ساعة قليلة تفصل العالم عن اشتعال الحرب التجارية بين أكبر قويتن اقتصاديتين فى العالم، حيث من المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية من منتصف ليل الجمعة الموافق 6 يوليو الجارى بتنفيذ خطتها بفرض الرسوم الجمركية التى وعدت بها على السلع الصينية.
وتبلغ قيمة الرسوم الجمركية التى من المقرر أن تفرضها الولايات المتحدة على الصين قيمة 34 مليار دولار من الواردات الصينية، ولكن تعهدت بكين بالرد بالمثل فى اليوم نفسه.
ولكن نوهت "رويترز" إلى أن فارق التوقيت بين البلدين البالغ 12 ساعة قد يجعل بكين واقعيا هى البادئة فى تنفيذ الرسوم الجمركية، ونقلت عن مصدر صينى مطلع على ترتيبات الحكومة قوله "إجراءاتنا متكافئة، والتكافؤ يعنى إذا بدأت الولايات المتحدة فى 6 يوليو سنبدأ أيضا فى 6 يوليو "، مضيفا أن توقيت التنفيذ لكل السياسات يبدأ منتصف الليل.
ويسود القلق فى الأسواق المالية العالمية ولدى الشركات بشأن هذه الحرب التجارية التى قد تمتد نيرانها إلى الجميع. وقد هدد دونالد ترامب الرئيس الأمريكى باتخاذ إجراءات تصعيدية وفرض رسوم جمركية على ما قيمته 400 مليار دولار من السلع الصينية إذا ردت بكين على الرسوم الأمريكية التى سيبدأ فرضها يوم الجمعة.
واضطرت السلطات الصينية للتدخل فى أسواق المال أمس الثلاثاء وتقديم بعض الدعم بعدما هبط سعر اليوان الصينى إلى أدنى مستوياته فى 11 شهرا بسبب المخاوف من تأثيرات الحرب التجارية.
وفى الوقت نفسه حذرت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتمانى من أن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين سيكبد الاقتصاد الأمريكى خسائر فادحة.
وقالت الوكالة فى تقرير تضمن سيناريوهات مختلفة لتطور النزاع التجارى إن واشنطن ستواجه "سيناريو الصدمة" فى حال تبادلت فرض الرسوم الجمركية مع شركائها التجاريين، وتوقعت الوكالة ارتفاعا يتراوح بين 35% و40% فى أسعار البضائع الواردة إلى أمريكا، وتأثيرا سلبيا على نمو الناتج المحلى الإجمالى فى الولايات المتحدة بنسبة حوالى 0.5%.
وعن تأثير التوترات التجارية على الاقتصاد العالمى، قال بريان كولتون كبير الاقتصاديين فى وكالة "فيتش"، إن التوترات التجارية المتصاعدة زادت من خطر اتخاذ إجراءات جديدة سيكون لها تأثير على النمو الاقتصادى العالمى أكبر بكثير من الوقت الراهن.
وأضافت الوكالة أنه إذا ازدادت حده التوترات وانسحبت الولايات المتحدة من "نافتا"، فهذا من شأنه أن يضخم التأثير على الاقتصاد العالمى، مشيرة إلى أن فرض رسوم جمركية على واردات السيارات إلى أمريكا من شأنه أن يمثل تهديدا لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.
وأوضح التقرير أنه مع فرض الولايات المتحدة ضرائب على السيارات المستوردة بنسبة 25 %، ورسوما إضافية على بعض السلع من الصين، والرد الانتقامى للدول ضد الإجراءات الأمريكية، وانهيار "نافتا". هذا السيناريو، إلى جانب التدابير الحالية، من شأنه أن يؤثر على ما يقرب من 2 تريليون دولار من التدفقات التجارية العالمية.
ولفت كولتون إلى أنه على الرغم من أن الإجراءات، التي اتخذتها الولايات المتحدة والصين، وكذلك الاتحاد الأوروبي حتى الآن كانت محدودة التأثير، فإن اتخاذ المزيد من التدابير قد يؤدي إلى تصاعد كبير في الحرب التجارية.
وحذر أكثر من 40 بلدا عضوا فى منظمة التجارة العالمية، من بينهم 28 دولة من الاتحاد الأوروبي، من أن فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية على واردات السيارات ومكوناتها قد يتسبب فى أضرار بالغة للسوق الدولية ويهدد نظام منظمة التجارة العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة