غدا الفرصة الأخيرة أمام إيران والدول الأوروبية مجموعة (4+1) (بريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا)، والتى أبرمت الاتفاق النووى فى عام 2015، لإنقاذ الصفقة التى تتمسك بها أوروبا، وللمرة الأولى بعد انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب في مايو الـ 8 من مايو الماضى سيجتمع الأوروبيون غدا الجمعة فى فيينا على مستوى وزراء الخارجية إضافة إلى مسئولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى، لبحث سبل الحفاظ على الاتفاق وتقديم حزمة مقترحات وضمانات اقتصادية تمنح طهران مقومات البقاء فى من الاتفاق.
وأكدت مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيدريكا موجيرينى عقد الاجتماع، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن وزير الخارجية وعضو مجلس الدولة وانغ يى سيتوجه إلى فيينا للمشاركة في المحادثات. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف إنه سيشارك.
وجاء الإجتماع بطلب إيرانى لإنقاذ الاتفاق فى مواجهة قرار ترامب فى الثامن من مايو لاستئناف العقوبات على إيران بعد فترتى مراجعة 90 يوما و180 يوما، وسوف يترأس وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف وفد بلاده الذى يتكون من دبلوماسين سافروا إلى النمسا برفقة الرئيس حسن روحانى منذ أمس.
مجوز همکاری مالی با ایران؛ آیا اروپا برجام را نجات می دهد؟ https://t.co/x3cwQC451W
— BBC NEWS فارسی (@bbcpersian) July 5, 2018
وقبيل الإجتماع قام الرئيس الإيراني بجولة أوروبية تضمنت سويسرا والنمسا، وأكد حسن روحانى، إن بلاده ستبقى فى الاتفاق النووى إذا بقيت مصالحها مضمونة، وشدد روحانى خلال مؤتمر صحفى مع نظيره السويسرى آلان بيرسيت في مدينة بيرن السويسرية يوم الثلاثاء الماضى، على أن طهران تسعى لعلاقات عادلة وسلمية مع العالم، كما حذر من تبعات محاولات واشنطن إيقاف صادرات إيران النفطية.
وفى النمسا حيث سيقام الاجتماع غدا، أعلن روحانى أن بلاده ستصمد أمام العقوبات الأمريكية الجديدة، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لن تبقى للأبد، وقال روحاني أمس إن "إيران ستصمد أمام هذه المجموعة من العقوبات الأمريكية مثلما صمدت فى وقت سابق. وهذه الحكومة الأمريكية لن تبقى فى السلطة للأبد" وأضاف: "التاريخ سيحكم على بلداننا بناء على ما تقوم به اليوم"، ووصف العقوبات الأمريكية بـ "الجريمة" و"العدوان" ضد الجمهورية الإسلامية.
وكان المرشد الأعلى فى إيران، آية الله على خامنئى وضع الشهر الماضى شروط لاستمرار التزامها بالاتفاق، وتشمل حماية مبيعات النفط الإيرانية، وتأمين التجارة، ومنح بلاده ضمانات قوية، وإلا ستخرج بلاده من الاتفاق، ومنحت طهران الأوروبيين مهلة 60 يوما ليلة الثامن من مايو الماضى.
حزمة المقترحات المتوقعة غدا
وأشارت تقارير إيرانية إلى أن حزمة الضمانات الأوروبية المتوقعة والتى سيتم طرحها على الوفد الإيرانى غدا ستتعلق بالجانب الاقتصادى، وقالت إن الحزمة تتضمن تعهدات أوروبية بشراء مليون أو أكثر برميل نفط من إيران، والاتفاق على تسليم عائداتها عبر تأسيس بنك خاص للحوالات المالية بعيدا عن العقوبات الأمريكية، والتى سوف تسرى فى أغسطس المقبل على الشركات والبنوك التى تتعامل مع إيران أو تلك التى لديها استثمارات فى إيران.
حزمة المقترحات أيضا تتضمن ضخ البلدان الأوروبية نحو 10 مليارات يورو فى الأسواق الإيرانية واستثمارها فى هذا البلد، كما تقترح المفوضية الأوروبية أن تضخ حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبى تحويلات مالية مباشرة إلى البنك المركزى الإيرانى لتجنب العقوبات الأمريكية لكن يتعين وضع خطط تفصيلية بذلك.
وفى السابق صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى، بأن حزمة الاتحاد الأوروبى المقترحة في المراحل النهائية، مؤكدا على أنه بعد استلامها ستتخذ بلاده القرارات اللازمة علي أساس المصلحة الوطنية والمصلحة العامة.
وكان قد حذر المحلل السياسى الإيرانى فريدون مجلسى بلاده من مغبة الانسحاب من الاتفاق النووى، وقال فى مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" الإيرانية، 24 يونيو الماضى "على مسئولى البلاد إيضاح ما إذا كانت إمكانات البلاد ستكون قادرة على التغلب على المشكلات دون التعاون مع الغرب؟.. على المسئولين أن ينتبهوا لحظة انتهاك الاتفاق سيتم فرض حصار جوى وبحرى من قبل قوات دولية على إيران، داعيا لوضع سيناريوهات بشكل ضرورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة