جرى فى نهر الصحافة الأسبوع الماضى مقترحان حول المضمون والاستثمار: الأول عن قانون يقصر العمل فى الحقل الإعلامى على خريجى كليات الصحافة والإعلام، والثانى حول إنشاء مصنع للورق لخدمة الجرائد المصرية، بدلًا من التكاليف الباهظة للمستورد.. لا أريد أن أفرض عليك وجهة نظرى المتشائمة تجاه تلك الحلول، التى تبدو جريئة وحماسية وعاطفية أيضًا، ولو كانت العواطف هى التى ستنقذ الصحافة لكانت الأسعد حظًا اليوم، لكثرة المتباكين عليها، لكن تلك الحلول لن تبقيها على قيد الحياة، لأن الورق أصبح من الماضى، والتحدى الحقيقى ليس فى سعره المتصاعد، إنما فى زمنه الذى يولى لصالح تقنيات وأفكار جديدة عصية على الاستيعاب عند بعض العقول القديمة.
أما مقترح خريجى الإعلام فلن يمنح هذه المهنة سوى مزيد من التجريف للمواهب، ويحرمها من التنوع الذى كان يومًا مصدرًا للقوة والتجديد، وإنقاذ هذه المهنة لا يكون بإعادة الأفكار القديمة لمجرد نيل شرف المحاولة.. الصحافة تحتاج اليوم أن تستمع أكثر مما تتكلم، وتتعلم أكثر مما تعطى نصائح للآخرين.