كشفت إلهام عبد العزيز بيومى، رئيس المجلس الاقتصادى لسيدات الأعمال بالغرفة التجارية فى محافظة الشرقية، عن تجارب نجاح المشروعات الصغيرة خلال الفترة الأخيرة فى تحقيق أرباح لعدد كبير من السيدات وتحولهن من عبء على أزواجهن والمجتمع إلى طاقة إضافية منتجة ساهمت فى نجاح 32 مشروعا جديدا فى مختلف المجالات خاصة فى التجارة الإليكترونية والخضار والوجبات.
وعددت إلهام عبد العزيز المشروعات الصغيرة والتجارب الناجحة لسيدات الشرقية وكيف لعب المجلس الاقتصادى باعتباره أول كيان رسمى لسيدات الأعمال يتم تأسيسه تحت مظلة الغرف التجارية المصرية دورا محوريا، وكيف تلعب المرأة دورا مهما فى الاقتصاد المصرى فى هذه المرحلة من تاريخ مصر، ودعمها للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر لدعم الناتج المحلى وتحقيق التنمية المنشودة للقطاعات الأكثر فقرا.
واليكم نص الحوار التالى ...
متى تم إنشاء هذا المجلس وما الهدف منه؟
المجلس الاقتصادى هو أول كيان رسمى لسيدات الأعمال يتم تأسيسه تحت مظلة الغرف التجارية المصرية، فى بداية عام 2015 أسست غرفة الإسكندرية بتكليف من الدكتور أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية كأول نموذج للمجلس ، بهدف الاهتمام بالسيدات صاحبات الأعمال وإبراز دور المرأة فى سوق العمل وتفعيل دورها كمشاركة فى المشهد الاقتصادى، وبعد نجاحه تم إنشاء مجالس مثيلة بباقى الغرف التجارية فى مختلف محافظات مصر، بالجيزة وسوهاج ، ومنطقة الدلتا السويس والإسماعيلية، والبحيرة و شمال سيناء ونحن غرفة الشرقية والذى أشرف على رئاستها.
.jpg "صور إلهام عبد العزيز بيومى (1)")
هل تختلف أهداف المجلس من محافظة لأخرى؟
الاختلاف يكون فى الأفراد فقط لكن الهدف واحد وطرق التنفيذ للخطط والعمل تختلف طبعا من محافظة لأخرى طبقا لطبيعة كل محافظة فكل محافظة لها خصوصيتها وطبيعة المشروعات المناسبة لها لكن جميع الخطوات والفعاليات فى المجالس كلها بجميع المحافظات لها نفس الهدف وهو دعم الاقتصاد المصرى، وتماشيا مع التوجه العام للدولة وخطة مصر 2030 كنا نهدف لتمكين المرأة عامة والمرأة الشرقاوية خاصة من المشاركة والمساهمة فى التنمية الاقتصادية للدولة وإبراز دورها بالمشهد الاقتصادى.
.jpg "صور إلهام عبد العزيز بيومى (2)")
متى أنشئ المجلس الاقتصادى لسيدات الأعمال بمحافظة الشرقية؟
بالنسبة لمجلسنا بغرفة الشرقية، تم تدشينه يناير2018 ويضم 18عضوة من سيدات أعمال فى مجالات مختلفة وأنشطة متنوعة، تحت رعاية الغرفة التجارية بمحافظة الشرقية برئاسة أسامة سلطان رئيس مجلس الإدارة ، ويتم دعم المجلس ، وتذليل كل الصعوبات حتى تخرج مشاريعنا إلى النور ، ومع التدشين تم عمل أول مشروع توعية عن التجارة الإليكترونية والتى تعمل فيها عدد كبير من السيدات بعدة أنشطة متنوعة، مع السعى لزيادة عدد السيدات صاحبات الأعمال بالمنظومة الاقتصادية الرسمية للدولة.
.jpg "صور إلهام عبد العزيز بيومى (5)")
ما هى الآلية التى تحكم عمل المجلس واختياره للمشروعات؟
التشبيك الدائم بالمجالس والغرف التجارية بصفة مستمرة، وبين المجالس بعضهم البعض على مستوى المحافظات لعرض المشاريع المنفذة للاستفادة منها حسب أجواء وما يتناسب لكل محافظة.
هل يهتم المجلس فقط بالمشروعات الاقتصادية أم أن له دور أجتماعى ؟
المجلس الاقتصاد معنى بالمشاريع التجارية والناحية الاقتصادية ومع ذلك فقد اهتم المجلس بالبعد الاجتماعى وخدمة التنمية المجتمعية، من خلال محورين، الأول فى الاهتمام بالسيدات المعيلات ومساعدتهن فى الاعتماد على أنفسهن وأن يصبحن صاحبات مشاريع تمكنهن من إعالة أنفسهن وأسرهن، بالإضافة إن دمج وزيادة عدد السيدات صاحبات الأعمال بالمنظومة الاقتصادية الرسمية للدولة، ورفع كفاءتهن فى إدارة مشروعاتهن وبناء قدرتهن على زيادة حجم نشاطهم أو التوسع فى أنشطة أخرى، هو فى الأساس دور اقتصادى لكن بالتأكيد حين تتحقق هذه المرأة اقتصاديا فهى جزء أساسى فى المجتمع، وبالتالى سيعود بالنفع على الجانب الاجتماعى لحياتها هى وأسرتها ، والمجتمع بشكل عام.
مجلس سيدات الشرقية لم يمر على تكوينه سوى 6 أشهر، هل استطاع فى هذه الفترة الوجيزة أن يطلق مشروعات اقتصادية أو اجتماعية تستفيد منها نساء المحافظة؟
نفذ المجلس عددا من المشاريع التنموية المجتمعية والاقتصادية ولأن أطفال اليوم هم شباب وشابات الغد ورجال وسيدات المستقبل فقد قدم المجلس مشروع محاربين المستقبل التى بدأت أولى فعالياته تحت إدارة وإشراف مجموعة تربوية متخصصة فى سيكولوجية الأطفال، إضافة إلى مشروع التجارة الإلكترونية وكيفية الاستفادة منه لمعظم السيدات اللاتى لديهن عمل من خلال منازلهن دون عبء مادى وبرأس مال بسيط ومن خلال مظلة آمنة، وحاليا يتم تنظيم مشروع استزراع السمك لخدمة عدد كبير جدا من سيدات المحافظة وبالتعاون مع جهات رسمية للمساعدة بالنهوض للمرأة لتحسين مستواها المعيشى.
دائما ما نفتقد وجود أحصائيات حقيقية عن حجم العمالة غير الرسمية، هل للمجلس دور فى عمل قاعدة بيانات لحجم المشروعات النسائية غير المنظمة؟
نعم المجلس يقوم بتيسير تولى المرأة إدارة عملها الخاص، بتوفير قاعدة بيانات ومعلومات وتيسير سبل حصولها على الدعم الفنى لرفع كفاءتها فى إدارة عملها، وتوفير دورات تدريبية فى مجالات متنوعة وأنشطة مختلفة.
.jpg "صور إلهام عبد العزيز بيومى (4)")
ما نوع الدعم الفنى الذى يقدمه المجلس للسيدات؟
إضافة للتدريب وقاعدة البيانات يقوم المجلس بالتواصل مع الجهات الرسمية، المعنية بتقديم قروض ذات فائدة بسيطة سواء لبدء مشروع أو تطوير المشروع الحالى، إذ يولى المجلس اهتمامه بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر لمناسبتها بشكل كبير للسيدات فى بداية دخولهن المنظومة الاقتصادية لعدم الحاجة لرأس مال كبير كبداية.
هل هناك قبول بين السيدات اللاتى يعملن بشكل غير رسمى للانضمام للمجلس وخاصة أن الأمر يتطلب عمل سجل ضريبى وبطاقة ضريبية؟
المسألة ليست بالشكل الذى يروج له أن السجل والبطاقة خطر على السيدة التى تعمل مشروع بسيط ، وأى سيدة لديها تخوف من الأمر، لابد من التواصل مع المجلس لتوضيح هذه التفاصيل ، وأدعو كل سيدة لديها فكرة أو مشروع مهما كان صغير، التقدم للغرفة التجارية لتقديم المشورة والدعم الفنى اللازم لبدء مشروعها ولكى تعمل تحت مظلة رسمية تحمى مشروعها ومنتجها، كما يمكنها الحصول على دارسة جدوى لهذا المشروع، وفتح مجالات أكبر وأوسع لتسويق وبيع منتجاتها من خلال اشتراكها فى معارض داخلية مجانية تقيمها الغرفة التجارية على مدار العام على مستوى مراكز المحافظة.
هل تقتصر معارض الغرفة التجارية على داخل المحافظة فقط، أم أن هناك معارض خارجية؟
بالطبع لا.. هناك معارض داخل المحافظة وخارجها ، وأيضا معارض خارج مصر لتصدير منتجات المرأة الشرقاوية باشتراك مدعم ومخفض من الغرفة التجارية وامتيازات أخرى كثيرة يمكنها الحصول عليها لكى تكون مساهمة ومشاركة فى التنمية الاقتصادية،ولها دور بارز وواضح فى المشهد الاقتصادى، ورئيس الغرفة داعم للمجلس جدا على المستوى الخاص وللمرأة الشرقاوية على المستوى العام.
.jpg "صور إلهام عبد العزيز بيومى (3)")
هل هناك دور المجلس فى دعم ملف التنمية المستدامة واستيراتيجية2030؟
رؤية مجلس سيدات الأعمال منذ تدشينه فى بداية هذا العام بالغرفة التجارية المصرية بمحافظة الشرقية ، التأكيد على دور المرأة فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية، وهو يعدّ أول مجلس لسيدات الأعمال يعمل تحت مظلة الغرف التجارية المصرية، ليكون منصة لإبراز دور المرأة فى سوق العمل،وتمكينها اقتصاديا، و تفعيل دورها من خلال ضخ مزيد من الأموال فى السوق التجارية، وتحسين صورة المشهد الاقتصادى، وتوسيع الآفاق لبناء مستقبل مستدام لدى السيدات عامة، والسيدات صاحبات الأعمال خاصة.
هل تجدين أن المجلس حقق نجاحا فى ملف تنمية المرأة بشكل عام أم أنه يهتم بسيدات الأعمال فقط؟
نعم نجح المجلس بالتعاون مع الغرفة التجارية فى تنمية المرأة بشكل عام فقد قام المجلس بتوفير نماذج لمشروعات تخدم السيدة الشرقاوية وتوفر لها فرص عمل من خلال مشروع التجارة الإليكترونية الذى خدم عددا كبيرا من سيدات التى تعمل فى مجالات متنوعة مثل صناعة الملابس والوجبات الجاهزة، والمشغولات اليدوية ، ووفرت لهن أسواقا ومعارض مجانية لعرض وتسويق منتجاتهن، التى تقوم بتنظيمها الغرفة التجارية بالمحافظة مما ساعدهن فى الترويج لمشروعاتهن ومنتجاتهن على مستوى مراكز المحافظة، وبالتالى وفر لهن فرص عمل لتحسين مستواهن، وإيجاد دخل ثابت لهن، ليعينهن على إعالة أنفسهن وأسرهن.
كم عدد أعضاء المجلس وكم مشروع دعمه منذ تشكيله
؟هناك 18 سيدة بأنشطة مختلفة ومتنوعة، تم تدشين المجلس يناير 2018، وتم طرح مشاريع تنموية لخدمة المجتمع بداية بمشروع التجارة الإليكترونية، ودعم من خلاله ما يقرب من 12 سيدة، وما يخص المرأة والطفل تم عمل 4 مشاريع مجتمعية فى مجال التعليم والسلوكيات للأطفال وتم عمل مشروع الخضار المجهز والمعبأ والوجبات الجاهزة ، واستفاد منه ما يقرب من 22 سيدة ، كما أن لدينا مشروع العربات المتنقلة ومشروع الاستزراع السمكى وهى مشاريع مستدامة لخدمة أكبر عدد من سيدات المحافظة.
ما هى التحديات التى تقابل المجلس وما هى رؤيتك فى الحل؟
هناك عدة تحديات ، أهمها ثقافة وقناعة بعض السيدات ، وتخوفها من دخول الغرفة التجارية والعمل تحت مظلة رسمية، وصعوبة إقناعها بذلك، على الرغم من أن هذا الإجراء يضمن لمشروعها ومنتجها الحماية التجارية، ويمنحها بعض الامتيازات والتسهيلات لأداء عملها بسهولة ويسر، وسنعمل فى الفترة القادمة على تغيير هذه الثقافة، من خلال ندوات توعوية تقدمها الغرفة التجارية لتوضيح هذا المفهوم وتغيير هذه الثقافة، وكذلك إصدار كتيب يوضح دور الغرف التجارية فى تسهيل ودعم المشروعات الصغيرة، وإزالة أى معوقات لبدء المشروع وكذلك تقديم المعلومات والدعم الفنى اللازم لكل مشروع.
ما هو حجم الدعم الذى يقدمه المجلس لقطاع الاستثمار فى محافظة الشرقية؟
قدم المجلس مزايا وتسهيلات للسيدات والشابات الراغبات فى إقامة مشروعاتهن التجارية، بما يسهم فى تذليل العقبات التى تعترض الاستثمار، وإعادة المشاريع التجارية المتعثرة، وتوفير متطلبات إعادة تشغليها ، بمنحها قروضا ميسرة وبأقل فائدة من الجهات الرسمية المنوط بها ذلك، وزيادة عدد السيدات صاحبات الأعمال بالمنظومة الاقتصادية الرسمية للدولة، وتيسير سبل تنمية سيدة الأعمال لزيادة حجم نشاطها أو التوسع والدخول فى أنشطة ومجالات جديدة لزيادة حجم الاستثمارات.
هل هذا يعنى أن دور المجلس الاقتصادى فى هذه الفترة هو جزء من مهمة وطنية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر؟
العمل التنموى هو أساس عمل مجلس سيدات الأعمال ، لذا يقوم المجلس بتوفير فرص عمل للسيدات بالمحافظة، عبر المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر لمناسبتها بصورة كبيرة لهن فى بداية دخولهن المنظومة الاقتصادية ، من خلال تقديم نماذج لمشاريع صغيرة ومتوسطة تناسب ظروف وإمكانيات المرأة الشرقاوية، وبما يتناسب مع المزايا النسبية للمحافظة، إضافة لأهمية التشبيك والتعاون بين الاتحادات والجمعيات والمجالس الخاصة بالمرأة لتحسين الأداء فى كل المجالات.
ما العائد الاقتصادى الذى تحققه هذه المشروعات لدعم الفئات الأكثر احتياجا؟
ساعدت هذه المشروعات بعض الأسر فى محاربة الفقر والبطالة، ونشر فكر وثقافة العمل الحر فى الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر، التى يتم العمل فيها داخل المنزل للسيدات الأكثر احتياجا، واللاتى ليس لديهن من يعيلهن فى إطار التنمية المستدامة لرفع دخل المرأة، وبالتالى ساهم فى زيادة ورفع الدخل القومى.
ما رأيك فى دور المجالس المتخصصة وما يلاحقها من ملاحظات على أدائها المالى؟
المجالس المتخصصة كانت من المؤسسات المهمة التى يعتمد عليها جهات حكومية كبيرة، نظرا لأهمية دورها فى إعداد المشروعات والتقارير حول أهم القضايا فى كل المجالات ، وعلى حد علمى أعرف أن المجالس المتخصصة تعمل فى مصر كعمل تنموى تطوعى، وليس لديها ميزانية خاصة بها، ولا يتقاضى أعضاؤها أى مكافآت أو بدلات فأين هنا الأداء المالى أو الملاحظات عليه.
