"عايشين فى رعب ومش عارفين نروح شغلنا من التعابين والعقارب اللى زحفت على البيوت و خلت حياتنا جحيم "بهذه العبارة يمكن تلخيص معاناة أهالى قرية منية السعيد التابعة لمركز المحمودية بالبحيرة، والتى شهدت حالة من الفزع والخوف مع انتشار ظاهرة الثعابين والأفاعى السامة بالأراضى الزراعية وزحفها الى المنازل بشكل مخيف، حيث ارتفعت حدة الفزع مع وفاة أحد شباب القرية مؤخرا وإصابة 4 اخرين إثر تعرضهم إلى لدغ الثعابين السامة.
"اليوم السابع" حاولت الاقتراب من هذا المشهد المأساوى لرصد تفاصيله المختلفة.
البداية مع ضياء شرشيرة 31 سنة- مزارع- واحد المصابين بلدغ الثعابين بقرية منية السعيد، الذى أكد على معاناة أهالى القرية التى يبلغ عدد سكانها أكثر من 5 آلاف نسمة مع انتشار الثعابين والعقارب خاصة مع انعدام الخدمات الصحية بشكل كامل، مضيفا:"مفيش أصلا وحدة صحية بالقرية ولا مركز طب أسرة.. يعنى لو واحد لدغته حيه ممكن يموت قبل ما يوصل المستشفى.
وعن واقعة إصابته اثر تعرضه إلى لدغ الثعابين، قال شرشيرة "كنت فى الغيط برش الرز مع ابويا فوجئت بثعبان طوله أكتر من 3 متر ملفوف على رجلى وبيحفر أنيابه فى جسمى وحاولت بكل الطرق أبعاده عنى لغاية ما هرب فى الزراعات ولكن بعد ما بخ سمومه كلها فى دمى.
وتابع "ابويا راح بسرعه ربط رجلى وراح ينزل الدم الفاسد لغاية لما رحنا على مستشفى المحمودية وأخذت حقن مضادة للسموم وتم تحويلى على مركز السموم بالإسكندرية لعلاجى وإجراء التحاليل اللازمة لغاية لما صحيت تماما.
فيما أكد سعيد البدوى - مزارع - والد ضحية ظاهرة الثعابين بالقرية والذى لقى حتفه متأثرا بلدغ الثعابين منذ يومين أن نجله منصور الذى يبلغ من العمر 18 عاما هو شهيد للإهمال والفساد المتفشى فى القطاع الصحى على حد وصفه مطالبا من المسئولين الاهتمام بالمستشفيات والمراكز الصحية حتى لا يسقط ضحايا جدد.
مضيفا" ابنى كان ممكن إنقاذه من الموت لو كان فيه مستشفيات قائمة بدورها وفيه دكاترة عارفه شغلها لكن للأسف كله بيفوق لما المصيبة تبقى أمر واقع"
وعن تفاصيل واقعة وفاة نجله قال سعيد البدوى" ابنى كان بيساعدنى فى الغيط وفوجئت ان تعبان قرصه فى ايديه ربطنا ايده بسرعه ورحنا بيه على مستشفى المحمودية، وتابع "لقينا فى المستشفى إهمال غير متصور من الأطباء ومن التمريض ..ومفيش رعاية لحد ما مات ابنى بعد ساعتين من وصوله المستشفى..حسبى الله ونعم الوكيل."
ويكمل الحديث عمر البدوى - مترجم- نجل شقيق المتوفى الذى أكد على انتشار ظاهرة الثعابين والعقارب بالقرية بصورة مخيفه يمكن أن تهدد الحياة القرية بأكملها، مضيفا أن الإجراءات الحكومية غير قادرة على مواجهة تلك الظاهرة المفزعة ولذلك لجأ الاهالى إلى مواجهة تلك الزواحف بأنفسهم ومطاردتها فى كل مكان لقتلها والتخلص منها.
فيما أكد الدكتور سعد الشاعر أحد الأهالى أن انتشار الثعابين والعقارب بهذه الصورة المخيفة هو نتيجة تراكم الإهمال الحكومى لهذه القرية وتهميشها عبر السنوات الماضية، مضيفا أن الأسباب الرئيسية لنمو هذه الظاهرة هو عدم تطهير الترع والمصارف من البوص و الهيش وعدم قيام الوحدة المحلية بواجبها فى إزالة المبانى المهجورة مثل مبنى الإدارة الزراعية الذى صدر قرار بهدمها منذ 10 سنوات و لم ينفذ حتى الآن وأصبحت مأوى لكل الزواحف الضارة.
وأوضح الشاعر أن عدم وجود منظومة للصرف الصحى، واعتماد الأهالى على الصرف بالترع والمصارف المجاورة زادت من حدة الأزمة وذلك لأن الثعابين تزحف على المنازل من خلال مواسير الصرف البدائية وخروجها عبر بلاعات المنازل.
وفى هذا السياق وجهت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة بتكثيف أعمال اللجنة الموسعة التى تم تشكيلها لمواجهة انتشار الثعابين بالقرية، بكافة الجهات المعنية منها الوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية ومديريات الطب البيطري والصحة والزراعة وأساتذة من كلية الزراعة جامعة دمنهور .
وأضافت أنه جارى تطهير كافة الترع والمصارف بالقرية من الحشائش لمنع اختباء الثعابين بداخلها مع رفع حالة الطوارئ بمستشفى المحمودية وتوفير الأمصال اللآزمة الخاصة بالسموم.
فيما أكد الدكتور حسنى عباس مدير مديرية الطب البيطرى بالبحيرة، على استقرار الحالة بالقرية وعدم وجود أى إصابات جديدة بين الأهالى، مؤكدا أنه تم حقن 5000 بيضة بمادة سامة لمواجهة الثعابين السامة على مشارف الأراضى الزراعية والمصارف كما توعية الآهالى وتحذيرهم لتوخى الحيطة والحظر وعدم تعرضهم للبيض السام خوفاً على سلامتهم.
وأوضح الدكتور علاء عثمان وكيل وزارة الصحة أنه تم توفير كافة الأمصال الخاصة بلدغ العقارب والثعابين بجميع المستشفيات الحكومية مع توفير الأطباء المدربين وأطقم التمريض للتعامل مع أى وقائع جديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة