قال السفير الصينى لدى بريطانيا "ليو شياو مينج" إن النزاع التجارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين يشكل تحديا خطيرا للنظام الاقتصادى العالمى، ويعكس ثلاثة اختلافات فى وجهات النظر بين البلدين.
وأضاف مينج -فى مقال له بصحيفة "صنداى تليجراف" البريطانية نشرته وسائل الإعلام الصينية اليوم /الاثنين/- أن "غيوم الحرب التجارية تلوح فى الأفق مرة أخرى فوق الأمريكتين وأوروبا وآسيا وأفريقيا، وتشكل تحديا خطيرا للنظام الاقتصادى العالمى والنظام التجارى متعدد الأطراف".
وتابع أن النزاع التجارى أكثر بكثير من مجرد توصيفه بأنه "مشكلة تجارية"، حيث إنه يكشف عن ثلاثة اختلافات فى وجهات النظر بين الصين والولايات المتحدة حول: العالم، والتعاون، والتنمية.
وأوضح مينج أن أمريكا ترى العالم من زاوية "أمريكا أولا" وتقوم بناء على ذلك بتصنيف الدول بين حليف أو غير حليف، بينما ترى الصين أن علاقاتها مع العالم تقوم على أساس الاحترام المتبادل والعدالة والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة، والعمل على حماية السلام العالمى وتعزيز التنمية المشتركة.
وفيما يتعلق بالتعاون، قال مينج أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤمن بالأحادية والحمائية رغم رفض المجتمع الدولى لذلك على نطاق واسع، بينما تتبع الصين فلسفتها المتمثلة فى "القوة فى الوحدة والضعف فى العزلة"، مع إيمانها بأهمية التعاون المثمر والالتزام بقواعد منظمة التجارة العالمية، ودعم النظام التجارى متعدد الأطراف، وبناء اقتصاد عالمى منفتح.
وحول التنمية، أكد مينج أن الولايات المتحدة وللحفاظ على ميزتها التنافسية فى عالم أصبح كالقرية الصغيرة ترتبط فيه مصالح ومستقبل جميع الدول، يجب عليها أن تبنى على مواطن قوتها وتتعاون مع الدول الأخرى، خاصة وأن محاولات إبطاء الآخرين أو حرمانهم من الحق فى حياة أفضل قضية ظالمة ستحظى بدعم ضئيل وقد تأتى فى النهاية بنتائج عكسية.
وحث مينج الولايات المتحدة على تغيير ما وصفه بـ "عقليتها القديمة"، والعمل مع الدول الأخرى لمرحلة جديدة من التعاون المثمر للجميع لتحقيق التنمية والرخاء.
وشدد السفير الصينى لدى بريطانيا على أهمية أن تتحد الصين والمملكة المتحدة وباقى دول العالم ضد الأحادية والحمائية، ودعم النظام الاقتصادى العالمي، والنظام التجارى متعدد الأطراف، وصيانة المصالح المشتركة للبشرية جميعا، والعمل من أجل ازدهار واستقرار الاقتصاد العالمي.
من ناحية أخرى قالت كاى بيلى هاتشيسون سفيرة الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسى (ناتو) أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها لم تمتد لتؤثر على الأنشطة العسكرية فى الحلف.
وأضافت هاتشيسون، وفق ما نقلته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، "سأقول أمرا واحدا، هو أنه فى كل الخلافات التى شهدناها فى مجموعة السبع ومع الحلفاء الذين نجرى معهم الآن محادثات تجارية ومفاوضات حول التعريفات، فإن ذلك لم يظهر فى سياق حلف الناتو.. أن دبلوماسيينا محترفون ويركزون فى قضايا الناتو، التى نتعاون فيها بنسبة 100 بالمائة".
وتبدأ رحلة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى أوروبا هذا الأسبوع، ويستهلها بزيارة إلى بروكسل يومى الأربعاء والخميس من أجل قمة حلف الناتو، حيث سيلتقى مرة أخرى وجهًا لوجه مع زعماء العالم الذين اصطدم بهم بشكل سيء فى قمة مجموعة السبع التى عقدت الشهر الماضى فى كندا.
وأعرب ترامب، عن استيائه علنا بشأن العلاقات التجارية الأمريكية مع الحلفاء القدامى، بما فى ذلك كندا والاتحاد الأوروبي، معتبرا أن بلاده تعامل بطريقة غير عادلة، وفى محاولة لإعادة تحديد تلك العلاقات بشروط أكثر ملاءمة بالنسبة للولايات المتحدة، فرض ترامب تعريفات جمركية على بعض الواردات، مما دفع الاتحاد الأوروبى وكندا إلى فرض تعريفات انتقامية.
ووفقا للمجلة، جعلت التوترات التجارية المتصاعدة الولايات المتحدة على خلاف مع الحلفاء والشركاء القدامى، حتى فى الوقت الذى سعى فيه ترامب إلى تحسين العلاقات مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الذى التقى به فى سنغافورة الشهر الماضى فى أعقاب قمة مجموعة السبع المثيرة للجدل، ومع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى سيجتمع معه الرئيس الأمريكى فى فنلندا فى نهاية رحلته إلى أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة