فى رأيه كانت الثقافة هى الأسلحة الأقوى لمواجهة الفكر المتطرف فى مصر ، لذا أطلق مشروعه " مسرح الجرن للتنمية الثقافية فى الريف المصرى وبناء المسارح المفتوحة " ليكون بمثابة الأداة التى تمكنه من تحقيق هذا الهدف .
و "مسرح الجرن" هو مشروع ثقافى متنقل تُشرف على عروضة الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ، أطلقه المخرج أحمد إسماعيل وبناه على ثلاثة محاور وفقا لما قاله وهى تحقيق التنمية الثقافية لطلاب المرحلة الإعدادية والمحور الثانى بناء مسارح مفتوحة فى القرى الأم قليلة التكلفة والمحور الثالث تنشيط إبداعات القرية .
وأضاف فيما يتعلق بالمحور الأول فهو قائم على التنمية الفنية والأدبية لطلاب هذه المرحلة من خلال عدة انشطة وهى الإبداع القصصى الشعرى وجمع الحكايات الشعبية للقرية التى كنا نسمعها صغارا من الأجداد، وكذلك الفنون التشكيلية من مخلفات البيئة كرسالة تربوية لتعليم الأطفال كيفية تحويل القبح إلى جمال وأيضا فن تصنيع العرائس والغناء الشعبى وأخيرا التجارب المسرحية التى يتم تقديمها وتكون من إبداع الأطفال أنفسهم.
أنشطة كثيرة يقدمها مسرح الجرن ويكون الهدف من وراءها هو تنميه الإبداع العام وتعزيز الانتماء وتجفيف منابع الفكر المتطرف وتحقيق البهجة كمدخل رئيسى للصحة النفسية ويتم تفعيل هذه الانشطة اثناء الدوام الدراسى بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس وذلك لتخصيص ساعة أو يومين فى الأسبوع لكل طلاب المدرسة وذلك لأنه المبادرة لا تستهدف تنمية المواهب فحسب ولكن بناء الإنسان فى هذه المرحلة الحساسة من العمر وفقا لما يقوله المخرج أحمد اسماعيل صاحب فكرة المبادرة التى بدأت عملها منذ 6 سنوات فى قرى عدد من المحافظات مثل الإسماعيلية، الغربية، الدقهلية، الفيوم، اسيوط وقنا.
ولم تكتف المبادرة بتقديم الأنشطة والعروض المسرحية فحسب ولكن أيضا تركز على بناء المسارح وفقا لنظرية العمارة البيئية للمهندس العالمى حسن فتحى على أن تكون مسارح جميلة الشكل ومفتوحة وغير مكلفة لتكون بمثابة مراكز تنوير.
ويتابع إسماعيل: نحلم بمحاربة الفكر المتطرف والتخلف العام فلو لم ننهض من خلال التنمية الإبداعية والاجتماعية والنفسية فى سن مبكرة لن ننهض أبدا وسنظل على هامش دول العالم لا ننتج أو نبدع وفقط نستهلك إبداع الآخرين.
وعلى الرغم من الدور الذى تقدمه تلك المبادرة إلا أن هناك بعض الصعوبات التى تواجه القائمين عليها وينتظروا من الجهات المعنية التعاون معهم للسيطرة عليها وعلى رأسهم التوسع الأفقى فى عدد المدارس التى تجرى فيها انشطة المبادرة حتى يتم الوصول لأكبر عدد ممكن من المدارس خلال العام الواحد وهذا يتطلب بالتأكيد زيادة مقدار الدعم المادى الذى يتم تقديمه والذى وصل إلى 250 الف جنيه وهو مبلغ من وجهة نظر إسماعيل غير كافى للانتشار فى جميع المدارس: كل ما نتمناه من وزارة التربية والتعليم والثقافة هو أن يتم الاهتمام بالمبادرة وتوفير الدعم اللازم لها وتوسيع عدد المستهدفين منها لضمان تحقيق الهدف وهو التنوير والقضاء على أى تطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة