اقترب عيد الأضحى، فبدأ تجار الماشية فى كل مكان يستعدون لتلك الفترة التى تعتبر الموسم الخاص بهم، ليس فقط التجار، بل بعض الأسر المصرية فى القرى والمحافظات التى تمتلك عددا من الماشية تعيش على التجارة فيها فى مثل ذلك الوقت من كل عام، فبمجرد أن أعلنت خيوط الشمس بداية صباح يوم جديد شرع ما يزيد على 100 تاجر ومربٍ للماشية باصطحاب ما يمتلكون من رؤوس جاهزة للبيع هذا العام لأحد أسواق الجيزة الشهيرة المخصصة لعرض الماشية فى فترة ما قبل عيد الأضحى وبيعها.
تواجد "اليوم السابع" هناك، وتجول بين المتواجدين الذين جاءوا باحثين عن فترة تُكتسب فيها الرزق بعرض جيد لبضاعتهم، فقبل التاسعة صباحًا بدأت السيارات النصف نقل تتوافد لمكان السوق، أبواب تفتح، وعدد كبير من التجار يبدأون فى تنزيل الماشية لأرض السوق، كل يجهز بضاعته ليعرضها فى أحسن صورة، وتجار يصطحبون أطفالهم فى سن صغيرة حتى يتعلمون المهنة منذ نعومة أظافرهم، ويعملون فيها بعد ذلك.
"متعودين نيجى هنا كل موسم، والبيع السنادى مش زى كل سنة"، كلمات قالها أحمد عمار، لـ"اليوم السابع"، عن تواجده فى السوق، مضيفًا أنه يقضى حوالى 10 ساعات فى ذلك المكان فى انتظار الزبائن الذين يأتون له كل عام وأصبحوا عشرة عمر "فى ناس بتيجى تاخد منى كل سنة وحفظت وشوشهم".
تتجول فى السوق فتجد أسرة بالكامل جاءت لتعرض بضاعتها من الماشية، الأم والأب واثنين من الأحفاد الذين جاءوا من ضواحى محافظة الجيزة لهذا المكان لعرض بضاعتهم، فذلك المشهد هو تجسيد حى لـ"سوق الحياة"، وبذل المجهود فيه طوال الوقت.
"أصعب حاجة بنمر بيها هى إننا نيجى بالمواشى ونرجع زى ما جينا"، كلمات وصف بها أحد التجار أصعب اللحظات التى تمر عليه أثناء تواجده فى السوق، فتحت أشعة الشمس الحارقة، ووسط ذلك الزحام يقضى بعض التجار ساعات طويلة ويعودون مع حلول الليل لمنازلهم مرة ثانية دون بيع أى شىء، ليبحثوا عن طرق أخرى لعرض بضاعتهم، وإيجاد الزبون المناسب.
أما عن عدم الإقبال على الشراء الملحوظ هذا العام يقول محمد عمر، إن ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف تربية المواشى أدت لارتفاع أسعار الأضاحى وهو ما جعل الكثير من الأسر تؤجل ذلك هذا العام، أو اللجوء لشراء الخراف لتناسب الميزانية المحددة، معلقًا أنه يتوقع زيادة حركة البيع خلال الأيام المقبلة مع اقتراب عيد الأضحى، قائلًا: "مهما الدنيا غليت الناس هتفضل تشترى وتفرح".