محمد محمود حبيب يكتب: خدعوك فقالوا تأديب الأطفال يكون بالضرب الشديد

الجمعة، 10 أغسطس 2018 04:00 م
محمد محمود حبيب يكتب: خدعوك فقالوا تأديب الأطفال يكون بالضرب الشديد العنف تجاه الأطفال - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العقاب منهج ربانى قويم، ومبدأ تربوى مطلوب لكن كثير من الآباء والأمهات والمربين يسيئون استخدامه؛ فالعقاب ليس شرًا إلا إذا تم استخدامه بصورة مبالغ فيها أو بعنف وليس من أجل التقويم، وأخطر ما يكون عندما يأتى من أجل تنفيس غضب مكتوم بالصدر نتيجة أشياء أخرى، وعلى الجاهل الذى يمارسه ويتباهى بأنه طلّع غضبه من أمور أخرى لعقاب أطفاله يكفى أن يدرك أنه ينشئ أبناء محبين للعنف ومستعدين للانتقام من الآخرين الذين لا ذنب لهم وهم لا يشعرون، ومن أجل تنشئة جيل جديد بعيد عن التطرف والسلوكيات الخاطئة ينبغى الانتباه جيدًا لتربية الأطفال، فكل تصرف يقوم به المتطرف أو الإرهابى أو المجرم له أصل وجذر فى تربيته يظهر عندما يكبر وعندما تتحين فرص ظهوره، فكل السلوكيات غير السوية التى يمارسها الكبار كانت بسبب أخطاء ظاهرة وخفية فى التربية من أهلهم ومربيهم..عاقبوا أولادكم بلا مبالغة أو ظلم، ولا تقولوا نحن تربينا هكذا فالبيئة والزمن مختلف فالإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى والتقدم وتغيّر الثقافات والأفهام تؤثر فى ذلك، ومن خلال تجربتى كمدرب تنمية بشرية فى تعديل السلوكيات الخاطئة  للشباب يمكن التنبيه على أكثر من 20  خطأ متعلقا بالعقاب وهى:
 
1- عدم الاهتمام أو الطلب من الأطفال إصلاح وعلاج ما يمكن إصلاحه، بل يجب إشراكهم فى إزالة الخطأ حتى ولو بشكل غير تام كجمع اللعب المبعثرة أو إزالة الكتابة على الجدران.
2- عدم إزالة العوامل التى تساعده على الخطأ من حوله، كترك أدوات المكياج التى يرسم بها على الحوائط أو ترك الأقلام أو الكراسى بالقرب من النوافذ.
3- حرمان الطفل من احتياجاته الأساسية عند العقاب كحرمانه من الأكل ودخول الحمام وهذا خطأ قاتل، بل حرمانه من الأشياء المحببة له والتى هى من الكماليات.
4- ترك إقناع الطفل للاعتذار عن الخطأ أو للشخص الذى أخطأ فى حقه.
5- تجاهل الطفل فى حالات خطأه وندمه واعتذاره وهذه مشكلة كبيرة، بل التجاهل يكون فى حالات الزن مثلًا، أو تمثيل البكاء.
6- المبالغة فى ضرب الأطفال بقسوة اعتقادًا أن هذا هو الحل للتأديب فالعقوبات الجسدية تترسخ فى ذاكرة الإنسان، وتولد لديه إحساساً بانعدام الثقة فى نفسه وفى الآخرين وتراكم مشاعر الخوف لديهم من العقاب دون أن يدركوا فداحة تصرفاتهم. فوظيفة العقاب لا تتمثل فى إيذاء الطفل أو تخويفه أو إرباكه، بل ترتكز بالأساس على الدور التأديبى.
7- حصر كل أشكال عقاب الأطفال فى الضرب فقط؛ فيكون قد اعتاد جسده على الضرب فلم يعد يهتم.
8- ضرب الأطفال وإحراجه أمام من يحب فهذا يسبب إهانة له، ولا تتخيل بعدم وجود مشاعر له أو أحاسيس.
9- قيام الوالدين والمربين بضرب الأطفال أثناء الغضب الشديد والانفعال أثناء الضرب.
10- عدم نسيان الذنب بعد الضرب وتذكير الطفل به حتى ولو قرر الامتناع  عن فعله مرة أخرى.
11- استخدام اللوم المتكرر والمعايرة والتعنيف اللفظى ما يعزز عند الطفل الاستهانة بالقبائح وبالتالى يقلل دقة الملاحظة وروح الحياء عند الطفل طبقًا لمبدأ "كثرة المساس تفقد الإحساس".
12- قيام الوالدين والمربين بالضرب بعد الوعد بعدم الضرب وهذا يفقد ثقة الأطفال فى الوالدين والمربين.
13- عدم مراعاة حالة الطفل المخطئ وسبب الخطأ فقد يكون غير متعمد.
14- ضرب الطفل على أمر صعب التحقيق.
15- عدم إعطاء الفرصة إذا كان الخطأ للمرة الأولى.
16- أمر الطفل بعدم البكاء أثناء التوبيخ والضرب، وهذا يعمل على كبت المشاعر والأحاسيس.
17- تشبيه الطفل بالحيوانات والمجرمين، بل نبهه بأن مصير المجرمين والفاشلين  كان أساسه التصرفات الخاطئة التى لم تصحح.
18- عدم إشعار الطفل بأن العقاب كان لمصلحته، وعدم الابتسام فى وجهه حتى إذا قرر ألا يكرر الخطأ.
19- عدم الجلوس مع الطفل بعد فعله الخطأ أو هجره فترة طويلة لأسباب بسيطة أوعدم الطلب منه أن يشرح أسباب العقوبة حتى يتم التأكد من فهمه لسبب العقوبة.
20- التدليل الزائد قد يكون من أسباب اللجوء للضرب لأن الطفل يكون قد تعود على طلب أشياء وعند منعها يمارس التمرد وبالتالى يتعرض للضرب، ولذا التدليل يجب أن يكون بضوابط واعتدال.
21- عدم تشجيع الطفل إذا أحسن، وعدم الثناء على تصرفاته الجيدة.
وأخيرًا فلنتذكر جميعًا الضرب للتأديب كالملح فى الطعام أى أن الكثير يفسد والقليل يكفي، ولنعلم جميعًا أن أخطاء العقاب من أسباب غلظة بعض الشباب المغرر بهم على أساس دينى.
ويارب احفظ أولادنا وبارك فيهم ونجهم من كل سوء..









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة