يترقب العالم اللقاء المنتظر بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين والمقرر انعقاده هذا الشهر فى هلسنكى عاصمة فنلندا، ففى الوقت الذى يرحب فيه الجانب الروسى بهذا اللقاء بل وسعى إليه، فإن الجانب الأمريكى، ما دون الرئيس ترامب، يشعر بقلق وتخوف.
وتقول شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن ترامب لا يأبه على ما يبدو لأى شخص يفكر فى علاقته المحيرة والمبهمة بالرئيس بوتين.
وفى استعراض لاستعداده المتنامى للتخلى على الإجماع الدبلوماسى وعدم الاهتمام بمخاوف حلفاء أمريكا، يخطط ترامب للاجتماع وحده على الأرجح مع بوتين مع وجود مترجمين فقط فى الغرفة فى بداية قمتهم المقررة فى 16 يوليو. وقال مصدر مطلع على خطة القمة لـ "سى إن إن" إن اللقاء سيكون مثل اجتماع ترامب مع رئيس كوريا الشمالية كيم أونج أون الشهر الماضى فى سنغافورة قبل أن يتوسع ليضم مسئولين آخرين.
وترى "سى إن إن" إنه ليس من المعتاد أن يجلس الرؤساء منفردين مع قادة آخرين قبيل إجراء محادثات رسمية أكثر رسمية تشمل وفودهم. وإذا كانت العلاقة بين ترامب وبوتين توقف التراجع فى العلاقة بين القوتين النوويتين الأساسيتين فى العالم، فإن هذا سيكون مفيدا للأمن القومى الأمريكى والعالم أجمع.
لكن إذا قرر ترامب أن يمضى قدما فى اجتماع رجل لرجل بدون وفد خلف الأبواب المغلقة، فإن هذا سيمثل عدم اكتراث بمنتقديه، نظرا للفضول والاهتمام الواسع فى واشنطن وبين حلفاء أمريكا بالعلاقة بين بوتين وترامب. فبوتين بعد كل شىء متهم بالأمر بعملية التدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية فى محاولة لترجيح كفة ترامب فى الانتخابات.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد قالت فى تقرير لها الأسبوع الماضى إن ترامب فى عقد اجتماع مع نظيره الروسى قد زادت بعد محادثاته مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون قبل أسبوعين، بحسب ما أشار مساعدوه، إلا أن هذا اللقاء على نحو خاص يثير القلق بين خبراء السياسة الخارجية، ومنهم البعض فى إدارته.
وأوضحت الصحيفة أنهم يشعرون بالقلق من أن ترامب سيقدم نفس نوعية التنازلات لبوتين عندما يجتمع معه فى العاصمة الفنلندية هلسنكى فى 16 يوليو المقبل، مثل تلك التى قدمها فى قمته مع كيم فى سنغافورة.
ففى الأسابيع القليلة الماضية، دعا ترامب إلى إعادة روسيا إلى مجموعة القوى الصناعية السبع، وأشار إلى أن لها حق شرعى فى المطالبة بالقرم لأن كثير من المتحدثين بالروسية يعيشون فيها، وواصل زرع الشكوك فيما إذا كانت موسكو قد تدخلت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى عام 2016، أو أنها لو فعلت هذا فإنه أفاد منافسته هيلارى كلينتون.
وقالت نيويورك تايمز إنه فى سنغافورة، خرج ترامب من مأدبة غذاء مع كيم ليعلن حل الأزمة النووية مع كوريا الشمالية، على الرغم من أن بيونج يانج لم تعترف بشىء بشأن أسلحتها وبرامج الصواريخ، كما ألغى ترامب المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، وهو التنازل الذى طالبت به بيونج يانج.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مايكل ماكفول، السفير الأمريكى الأسبق لدى موسكو، قوله إن ترامب يرى أن الاجتماع الجيد هو إنجاز دبلوماسى إيجابى، وهذا أمر خاطئ، فالاجتماعات الجيدة وسيلة لغاية، وبالنظر إلى سجل روسيا، من ضمها لشبه جزيرة القرم وتدخلها فى الانتخابات الأمريكية، يقول ماكفول إن ترامب لا ينبغى أن يثنى على بوتين ويشير إلى رغبة للمضى قدما، موضحا أن هذا لا يخدم المصالح الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة