تواصل معارض الآثار المصرية فى تحقيق رسالتها حول العالم، وهو تحسين الصورة الذهنية لمصر وحضارتها فى الخارج، ومع انطلاق معرض "الكنوز الذهبية المصرية"، فى موناكو، المقرر افتتاحه اليوم، من قبل ألبرت الثانى أمير موناكو، والدكتور خالد العنانى وزير الآثار، فى تمام الساعة السابعة مساء، بتوقيت القاهرة، ووسط تأييد من كبار علماء الآثار للمعارض الخارجية، أردنا نقل آراء الخبراء حول المعارض الخارجية، ودورها فى الحفاظ على الحضارة المصرية.
قال عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس: "إن أى معارض للآثار الخارجية لها أهمية كبرى، فهذه المعارض هى سفير مصر بالخارج، ودائما أقول إن أى وزير للآثار يستطيع إخراج معارض أثرية مصرية فى الخارج فهو رجل وطنى، ولا يفكر إلا فى مصلحة مصر، ويرفع شعار تحيا مصر".
وأوضح الدكتور زاهى حواس، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن معارض الآثار الخارجية هى الدجاجة التى تبيض ذهبًا للآثار ولمصر، من حيث الدعاية السياحية الكبيرة التى تتحقق عند خروج أى معرض إلى الخارج، بالإضافة إلى الدعاية الإعلامية من خلال الصحف والإذاعة والتليفزيون فى الخارج حول المعرض وتاريخ مصر، وكل ذلك بالمجان، إلى جانب العائد المادى من هذه المعارض والتى تساهم فى ترميم وصيانة الآثار المصرية.
وأشار الدكتور زاهى حواس إلى أن تعبئة وتغليف وترميم القطع قبل سفرها تتم من خلال شركات عالمية على أعلى مستوى، بالإضافة إلى أعمال الترميم التى تتم عند عودتها مرة أخرى، كما يخرج مع المعرض عدد من المتخصصين ويمنع منعا باتا لمس القطع الأثرية إلا من خلال الأثريين المصريين، وبالطبع بخلاف الأعمال التأمينية التى تصاحب المعرض طول فترة إقامته.
وقال الدكتور مختار الكسبانى، إن المعارض الأثرية التى تنظمها وزارة الآثار فى الخارج تساعد على الترويج والتسويق للحضارة المصرية القديمة، وتعطى صورة ممتازة عن مصر وحضارتها وتاريخها فى الخارج.
وأوضح الدكتور مختار الكسبانى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المعارض الخارجية للآثار المصرية يصحبها خبراء من الأثريين طوال مدة إقامتها، والوزارة ليست حديثة فى تنظيم المعارض الخارجية، حيث إنه على مدار 20 عامًا أخرجنا أكثر من 1000 معرض، ولم ينتج عنها أى سلبيات، بالعكس تجنى تلك المعارض ثمار الترويج والتسويق وتحسين الصورة الذهنية عن مصر فى الخارج.
وأكد الدكتور مختار الكسبانى أنه يؤيد بشدة تنظيم العديد من المعارض الأثرية الخارجية، فمصر تحتاج مزيدا من تلك المعارض خلال الفترة المقبلة، وأن خروج أى قطعة بالخارج تتم الموافقة عليها من قبل اللجنة الدائمة، وإذا اعترضت اللجنة على أى قطعة لأنها متفردة، فلا يتم خروجها ضمن مقتنيات أى معرض، لافتا إلى أن الدكتور خالد العنانى وزير الآثار حريص على تحسين الصورة الذهنية لمصر فى الخارج، وأيضا حريص على الحفاظ على كل قطعة تخص الحضارة المصرية.
ومن جانبه قال الدكتور محمد حمزة، الخبير الأثرى عميد كلية الآثار السابق، إن ما ينقص مصر هو الترويج والتسويق لجذب السياحة، وهو ما تحققه المعارض الخارجية للآثار المصرية، والتى تعود أيضا بمردود مادى مناسب، كما تساعد على تفاعل دورة الحياة الاقتصادية فى مصر.