طريقة حديثها وجمالها وثقتها فى نفسها جعلت أشهر المنتجين والمخرجين يعرضون عليها العمل كممثلة، لكن إقناعها جاء على يد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذى شاركته بطولة أول فيلم لها "الوسادة الخالية" هى الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز التى يحل اليوم ذكرى مولدها، والتى جسدت من خلال أدوارها كفاح المرأة المصرية على مدار سنوات عديدة من خلال أعمال فنية أبدعت فيها ما بين الطالبة والمرأة المقهورة والباحثة عن الحرية وسط مجتمع ذكورى.
لبنى عبد العزيز
وعلى الرغم من تخرج لبنى عبد العزيز فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى أن عددًا من أدوارها لمست المجتمع المصرى بطبقاته الفقيرة والمتوسطة فتنوعت ما بين الخادمة وسايس للخيول وشخصية فرعونية، وحصلت على الماجستير فى التمثيل من جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجليس، هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع زوجها (إسماعيل برادة) في أواخر الستينيات، لتحن لماء النيل فهى عروسته التى جسدت حبها له فى فيلم "عروس النيل" فعادت فى التسعينيات واستأنفت نشاطها الفنى بالمشاركة فى عدة أعمال منها: (عمارة يعقوبيان، جدو حبيبي).
الحب ينتصر للنساء فى "غرام الأسياد"
فتاة أجبرها المجتمع الذكورى على أن ترتدى زى الرجال لتعمل سايس فى قصر صاحب الأطيان بعد أن هربت من مضايقات ومحاولة اغتصابها لتثبت للعالم أنها أنثى لا تحمل فقط جسدا بل كيانا وتصبح أكبر عارضة أزياء لتخلع زى الرجال الذى تخفت فيه، وتجبر بجمالها وشخصيتها أحمد مظهر على أن يحبها بعد أن كان يحاول الإيقاع بها لإبعادها عن أخيه الأصغر ليتحدى تقاليد الأسياد والأعيان بالزواج منها.
غرام الأسياد
الحرية المشروطة
أنا حرة قصة الأديب إحسان عبد القدوس، الذى يطرح منظورا مختلفا وقتها لحرية المرأة تجسده "أمينة" التى ترى فى المجتمع سلسلة من القيود، تريد التخلص منها، وترى من منظور ضيق أن الحرية فى الخروج والسفر والرقص والسهر، لكن مع استمرارها فى التعليم والحياة ووضعها فى عدد من الخبرات مثل الزواج والطلاق، تنقل وجهة نظر أخرى لحرية المرأة وهى أن تجد نفسها فى ذاتها ونجاحها وكفاحها للوطن.
رسالة من امرأة مجهولة
أمام الأمومة والخوف من فقدها لطفلها بسبب حادث وحاجته لفصيلة معينة من الدم، تخلت أمل عن سرها الذى احتفظت به طوال سنوات عديدة، فأرسلت خطابًا إلى سامح المطرب الذى التقته وأنجبت منه طفلاً، لتستطيع الحبيبة القديمة أن تسترد والد طفلها مرة أخرى ليشارك ابنه الحياة بدم واحد ويعلن أنه والده، أمام الجميع معترفًا بأبوته.
عروس النيل
جمالها وملامحها المنحوتة جعلت الاختيار يقع عليها لتجسد عروس النيل، "هميس" لم تكن عروسًا عاديًا فهى الأسطورة الفرعونية القديمة التى كانت تقوم على أن الفراعنة يلقون فى يوم وفاء النيل عروسًا من أجمل الفتيات تعبيرًا عن الشكر لعطائه وللخير الذى يأتى وقت الفيضان.
ومن جانبه يقول الناقد الفنى عمرو الكاشف إن الفنانة لبنى عبد العزيز ممثلة أكثر من رائعة، استطاعت أن تجسد أدوار المرأة بأشكال مختلفة ومتباينة بين الشعبية وبنت البلد والاستقراطية وقدمت أدوارها بأسلوب غير عادى.
ويضيف الكاشف أن فيلم غرام الأسياد الذى شاركت فيه البطولة مع أحمد مظهر وعمر الشريف كان مفاجأة لتجسيد دور جديد للمرأة وأبهرت الجميع به فلم يكن متوقعًا منها، خاصة أنها كانت من الوجوه الجميلة والمتميزة، وهى تستحق التكريم والتقدير، وقدمت فنا تحترم به جمهورها وتترك بصمة خالدة فى ذهن أى امرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة