استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون المدوية تأتى بعد أقل من 24 ساعة على استقالة ديفيد ديفيس وزير البريكست، ونائبه ستيف بيكر الذى يحمل درجة وزير، وجاءت قبل دقائق من كلمة رئيسة الوزراء تيريزا ماى أمام مجلس العموم، والتى أكدت فيها تمسكها بخطة الخروج التى تبقى على تعاون مع الاتحاد الأوروبى فى ملفات الأمن والاقتصاد.
وأمام أعضاء المجلس، قالت ماى قبل قليل "إن النموذجين اللذين اقترحهما الاتحاد الأوروبى غير مقبولين، مؤكدة أنه لا يمكن لأى رئيس وزراء أن يقبل خطة تفصل أيرلندا الشمالية عن بقية المملكة المتحدة".
وأضافت إن إبقاء المملكة المتحدة بالكامل فى السوق الموحدة والاتحاد الجمركى يعنى قبول حرية الحركة، والاضطرار إلى اتباع قانون الاتحاد الأوروبى والاضطرار إلى دفع مبالغ ضخمة إلى أوروبا لهذا سيكون عليها مغادرة السوق الموحدة والاتحاد الجمركى، موضحة أنه إذا استمر الاتحاد الأوروبى فى مساره الحالى، فقد يؤدى ذلك إلى عدم التوصل إلى اتفاق بشأن البريكست.
وأضافت فى ختام كلمتها أمام الجلسة التى انعقدت مساء اليوم "على الحكومة المسئولة أن تستعد لمجموعة من النتائج، بما فى ذلك عدم التوصل إلى اتفاق".
وعصر اليوم، أعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون، وهو ما يفتح الباب أمام المزيد من الضغوط على الحكومة البريطانية.
وزير الخارجية البريطانى المستقيل بوريس جونسون
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تقرير لها، إن جونسون بهذه الاستقالة يصبح الوزير الثالث الذى يغادر الحكومة خلال 24 ساعة رفضا لخطط ماى المتعلقة بالخروج الناعم.
وقال متحدث باسم داوننج ستريت أو رئاسة الوزراء: "بعد ظهر هذا اليوم، وافق رئيس الوزراء على استقالة بوريس جونسون كوزير للخارجية. وسيتم الإعلان عن بديله قريبا. رئيس الوزراء يشكر بوريس على عمله". ولفتت الصحيفة إلى أن جونسون أشار إلى محاولات ماى لبيع خطة خروج بريطانيا من التكتل الأوروبى للبريطانيين كـ "تلميع غائط".
واعتبرت الجارديان أن استقالة جونسون وجه حملة "المغادرة" سيعمق الأزمة السياسية فى المملكة المتحدة المتعلقة بالخروج، حيث يزيد من فرص تعرض تيريزا ماى للتصويت بحجب الثقة.
وتوصلت رئيسة الوزراء إلى تسوية مع حكومتها المنقسمة بشدة فى اجتماع استمر طوال يوم الجمعة الماضية، ولكن بعد التشاور مع الأصدقاء والحلفاء، قرر جونسون أنه لا يستطيع الترويج للاتفاق، بحسب الصحيفة.
وقالت الجارديان فى تعليق على الاستقالات الأخيرة، إن ماى ربما تتعرض لتصويت سحب الثقة إذا ما كتب 48 نائبا خطابات لجراهام برادى رئيس لجنة 1922 التنفيذية التابعة لحزب المحافظين.
ورغم أن العديد من أنصار رئيسة الوزراء يعتقدون أنها ستفوز فى التصويت على حجب الثقة، إلا أنها ستواجه تحديا قاسيا إذا خسرت قيادة الحزب، حيث سيكون جونسون من المرشحين المحتملين للمنافسة معها.
وكان ديفيد ديفيس، الوزير المسئول عن ملف خروج بلاده من التكتل الأوروبى قدم استقالته من منصبه الوزارى فى الحكومة البريطانية، وهى الاستقالة التى قبلتها "ماى" متقدمة بالشكر للوزير المستقيل عما قدمه طوال فترة عمله فى حكومتها.
وزير البريكست المستقيل ديفيد ديفيس
ورحب المتحمسون للخروج من الاتحاد الأوروبى باستقالة ديفيس الذى تم تعيينه فى عام 2016 لإدارة ملف مفاوضات لندن مع الاتحاد الأوروبى لوضع اللمسات النهائية الخاصة بالخروج البريطانى، حيث أكد العديد من الساسة البريطانيين المؤيدين للانفصال أن قرار الوزير المستقيل "شجاع".
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن ديفيس قوله إنه لا يريد أن تتنحى تيريزا ماى عن منصبها وأنه يدعمها لكنه يرغب فى الضغط عليها حتى تضع أفضل خطة للخروج، موضحا أنها يجب أن تختار وزيرا للمنصب يؤمن باستراتيجيتها لأنه لم يكن لينفذها كما ترغب.
واعتبر ديفيس القيادى فى الحزب المحافظ، أن الطريق الذى تتبعه الحكومة البريطانية فى ملف الخروج مع عضوية الاتحاد الأوروبى، "لن يوصل إلى ما كان البريطانيون قد صوتوا من أجله"، فى إشارة للاستفتاء الذى تم إجراءه بشأن عملية مغادرة لندن لعضوية الاتحاد الأوروبى.
وكتب ديفيس: "فى أحسن الأحوال، سنكون فى موقع ضعيف للتفاوض مع بروكسل"، فى إشارة إلى رفض مؤيدى بريكست الأكثر تشددا ما تخطط له الحكومة من إنشاء منطقة تجارة حرة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى بعد انسحابها منه، ووضع سجل مشترك للسلع الصناعية والمنتجات الزراعية.
وأضاف ديفيس فى رسالته التى نشرتها الحكومة: "المصلحة الوطنية تتطلب وجود وزير لـ"بريكست" يؤمن بشدة بنهجكم وليس مجرد جندى متردد".
وقال النائب عن حزب المحافظين، بيتر بون إن ديفيس " فعل الأمر الصواب"، مضيفا أن "مقترحات رئيسة الوزراء للخروج من الاتحاد الأوروبى نظرية فقط وغير مقبولة".
وقال مدير حزب العمال إيان لافرى "إنها فوضى مطلقة، وتيريزا ماى لم تتبق لها سلطة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة