فى عرف شرعنة الباطل يمكنك أن تبيع ما لا تملك وتقبض مكانه ثمنًا يوازى مليارا وربع المليار جنيه، دون أن يستطيع أحد أن يسألك عن نزاهة مصدرها، وأيضا لا أحد سيسأل المشترى فى البضاعة المسروقة التى اشتراها، هذا بالضبط الشعور الذى سيراودك حينما تعرف أن آثارًا مصرية مختلفة الأشكال والأحجام والعصور، بيعت فى جلسة واحدة بمزاد سوثبى بلندن مقابل 5 ملايين ونصف المليون جنيه إسترلينى، هذا يعنى ثروة كبيرة تدعوك للتساؤل ببراءة عن الذين وجدوا تلك الكنوز، وكيف واصلت طريقها إلى الخارج لتباع فى مزاد علنى لا تستطيع أن تعترض عليه، فهذه قصة فساد رائعة سيرويها التاريخ دائمًا لأجيال قادمة ليخبرهم عن أمة فرطت فى جزء من تاريخها للجشعين والفاسدين، فأصبحوا أثرياء يتحدثون عن الشرف والنزاهة واحترام التراث الوطنى، فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة إلى زيادة قوتها الناعمة عبر معارض الآثار الخارجية التى تجنى نجاحات كبيرة، لتسافر آثارنا وتعود بالخير.. ليتنا نقارن بين نموذجين متضادين: تهريب يؤدى إلى تدمير التراث الوطنى، ومعارض تقدم صورة إيجابية عن مصر وتاريخها.