خلال قمة ترامب - كونتى بالبيت الأبيض.. هل ترث إيطاليا مقعد القيادة بأوروبا بدعم من واشنطن؟.. الرئيس الأمريكى يسعى لتدشين تحالف جديد لإنقاذه من عزلته.. والانقسام الأوروبى وفشل ماى يدفعان الإدارة للاستقواء بروما

الإثنين، 30 يوليو 2018 04:30 م
خلال قمة ترامب - كونتى بالبيت الأبيض.. هل ترث إيطاليا مقعد القيادة بأوروبا بدعم من واشنطن؟.. الرئيس الأمريكى يسعى لتدشين تحالف جديد لإنقاذه من عزلته.. والانقسام الأوروبى وفشل ماى يدفعان الإدارة للاستقواء بروما دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى وتريزا ماى
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن الزيارة التى يقوم بها رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، اليوم الاثنين، إلى واشنطن، للقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى غاية الأهمية، خاصة للبيت الأبيض، والذى أصبح يعانى من جراء حالة تشبه العزلة الدولية نظرا لتوتر العلاقات بصورة كبيرة بين الولايات المتحدة، حلفائها التقليديين فى قارة أوروبا، وعلى رأسهم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وذلك على خلفية قرار الرئيس الأمريكى بفرض تعريفات تجارية على الدول الحليفة، بالإضافة إلى مواقفه من العديد من القضايا الدولية التى لاقت رفضا صريحا من قبل حلفاءه الأوروبيين، وعلى رأسها قرارى الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، وكذلك نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس.

 

وهنا تثور التساؤلات حول ما إذا كانت الزيارة التى سيقوم بها رئيس الوزراء الإيطالى الجديد سوف تمثل بارقة أمل جديدة لترامب، من أجل استعادة نفوذ بلاده فى القارة العجوز، وتحقيق انتصار جديد على حلفاء بلاده القدامى فى الاتحاد الأوروبى، من خلال إيجاد حليف جديد يمكن استخدامه فى المستقبل لتحقيق الأهداف التى يسعى الرئيس الأمريكى إلى تحقيقها سواء على المستوى القارى أو حتى على المستوى الدولى.

 

مجموعة السبع.. ميلاد تحالف أمريكى إيطالى جديد

لعل صعود كونتى إلى رئاسة الحكومة الإيطالية فى روما، فى مارس الماضى، إثر الفوز الذى حققه حزبى حركة خمس نجوم والرابطة، واللذان يمثلان اليمين المتطرف، كان بمثابة انتصار كبيرة للرؤية التى يتبناها الرئيس ترامب، إدارته فى الولايات المتحدة، فى ظل القواسم المشتركة الكبيرة فيما بينهما، خاصة فيما يتعلق بمستقبل الاتحاد الأوروبى وكذلك الموقف من روسيا، وهو الأمر الذى يؤهل الحكومة الإيطالية لتحظى بالدعم الأمريكى فى المرحلة المقبلة لتتحول إلى إحدى القوى القائدة فى أوروبا، وبالتالى تحل محل القوى التقليدية فى القارة العجوز.

ترامب وكونتى على هامش مجموعة السبع
ترامب وكونتى على هامش مجموعة السبع

وربما كان ظهور الرجلين معا للمرة الأولى خلال قمة مجموعة السبع، والتى عقدت فى كندا فى يونيو الماضى، مؤشرا واضحا على أن العلاقة بين واشنطن وروما ستكون لها خصوصيتها، خاصة عندما أعلن كونتى بوضوح تأييده للموقف الأمريكى من روسيا، حيث أعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن دعمه الكامل للطرح الأمريكى حول ضرورة إعادة روسيا إلى عضوية المجموعة، بعد سنوات من تجميدها على إثر قيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها.

 

انقسام أوروبى.. فرصة اليمينيين لفرض رؤاهم

الموقف الإيطالى من روسيا، والذى يتطابق إلى حد كبير من الموقف الأمريكى، يأتى امتدادا لموقف كلا منهما من الاتحاد الأوروبى المناوئ لموسكو، حيث أن ترامب وكونتى من أصحاب التوجهات القومية، الرافضة للاتحاد الأوروبى، كما أن صعودهما تزامن إلى حد كبير مع صعود العديد من الأحزاب والحركات ذات التوجهات اليمينية فى أوروبا، وهو ما ساهم، بالإضافة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، فى زيادة حدة الاستقطاب داخل القارة العجوز، وبالتالى تفاقم حالة الانقسام التى ضربتها فى الآونة الأخيرة.

 

ترامب خلال مناقشة مع قادة مجموعة السبع فى كندا
ترامب خلال مناقشة مع قادة مجموعة السبع فى كندا

الانقسام الأوروبى حول العديد من القضايا يمثل فى ذاته دافعا قويا لخلق معسكر جديد تسعى الولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب إلى قيادته، فى المرحلة المقبلة، وذلك فى إطار رغبته لرسم خريطة جديدة للتحالفات الغربية، تقوم فى الأساس على تغيير قواعد اللعبة التى قامت لعقود على أن تقدم واشنطن الحماية الأمنية والدعم الاقتصادى لأوروبا مقابل أن تتولى الولايات المتحدة قيادة المعسكر الغربى، بحيث تقوم العلاقة الجديدة بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين على تحقيق قدر من التوازن والعدالة.

 

فشل بريكسيت.. هل ترث إيطاليا مقعد القيادة بالقارة العجوز؟

خطة الرئيس الأمريكى تقوم فى جزء كبير منها على تفكيك الاتحاد الأوروبى وإضعافه، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى الدعم الكبير الذى أظهره فى بداية حقبته للحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماى، حيث أنه طالبها بالانفصال الكامل عن الكيان الأوروبى المشترك، مقابل أن تحظى باتفاقات تجارية مستقلة مع الولايات المتحدة تحصل لندن من خلالها على مزايا اقتصادية كبيرة، تعوضها عن انهيار اتفاقاتها مع دول أوروبا بحكم الخروج من الاتحاد.

ترامب وماى
ترامب وماى

إلا أن الحكومة البريطانية ربما فشلت فى تحقيق طموحات ترامب، خاصة بعد قرار ماى الأخير بالإبقاء على الاتفاقات التجارية مع دول الاتحاد الأوروبى، وكذلك البقاء تحت ولاية محكمة العدل الأوروبية، وهو الأمر الذى ربما يدفع الرئيس الأمريكى إلى التخلى تماما عن كافة حلفاء بلاده التقليديين، واللجوء إلى تأسيس تحالف جديد، حيث ستكون إيطاليا أحد أهم أضلاعه فى ظل حكومتها الحالية التى تتطابق فى رؤاها مع الرؤى التى يتبناها ترامب.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة