أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

الجنة.. باتنين ونص وتعالى بص

الإثنين، 09 يوليو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«إننى معتقل لأنى أنفذ مشيئة الله، فالمسيح عيسى اتصل بى وأمرنى ببيع التذاكر التى تفتح أبواب الجنة للمؤمنين» هذا الكلام كان جزءا من رد القس «تيتو واتس» الذى تم القبض عليه بواسطة قوات الأمن فى زيمبابوى بتهمة النصب والاحتيال، بعد أن باع آلاف التذاكر لدخول الجنة بسعر محدد سلفا هو 500 دولار للتذكرة الواحد.
 
عرض خاص ولفترة محدودة، اغسل ذنوبك يا مؤمن، كفر عن سيئاتك يا عاصى، الجنة ونعيمها فقط بـ500 دولار، حور العين بـ500 دولار، جنات تجرى من تحتها الأنهار والأنهار بـ500 دولار، دهب مرجان ياقوت بـ500 دولار، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بـ500 دولار، صحبة الأنبياء والقديسين والشهداء بـ500 دولار، رضا الله وغفرانه بـ500 دولار، من هذا الذى يبخل، من هذا الذى يفاصل أو يماطل؟ من هذا الذى لا يهرع سريعا إلى هذا الرضا الذى يبيعه هذا القس بـ500 دولار؟
 
«التذاكر الذهبية»، هذا هو اسم تذاكر الجنة التى يبيعها الأخ «تيتو» مدعيا أنها مصنوعة من الذهب الخالص، هو يبيع وزوجته تقبض الثمن، أو زوجته تبيع وهو يقبض الثمن، والمؤمنون هم الزبائن المضمونون، اتبرع يا مؤمن، افتح جيوبك واغسل ذنوبك، فتح المزاد قربوا يا أولاد، القس محبوس وعايز فلوس، وهنيالك يا فاعل الخير بالدولار.
 
تلك حالة صارخة من استغلال اسم الله فى النصب على عباد الله، ولأن المستوى الثقافى والتعليمى فى زيمبابوى منخفض جاءت هذه الحيلة على قدر كبير من السذاجة، فجنت السخرية بعد أن جنت آلاف الدولارات، لكن ما يدركه الجميع أن هناك عمليات أكثر تتم فى بقاع مختلفة من العالم بشكل أكثر احترافية وأكثر إتقانا وأكثر حبكة، فقد تعلم القس «تيتو» من زميله الذى قبض عليه فى العام الماضى فى نفس البلدة، ولاقى نفس مصيره، غير أن قس العام الماضى كان يدعى أنه على اتصال مباشر مع الله، ويكلفه بتبليغ رسائله لرواد كنيسته، وأنه يمشى فوق الماء مثل المسيح، فحسب، أما تيتو، فقد ادعى كل هذا وجنى آلاف الدولارات من أكاذيبه التى صدقها المؤمنون.
 
التاريخ شهد العديد من الحالات المشابهة لحالة الأخ «تيتو» فقد كانت الكنسية قديما تبيع صكوك الغفران أيضا، غير أنها الآن صارت محل انتقاد الجميع ومحل سخرية الجميع، فتحول الأمر من بيع صكوك الغفران إلى الترغيب فى التبرع ابتغاء مرضاة الله لكى يدخل العصاة الجنة، والترغيب فى زيارة المزارات المقدسة لجنى مزيد من الأموال ابتداء من الفنادق الوثيرة وحتى البازارات التى تبيع صور القديسين والشهداء، أما فى الإسلام فحدث ولا حرج، فقد بلغ بنا الحال إلى أننا صنعنا قناة تليفزيونية «تأخذك إلى الجنة» مثلما الحال فى قناة الناس الغابرة، كما صنعنا «فراخ» تأخذك إلى الجنة، كما فى حالة الشيخ عمرو خالد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة