"فى بلدنا اختراع".. "اليوم السابع" يكشف رحلة 9 طلاب بهندسة المطرية لتطوير سيارة تعمل بالهواء المضغوط.. المبتكرون يؤكدون: تطبيقه يحل أزمة الطاقة فى مصر.. ورئيس جامعة حلوان: أفكار ولادنا لن تبقى حبيسة الأدراج

>> أحد الطلاب: المال والوقت والأدوات الفنية أهم صعوبات واجهتنا

>> ماجد نجم: أفكار الطلاب لن تبقى حبيسة الأدراج
 

مثال جديد يضربه الطلاب المصريون كدليل على قدرة العقل المصرى عندما يفكر ويبتكر، الأمر الذى أدى إلى وقوف وسائل الإعلام العالمية لتضرب تعظيم سلام لابتكار فريق طلابى مكون من 9 طلاب بكلية هندسة المطرية التابعة لجامعة حلوان لسيارة تعمل بقوة الهواء المضغوط بدلا من البنزين.

رغم قلة الإمكانيات الأفكار تتلألأ

على الرغم من البيئة الفقيرة التى عمل فيها الطلاب، وخاصة فيما يتعلق بتوفير الإمكانيات المادية اللازمة لتنفيذ الفكرة، وكذلك ندرة المواد الفنية التى استخدمها الطلاب لتطوير محرك موتوسكيل ليعمل بقوة الهواء المضغوط بدلا من طاقة البنزين، إلا أن إصرارهم فاق كل هذه الصعاب فتوصلوا للعديد من الحلول، التى كان أبسطها تجميع الأموال من بعضهم لاستكمال مشروع تخرجهم وإخراجه للنور.

 

أحد طلاب المشروع: الكلية دعمتنا وجمعنا فلوس من بعض.

من جهته، أكد إسلام إبراهيم، أحد طلاب مشروع التخرج الخاصة بتطوير سيارة تعمل بقوة الهواء المضغوط بهندسة المطرية، إن الفكرة كانت عبارة تطوير موتور يعمل بالبنزين ليعمل بقوة دفع الهواء المضغوط كبديل لطاقة البنزين، موضحا أنهم أرادوا استخدام طاقة الهواء وفكروا فى استخدام أدوات تستخدم الهواء لتوليد الحركة للسيارة الجديدة.

وأشار إسلام إبراهيم لـ"اليوم السابع"، إلى أنهم فكروا فى البداية فى تصنيع موتور جديد بكل احتياجاته يكون مناسبا لفكرتهم، إلا أن الثمن الباهظ لتصنيع هذا الموتور عاد بهم إلى استخدام موتور يعمل بالبنزين والتطوير عليه هربا من الصعوبات فى التصنيع والتكلفة الزائدة، موضحا أنهم استخدموا موتور موتوسكيل يعمل بالبنزين وأدخلوا التعديلات المناسبة عليه ليقبل قوة الهواء المضغوط لتحريك سيارة تم تجميعها فى الكلية.

9

وتكون مشروع تخرج الطلاب من 9 طلاب بإشراف الدكتور محمد حنفى، الدكتور المهندس بكلية هندسة المطرية؛ ليبهروا العالم بفكرة ظهرت جودتها وفاعليتها فى التناول الإعلامى العالمى لها.

وقال إسلام إبراهيم، إن أهم الصعوبات التى واجهتهم فى تطوير الموتور كانت توفير الإمكانيات المادية التى حصلوا على جزء منها من الكلية وجمعوا الباقى من بعضهم لاستكمال المشروع، وكذلك عنصر الوقت لأن مادة مشروع التخرج مادة من 12 مادة يدرسها الطلاب خلال العام الأخير للدراسة مما يؤدى إلى صعوبة العمل خلال الدراسة والامتحانات.

ندرة الأدوات الفنية أهم الصعاب التى واجهت الطلاب

وأوضح إسلام إبراهيم، أن الأدوات التى استخدموها لتجميع السيارة وتجهيزها والتحكم فى الموتور مثل الصمامات الخاصة بالهواء، وكذلك التحكم فى الموتور بالإلكترونيوماتيكى، كانت من أهم الصعاب التى واجهتهم لندرة هذه المواد فى مصر، مؤكدا وجودها بوفرة فى أماكن مختلفة حول العالم وبجودة عالية، ولكن هذا الحل لم يكن ليناسبهم لأنها ستكون مكلفة للغاية من حيث الشراء والشحن والتفريغ وغيرها من العمليات المعقدة المطلوبة لذلك.

طالب بالمشروع: نحتاج لدعم مادى وخبرة لاستكمال المشروع

من جانبه، قال محمود يسرى، أحد طلاب المشروع، إن ما يحتاجونه خلال الفترة المقبلة لاستكمال المشروع هو الدعم المادى والخبرة فى هذا المجال لمساعدتهم على التطوير المستمر للسيارة لعمل أداء أسرع، قائلا: "هذه السيارة تم تجميعها كنموذج لمشروع تخرج وإذا توافرت الإمكانيات وحظيت الفكرة بالاهتمام الكامل نقدر على تصنيع السيارة بعد تطوير هذا المشروع بشكل كبير لحل مشكلة توفير الطاقة فى مصر".

واستكمال طالب كلية الهندسة بالمطرية، أن السيارة الجديدة تستخدم قوة الهواء المضغوط فى اسطوانتين للهواء مثبتتين فى السيارة يتم شحنهما تباعا، مؤكدا أنه تم شحن هاتين الاسطوانتين من مستودع مرتين خلال الفترة الماضية والسيارة تعمل بهما كل هذه المدة وأنهت بهما كل هذه التجارب، موضحا أنها سارت فى حدود 30 كيلو باستخدام هاتين الإسطوانتين كبداية قبل خضوعها لعمليات تطوير سوف تحسن من عملها.

رئيس جامعة حلوان: أفكار الطلاب لن تبقى حبيسة الأدراج

من جانبه، أكد الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، أن هناك مجموعة متميزة من المشاريع الطلاببة اكتسبت سمعة جيدة خلال الفترة الأخيرة مثل السيارة التى تعمل بالهواء والدراجة الذكية، قائلا: "الجامعة بمشاريعها المتميزة القابلة للتنفيذ لن تكون حبيسة الأدراج وسوف تخرج إلى النور".

وأشار الدكتور ماجد نجم، إلى أن الجامعة تسعى لدى الجهات المنفذة لتنفيذ هذه الأفكار مثل الدراجة الذكية التى أوصلتها إلى وزارة الإنتاج الحربى وسوف تتبناها لتنفيذها على أرض الواقع، قائلا: "نشجع الطلاب على التنفيذ ونأخذ خطوات عملية لتحويل هذه الأفكار إلى أمر واقع".