قد تصيبك حالة من الرعب عندما تتمعن فى أرقام ونسب الطلاق فى مصر وما يترتب عليها من آثار تؤثر على الأسرة والمجتمع.. فما الحلول المطروحة لمواجهة هذا الخطر الداهم الذى يواجه مستقبل الدولة المصرية؟.. لذا تم طرح العديد من المقترحات منها تنظيم ورش للمقبلين على الزواج من أجل توعيتهم قبل خوض التجربة.. والسؤال إلى أى مدى من الممكن أن تنجح تلك التجارب؟
وقبل التطرق إلى جزئية ورش التوعية للمقبلين على الزواج، يمكن إلقاء نظرة على نشب الطلاق فى مصر وفقا لأحداث الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لعام 2017 ومنها وصول عدد حالات الطلاق فى الفئات العمرية من 25 إلى 29 عاما 38.8 ألف حالة، ومن 20 إلى 24 عاما 35.4 ألف حالة، بينما فى الشريحة العمرية ممن 18 و19 عاما تصل إلى 10.2 ألف حالة، أما فى الفئة العمرية من 30 إلى 34 عاما تصل إلى 35.2 ألف حالة.
وفى ظل الإحصائيات المشار إليها سابقًا، وغيرها فإن هناك العديد من الجهات تحركت لمواجهة تلك الظاهرة ومن المقترحات التى خرجت عقد برامج ودورات تأهيلية للمقبلين على الزواج من أجل توعيتهم، وبالفعل أعلن المجلس القومى للمرأة عن تنظيم ورشة عمل "معاً لنبقى" للمقبلين عن الزواج.
ووفقا للبيان الذى أورده المجلس القومى للمرأة فإن ورش العمل استهدفت مساعدة الشباب من الجنسين للتعرف المشاكل المحتمل مقابلتها خلال السنوات الأولى للزواج وطرق تخطيها ومساعدة الزوجين على الإلمام بكيفية التعامل مع شريك الحياة ومساعدتهم فى فهم بعضهم البعض وكيفية التعامل مع العائلة والأطفال.
وطبقاً لبيان المجلس القومى أيضًا أن الورش استهدفت مساعدة الشباب فى كيفية الحافظ على علاقتنا اليومية، طرق التعامل مع الأطفال، وكذلك الطريقة المناسبة لتعامل الزوجة مع أهل الزوج والعكس.
والسؤال هنا، هل يمكن البناء على فكرة المجلس القومى للمرأة والتوسع فى عقد دورات وورش تأهيلية للمقبلين على الزواج بهدف توعيتهم قبل اتخاذ الخطوة بشكل رسمى، وإن عُقدت تلك الدورات ما الشكل المنتظر لها حتى تكون ناجحة وتؤدى الغرض منها؟
وعن التوسع فى عقد تلك الدورات، يقول جمال فرويز، استشارى الطب النفسى: "كنت قد حاضرت فى مثل هذه الدورات منذ فترات فى عدة أماكن، والمهم أنها لا تكون مجرد أحاديث فى العموم بمعنى أن أخرج وألقى نصائح عامة مثلما التى نكتبها فى الصحافة أو نقولها عبر شاشات التليفزيون إنما هذه الورش تنجح عندما تتحدث مع الشباب والفتيات كل منهم على حد حالاتهم وكيف يتعاملون فى وفقا لظروفهم، فالمثالية ليست مطلوبة وكذلك الاستعجال غير مطلوب".
ويضيف استشارى الطب النفسى: "عندما كنت أجلس فى تلك الدورات كنت أعطى نصائح بناء على المتاح أمامى من معلومات لكن هناك معايير مثل قياس الوضع الاجتماعى والتكافل الأسرى والمادى وموازنته بين الطرفين، وفى النهاية يرجع القرار للطرفين"، لافتًا إلى أنه يتم توجيه نصائخ للتعامل مع التدخلات الأسرية وتحديدًا من الأمهات خاصة أنهن يتسببن فى كثير من الأوقات فى إفساد العلاقات الأسرية.
وتعليقًا على زيادة نسب الطلاق فى مصر بشكل غير مسبوق، قال فرويز :"هناك انهيار ثقافى كبير فى البلد، وهذه القضية تعتبر أمن قومى، لابد من التوعية بمخاطره وأخذ خطوات جادة لما لها من أثار مدمرة على المجتمع المصرى ومستقبله خلال السنوات القادمة، لأن الطلاق أساس لأى مشكلة تنتج فيما بعد من أشخاص غير أسوياء وأطفال مشردين وغيرها من الأزمات المعروفة".
فيما، ترى الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية وعضو مجلس النواب، أن دورات التوعية للمقبلين على الزواج قد لا تكون مفيدة خصوصا أن الأساس يقع على عاتق الأسرة التى تربى الابنة لتكون زوجة وتربى الولد ليكون زوجًا، مشيرة إلى أن الجيل الحالى قد يأخذ مثل هذا الدورات باستهتار أو يسخر منها.
وتابعت أستاذ الفلسفة الإسلامية حديثها: "أقول للشباب والفتيات المقبلين على الزواج أن يتحلوا بالمسئولية وإن لم يستطيعوا لا يتزوجون من الأساس فالمجتمع فيه ما يكفيهم ولا ينقصهم تصدير أزمات أخرى، فمحاكم الأسرة ضجت من كثرة المشاكل وأغلبها بسبب شباب لا يتحلون بالمسئولية فتاة لا تقدر معنى أن تكون أم، وشاب لا يقدر معنى رعاية أسرة والتكفل بكل ما تحتاجه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة