحية التى تحتوى على حوالى من 25 – 30% من الاحتياجات الغذائية لهؤلاء الأطفال فى صورة قابلة للاستخدام المباشر لحماية الأطفال من الإصابة المتكررة بالإسهال ولزيادة مناعته وزيادة قدرة الجسم على الاستفادة من العناصر الغذائية المختلفة.
وفى سياق متصل، أوضح الدكتور حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن وزارة الصحة لديها برنامجا خاصا لعلاج قصار القامة، المديرية لديها مكتب لهم في كل وحدة صحية، حيث توجه قوافل طبية لقياس طول ووزن الأطفال لاكتشاف قصار القامة وبعدها توجه حملات لهم للاهتمام بطريقة الغذاء الخاصة بهم.
وتقول فاتن على، أحد قصار القامة، إنها تعانى من نظرة المجتمع والناس لها، حيث يسخرون منها وكذلك فى المدرسة حتى إنها تلجأ إلى الوحدة.
"محدش بيهتم بينا"، بهذه الكلمات عبر عبدالفتاح محمد عن معاناته بسب مرضه، مطالباً المسؤلين بالاهتمام بهم وتوفير لهم أماكن لممارسة الرياضة حتى ينموا قدراتهم ويشعرون أنهم شريك بالمجتمع.
فيما أشار الدكتور عزت محروس، وكيل وزارة الرياضة بالقليوبية، إلى أن الوزارة أنشأت فروعا ومكاتب لذوى الاحتياجات الخاصة بجميع مديريات الشباب والرياضة على مستوى الجمهورية، وذلك لتوعية المجتمع والاهتمام بذوى الإعاقة، مضيفا أنه يتم تنظيم مسابقات لاستعراض المواهب الفنية والرياضية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة