هناك نوعان من السينما.. الأول: «سينما الأفلام التجارية» التى يحقق غالب أفلامها إيرادات، والثانى: «سينما المهرجانات والمثقفين»، التى يتم إنتاجها خصيصًا للمهرجانات العالمية، وصفوة المثقفين والمفكرين من الجمهور، لكنها لا تحقق إيرادات كبيرة.
السؤال هنا: هل الجمهور هو السبب فى تدنى الذوق العام أم المخرجون والمؤلفون والمنتجون هم السبب؟
أعتقد هنا أن المسؤولية مركبة، بمعنى أن بعض الجماهير وضعت نفسها فى قالب محدد للاختيارات، وهو ما جعل «التجار» وليس المنتجين الحقيقيين يبحثون عن الكارت الرابح عبر إنتاج أفلام «الهلس»، هذا ما يخص الجمهور، أما بالنسبة للمخرجين والمؤلفين، فهناك البعض يحاول الاستعانة بأفكار جديدة ومختلفة للارتقاء بأذواق الجمهور، لكن معظمهم يقع فى «فخ» السقوط بتناول قضايا فلسفية خارج حدود المنطق أحيانًا، نظرًا لاستخدام تشبيهات لا يفهمها سوى المثقفين، مما يجعل الجمهور العادى يعزف عن المشاهدة.
كل ذلك أدى لغياب الثقافة والذوق العام عن غالبية الجماهير التى أصبحت تبحث عن «الصورة»، أيًا كانت هذه الصورة، أكثر من البحث عما هو خلف الصورة أو مضمون العمل الفنى، حتى ظهر المصطلح الشهير «إنت عايز فيلم قصة ولا مناظر»، ووصل المنحدر الآن إلى أسوأ حالاته بظهور أفلام لا يصلح لها سوى إطلاق اسم «سينما البلطجة»، فقد أصبح هذا بمثابة الحل السحرى للمنتجين لاستقطاب الجمهور، وتحقيق الأرباح، دون النظر للمصلحة العامة، والتأثير السلبى على المجتمع بأكمله.. للحديث بقية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة