«لو مت يا أمى ما تبكيش.. راح أموت علشان بلدى تعيش.. افرحى ياما وزفينى.. وفى يوم النصر افتكرينى.. وإن طالت ياما السنين.. خلى اخواتى الصغيرين.. يكونوا زيى يكونوا زيى.. فدائيين».. لا يمكن أن تتخيلوا كم الطاقة الإيجابية التى كانت تنتابنى حين أسمع أغنية فدائى للمطرب الكبير الراحل عبدالحليم حافظ، وأتذكر عندما كنت صغيرًا أنا وأبناء جيلى نبكى لما نراه يحدث فى فلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلى، لدرجة أن أول شىء كان يجول فى خاطرى مع سماع الأغنية هو الرغبة فى الاستشهاد لأجل الدفاع عن وطننا العربى.
كلمات هذه الأغنية أتصورها حاليًا، وكأنها رسالة من كل شهيد بطل من القوات المسلحة أو الشرطة، سقط على يد الإرهابيين فى سيناء وكل ربوع المحروسة طوال الفترة الأخيرة، فهؤلاء الشهداء فقدوا أرواحهم لكنهم عرفونا معنى التضحية فداءً للوطن.
أمس مرت ذكرى استشهاد العقيد أحمد المنسى الملقب بـ«الأسطورة» ابن محافظة الشرقية، والنقيب خالد مغربى الشهير بـ«الدبابة» ابن مدينة طوخ فى محافظة القليوبية، ومعهم كل شهداء ملحمة الكتيبة 103 صاعقة التى تصدت بكل قوة لأعضاء تنظيم داعش، فالحكاوى عنهم تجعلك تشعر وكأنك مهما فعلت لخدمة بلدك لن تستطيع أن تحقق أى شىء يذكر أمام ما قدموه، ومهما كتبت عنهم لن تجد أى كلمات تكفى حقوقهم علينا جميعًا، ورغم أننى أتمنى ظهور أعمال درامية تحاكى بطولاتهم، لكنى أرى أنه حال تنفيذها على أرض الواقع لن تلامس نقطة صغيرة فى بحر بطولاتهم.
«لا يمكن أن ننسى هؤلاء الأبطال مهما طال زمان فهم سيظلون نقطة فارقة فى تاريخنا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة