عزيزى المواطن، أعلم جيداً حجم المعاناة التى تتحملها وأنت راضٍ وصابر ومثابر أملاً فى غدٍ أفضل ومستقبل أجمل لأولادك، مضحياً بقدر كبير من احتياجاتك التى اعتدت عليها لتسيير الأمور والتحايل على موجة الغلاء الجديدة، غاضباً خارجاً عن الصبر أحياناً، لكنك فى النهاية صامداً مسانداً لوطنك لتجتاز معه الأزمة وتخرج به من عنق الزجاجة بسلام .
حوارات دائرة هنا و هناك، أحاديث جانبية وأخرى عامة، سخط وغضب وحسرة على استمرار الفساد فى البلاد بشكلٍ نال من كل مصرى ومصرية حتى فى أبسط أمور الحياة!
فغلاء الأسعار الذى ينمو و يتوحش يوماً تلو الآخر دون توقف بات أزمة حقيقية ومعاناة كبيرة نالت من كل طبقات الشعب، من أدناها لأعلاها، حسب متطلبات الحياة التى اعتادت عليها كل فئة !
ولكن :لم يتوقف أحد منا أمام كونه مشاركاً بشكل أو بآخر فى تفشى واستتباب هذا الفساد وتمكين المفسدين من البلاد!
فهناك جهة أساسية تقوم بمراقبة ومحاسبة المفسدين مهما كانت مناصبهم، وقد ثبت بالفعل أننا أمام جهاز محترم فاعل ومُنجز تمكن فى وقت قياسى بعدما تخلص هو نفسه ممن بداخله من فسده أن يكشف للرأى العام ويقدم للعدالة عدداً من فطاحل وأشاوسة الفساد فى البلاد، كان أحدثهم وليس آخرهم رئيس حى الدقى ورئيس شركة مياه الجيزة المرتشيان لينضما إلى طابور طويل لا يعلم متى آخره إلا الله ولعله قريب.
أما جهاز حماية المستهلك، وهو الجهاز المنوط به حماية المواطنين من جشع واستغلال التجار الذين يتلاعبون يومياً بقوت الغلابة ويصطادون بالماء العكر ويتاجرون بحاجة الناس بلا رحمة ولا إنسانية، وبالطبع بلا وطنية! وعن هذا الجهاز لم نرَ له حتى الآن كرامات واضحة حتى الآن فيما يخص حماية المستهلك !لعل المانع خير والقادم أحسن بإذن الله.
عزيزى المواطن المصرى، عليك أن تبدأ بنفسك، فتحاسبها على سلبيتها وتواكلها، هل تنتظر أن يحميك جهاز حماية المستهلك دون أن تتعاون معه و تدله على هذا الذى يستغلك؟
هل فكر أحد منا أن يبلغ عن كل من يغالى بالأسعار يومياً دون أدنى منطق من خلال الأرقام التى نراها على شاشات التليفزيون باستمرار؟
هل أبلغ أحدكم عن متاجر بيع المواد التموينية الخاصة ببطاقات التموين التى تخفى السلع الأساسية، مثل الزيت والسكر والأرز لبيعها بسعر السوق للمواطنين الذين يرون بأم أعينهم عربات محملة بها، ثم بعد ذلك ينكر البائع وجودها !!
هل أبلغ أحدكم عن سائق الأجرة الذى يتجاوز المبلغ المقرر الذى تم الاعلان عنه بعد ارتفاع سعر البنزين ؟
هل أبلغ أحدكم عن المخابز التى قامت بتصغير حجم رغيف العيش إلى النصف ليلة الإعلان عن غلاء الوقود وحتى قبل أن يتم تفعيله؟
نحن شعب دائم الشكوى، ساكت عن الحق، مُفرّط فى حقه وفى حق وطنه عليه !!
فإن قام كل مواطن بدوره فى محاربة الفساد و الإبلاغ عن اللصوص والمفسدين ستتمكن الدولة من قطع مسافات طويلة جداً فى طريق القضاء على الفساد، وستنصلح أحوال البلاد بمشاركة فعلية من كل مصرى ومصرية .
عزيزى المصرى الساخط :لا تنتظر أن يحميك جهاز حماية المستهلك، فعليك أن تحمى نفسك ووطنك بنفسك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة