فى ملامحه وشخصيته يتلاقى فى نقاط تشابه كثيرة مع الإخوانى محمد البلتاجى، ربما فى ثقل ظله، وضحكته المصطنعة، واستعداده للتلاعب بكل شىء من أجل مصلحته، وربما فى دوام معايرته للشعب المصرى، وغالبًا يشبهه كثيرًا فى كونه «بالونة» كبيرة صنعها الفراغ والساحات المرتبكة فى مصر سياسيًا ورياضيًا، أو كما قال الشاويش عطية: هو بعينه بشكله..
ركز فى ملامحه ستجده توأم البلتاجى بلا شك، كان البلتاجى إخوانى يتاجر بالدين ومجدى عبدالغنى رياضى يتاجر بهدفه فى كأس العالم، كان البلتاجى يعاير شعب مصر بأن الإخوان هم حفظة الدين ومحركو الثورة، وكان مجدى عبدالغنى ومازال يعاير المصريين بأنه صاحب الهدف الوحيد فى كأس العالم، كان البلتاجى يضحك ودماء المصريين تسيل، ومجدى عبدالغنى كان يضحك وشعب مصر حزين من الهزيمة فى كأس العالم، كان البلتاجى يرفع مصلحة الممولين له وللجماعة فوق مصلحة الوطن، ومجدى عبدالغنى يرفع مصلحة من يدفع له أكثر تليفزيونيًا فوق مصلحة الرياضة واتحاد الكرة، كان البلتاجى عضوًا فى مكتب الإرشاد يتكسب ويستقوى بتلك الصفة، ومجدى عبدالغنى عضوًا فى اتحاد الكرة يتكسب ويسترزق بتلك الصفة دون أن يقدم لوطنه مايفيد، كان البلتاجى يتكسب من الظهورات التليفزيونية، ومجدى عبدالغنى يتاجر بهدفه وعضويته فى اتحاد الكرة للظهور التليفزيونى، كان البلتاجى لا يمانع فى إطلاق التصريحات الساخنة والتهديدات لضمان استمراره على الساحة نجمًا إخوانيًا، ومجدى عبدالغنى لا يمانع إطلاقًا فى تحويل نفسه واتحاد الكرة إلى أضحوكة حتى يظل فى بؤرة الاستوديوهات والإعلانات وأموال الفضائيات، كان البلتاجى الإخوانى ومازال يهوى المؤتمرات أو الصراخ فى ميكرفون الجلسات القضائية لجذب الانتباه والتهليل بأى مجموعة كلمات تصنع منه نجمًا للحدث، ومجدى عبدالغنى لا يختلف عنه كثيرًا يستغل أى فرصة لمؤتمر لإلقاء إفيه أو افتعال «خناقة» حتى يتصدر الصورة بغض النظر عن شكلها أو طبيعتها أو إن كانت تليق برجل كامل الأهلية وعضوًا فى اتحاد كرة القدم المصرى أم لا.
لا يختلف مجدى عبدالغنى كثيرًا عن سمكة الريمورا، أو كما نعرفها باسم «قملة القرش»، تلك الصغيرة المتطفلة التى تتعلق بجسد سمكة القرش، وتتبعها لتعيش على ما تبقى من فرائسها، هكذا حال الكابتن مجدى متعلقًا بجسد أى حدث، وكل حدث لجمع أكبر قدر ممكن من المكاسب مستغلًا فى ذلك منصبه الإدارى دون الاهتمام بتأثير هذا الأمر على صورة اتحاد كرة القدم أو مستقبل كرة القدم فى مصر عمومًا، لا مانع أن يكون هو مسؤول بعثة المنتخب المصرى فى روسيا، ويترك التجهيزات ويظل لشهور طويلة مهمومًا بالقفز من المحطة إلى الأخرى ثم ممارسة دور الأضحوكة فى برنامج رامز جلال حتى استيقظنا جميعًا على أن بعثة المنتخب وصلت المونديال بلا خطة ولا تنظيم ولا تصور واضح لاستغلال هذا الحدث العالمى، مرورًا بسلسلة فضائح الزى الرسمى والطائرة وسوء التنظيم، بخلاف المفاجأة الكبرى الخاصة بأن الكابتن مجدى الذى تولى رئاسة البعثة، وكان مسؤولًا عن تنظيم كل شىء طارت منه المسؤولية لأنه طمع فى كام «تيشرت» مجانى وبلا مقابل من داخل خزائن الاتحاد فى فضيحة أخرى دفعت الاتحاد لاستبداله بمسؤول آخر عن البعثة قبل أن تعود بعض المياه إلى مجاريها فى روسيا، ويسافر الكابتن مجدى لاستغلال نفوذه الاتحادى لتسهيل عمليات اختراق الفضائيات لمعسكر المنتخب.
البلدوز مجدى عبدالغنى وهو لقب كان مناسبًا له فى الملعب كواحد من أفضل من لعبوا فى وسط الدائرة، كما هو مناسب له الآن كبلدوزر على استعداد أن يدهس كل شىء فى سبيل تحقيق مصالحه الخاصة، منطبقًا عليه هو وغيره من المسؤولين عن إدارة منظومة الكرة المصرية وصف سيدنا عمر بن الخطاب، حينما كان مارًا فى السوق ووجد رجلًا يرفع «تمرة» وجدها على الأرض صارخًا: «لمن هذه التمرة.. لمن هذه التمرة»، فنهره سيدنا عمر وقال له: «كلها يا بارد الورع»، أى كفاك تمثيلًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة