المملكة المتحدة تناشد اليابان الضغط على الاتحاد الأوروبى للتوصل لـ(بريكست)

حث الوزير البريطانى لشؤون التجارة الدولية وليام فوكس اليابان وشركاء تجاريين آخرين على الضغط على الاتحاد الأوروبى للتوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى (بريكست)، لتجنب المزيد من الاضطراب للاقتصاد العالمي.

وقال فوكس، فى مقابلة مع صحيفة (نيكاي) اليابانية اليوم الأربعاء: "نحتاج لأن يتحدث حلفاؤنا فى جميع أنحاء العالم مع الاتحاد الأوروبى وأن يقولوا إن بريطانيا قدمت للاتحاد عرضا عادلا ومعقولا، وإذا رفض الاتحاد هذا العرض، وانتهينا بلا صفقة، سيكون ذلك على حساب الجميع - الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة وشركاؤنا التجاريين".

وبهذا يشير فوكس إلى اقتراح بريطانى فى وقت سابق من هذا الشهر حول العلاقة الجديدة مع الاتحاد الأوروبى بعد (بريكست) خروج بريطانيا من الاتحاد فى مارس 2019، ويتمحور الاقتراح حول تشكيل منطقة تجارة حرة للبضائع، مما يمنح المزيد من الاستقلالية لتجارة الخدمات البريطانية، ويحل بذلك النزاعات بطريقة مشتركة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتحتاج بريطانيا إلى التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبى بحلول أكتوبر القادم لتفادى وضع تكون فيه البلاد خارجة عن السوق الأوروبية الموحدة، ومحرومة من الوصول إلى السوق الأوروبية التى تتمتع بها كعضو فى الاتحاد.

وتراقب شركات صناعة السيارات اليابانية المفاوضات بقلق، فمنذ لفترة طويلة، كانت بريطانيا بمثابة قاعدتها التصديرية لقارة أوروبا، حيث يتم إنتاج ما يقرب من 1.7 مليون سيارة فى المملكة المتحدة سنويًا، يتم شحن 80% منها إلى الخارج - أكثر من النصف إلى أوروبا، وبمجرد خروج المملكة المتحدة من السوق الموحدة، قد يواجه المصنعون فى البلاد التعريفات الجمركية، بالإضافة إلى العمل الإدارى الإضافى لتوثيق أين يتم إنتاج منتجاتهم بشكل أساسي.

وتمتلك الشركات اليابانية سببا آخر لإشاحة النظر عن المملكة المتحدة، ففى وقت سابق من هذا الشهر، وقعت طوكيو اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، وبذلك تخلق خيار التصدير مباشرة من اليابان، بدلا من التصنيع فى المملكة المتحدة.

وتوجد حوالى ألف شركة يابانية فى المملكة المتحدة، يعمل بها 140 ألف عامل.

وخلال زيارته التى استمرت يومين، زار فوكس شركات يابانية واتحاد الأعمال الياباني، ليطمئنهم على انتقال سلس بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة قدمت عرضا معقولا "وعلى الاتحاد الأوروبى الآن أن يقرر إذا ما كان يعتقد أن ذلك مقبول".

وتساءل فوكس: "هل يريدون التوصل إلى اتفاق يقوم على التجارة والازدهار والوظائف، أم أنهم يريدون اتفاقا يقوم على أيديولوجية البيروقراطيين فى بروكسل؟ نأمل أن يتخذوا المسار المنطقي".

وشدد على أن الخروج بدون صفقة يعنى أنه على شركات الاتحاد الأوروبى دفع 14 مليار جنيه رسوما جمركية للوصول إلى السوق البريطانية، فى حين أن معظم صادرات بريطانيا تذهب إلى أسواق خارج الاتحاد الأوروبي، ولذا "لا أعتقد أنه من المنطقى أن يدفع الاتحاد الأوروبى من أجل عدم التوصل إلى اتفاق".

وأشار فوكس إلى أن بريطانيا تسعى الآن للتجارة الحرة مع الاقتصادات الآسيوية سريعة النمو، بما فى ذلك أعضاء فى اتفاقية التجارة الحرة عبر الشراكة بين دول المحيط الهادئ، ولذا التقى فوكس مع وزير التجارة اليابانى توشيميتسو موتيجى أمس لمناقشة إمكانية انضمام بريطانيا لاتفاقية الشراكة.