"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، واحد من الأمثال الشعبية التى تحمل دلالات إنسانية تحذر الإنسان وتعظه بألا يغدر بأخيه الإنسان لأن فى ذلك مضرة لكليهما، وربما كان هذا المثل ما تم حرفيا مع الدكتور عبد الصبور شاهين والمفكر الكبير الدكتور نصر حامد أبو زيد.
واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الثامنة، على رحيل المفكر العلمانى الراحل الدكتور نصر حامد أبو زيد، عن عمر ناهز 67 عاما، نوضح الأزمة التى أثارها الدكتور عبد الصبور شاهين، ومرت الأيام ليتذوق من نفس الكأس الذى سقاه لـ حامد أبو زيد.
وبحسب ما تذكره الكاتبة دينا أنور فى كتابها "محاكم التفتيش: ضحايا الفكر بين الماضى والحاضر"، كان نصر حامد أبو زيد والذى أثارت كتاباته ضجة إعلامية فى منتصف تسعينيات القرن الماضى، واتهم بسبب أبحاثه العلمية بالردة والإلحاد، كان تكونت لجنة لمنحه درجة الأستاذ من أساتذة جامعة القاهرة بينهم الدكتور عبد الصبور شاهين، الذى اتهم فى تقريره نصر حامد أبو زيد بالكفر.
تلك الأزمة التى استغلها البعض وتم استغلال قانون الحسبة المتواجد فى قانون الأحوال الشخصية المصرية والتى يطبق فيها فقه الإمام أبو حنيفة، وتم رفع دعوى لمقاضاته وطالبوا على أساسها المحكمة بالتفريق بين نصر حامد وزوجته باعتباره مرتدا عن الدين الإسلامى، وأنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم، واستجابت المحكمة وحكمت بالتفريق قسرا بين أبو زيد وزوجته الدكتورة ابتهال يونس، أستاذة الأدب الإنجليزى، وفى نهاية المطاف وبعد تحذيرات المقربين إليه من مغبة المكوث فى مصر خاصة بعد حادث اغتيال فرج فودة، سافر مع زوجته إلى هولندا كمنفى اختيارى وعمل أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن.
وتشاء الأقدار أن يشرب من كفر الدكتور نصر حامد أبو زيد من نفس الكأس، فكما ذكر المستشار رجائى عطية فى كتابه "الاسلام يا ناس"، فإن الدكتور عبد الصبور شاهين، تعرض لحملة تكفير على كتابه أبى آدم والذى صدر بعد سنوات بسيطة من واقعة نصر حامد أبو زيد عام 1998، والذى حاول من خلاله أن يفسر ما يبدو متناقضا بين الحساب الزمنى لعمر البشرية الذى يحسب بآلاف السنين فى مدونات الأديان وبين ما كشف عنه العلم من عثور على هياكل بشرية ترجع إلى عدة ملايين من السنين.
الكتاب فتح النار على "شاهين" وهاجمه العديد من الإسلامين، وهاجمه الدكتور زغلول النجار فى إحدى المناظرات التليفزيونية، كما أصدر الأزهر بيان أكد عدم صحة ادعاءات ما ذكره كتاب عبد الصبور شاهين.
الغريب أن عبد الصبور نفسه وقبل وفاة نصر حامد بعدة أشهر، خرج فى حوار صحفى، وأكد أنه لم يكفر "أبو زيد" مطلقا، وأن كل ما فى الأمر أنه عقب على إنتاج المفكر الراحل بأنه "لا يرقى إلى درجة أستاذ" وأمر طبيعى جدا أن يسقط طالب ترقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة