الرئيس الأمريكى دونالد ترامب معروف بمعاداته للهجرة ومناداته بعدم استقبال أى مهاجرين لهم خلفية إجرامية "سوابق" أو مهاجرين يأتون لأمريكا لأسباب اقتصادية ولا يساهمون فى الاقتصاد الأمريكى وقال من قبل إن أغلب المهاجرين الذين يتسببون بالضرر الأمنى والاقتصادى لأمريكا يأتون بسبب سياسة تسمح بدخول عائلات المهاجرين كمجموعات أو ما يعرف باسم "سلسلة المهاجرين".
لكن الغريب أن قوانين ترامب هذه ربما كانت لتمنع عائلته نفسها من دخول أمريكا لو كانت واشنطن تطبق هذه الإجراءات على الهجرة فى القرن التاسع عشر ويكفى النظر لتاريخ عائلة ترامب لنرى هذا..
الجد فريدريك الفقير
فريدريك ترامب
جد الرئيس الأمريكى هو فريدريك ترامب المولود فى منطقة الراين بألمانيا عام 1869، وترك البلاد وهو فى عمر السادسة عشرة ولم يكن يملك أى ثروة، حيث تدرب للعمل كحلاق ثم أدار مطعم وحانة وبحسب صحيفة "الإندبندنت" قضى بعض الوقت فى العمل بإدارة بيت دعارة حتى جمع ثروته الأولى والتى فتحت الباب للعائلة للعمل فى مجال العقارات.
وهذا يعنى أن جد الرئيس الأمريكى نفسه لم يكن رجل أعمال ثرى جاء للمساهمة فى بناء الاقتصاد الأمريكى، بل جاء مهاجراً فقيرا يسعى لتكوين ثروة.
جد ترامب "سوابق"
الأكثر من هذا أن الجد فريدريك ترامب لم يكن مهاجرا عاديا فهو جاء هاربا من ملاحقة القانون فى بلده الأم، ألمانيا، والسبب أنه هرب من التجنيد الإجبارى، ولم تنته مشاكله بالهجرة لأمريكا حيث كانت هناك مساع لترحيله لألمانيا لمحاكمته لدرجة أنه كتب رسالة فى 1905 لأمير بافاريا لويتبولد يرجوه فيها عدم ترحيله وكتب يقول بحسب مجلة إيليت: "فى هذا الموقف الطارئ ليس لدى من ألتجئ له سوى أميرنا المحبوب النبيل الحكيم والعادل، صاحب السمو الملكى والرفيع الذي جفف دموع الكثيرين بالفعل والذي يحب بالعدل والخير والحكمة واللطف ولذا ألجأ إليك بالطلب المتواضع أن يرحمنى الأمير ولا يقوم بترحيلى".
سلسلة المهاجرين
جد ترامب وجدته
الأمر الثالث الذى ينتقده ترامب فى قوانين الهجرة هى "سلسلة المهاجرين" التي تسمح لمهاجر أو لاجئ بعد الحصول على الإقامة أن يقوم بجلب أفراد عائلته معه وبعد أن يحصلوا على الإقامة يقومون هم أيضا بجلب أفراد آخرين من عائلتهم.
المثير هنا بحسب "فوربس" أن عائلة ترامب جاءت لأمريكا بنفس الوسيلة "سلسلة المهاجرين"، حيث ذكرت المجلة فريدريك ترامب تمكن من الوصول لأمريكا لأن أخته هاجرت لمدينة نيويورك قبله، وتقول الكاتبة جويندا بلير فى كتابها The Trumps: Three Generations of Builders and a President إن فريدريك عاد لألمانيا بعدما استقر فى أمريكا، وذلك من أجل جلب زوجته إليزابيث كريست جدة الرئيس الأمريكى، بينما من جهة الأم فإن والدة الرئيس الأمريكى هى مارى آن ماكليود ذات الأصول الاسكتلندية وصلت لأمريكا عام 1930 كعاملة فقيرة بلا مهارة عمرها 18 عاما ودخلت أمريكا بحجة أن شقيقتها دخلت أمريكا قبلها وتزوجت واستقرت هناك فى حى "كوينز" بنيويورك.
والمعروف أن الدستور الأمريكى يسمح للمهاجر أو اللاجئ بجلب أفراد عائلته المقربين سواء كان "زوج أو زوجة"، "أخ أو أخت" ، "أب أو أم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة