انتقدت كثيرا الأداء الأمنى، خاصة فى عهدى الوزيرين السابقين، محمد إبراهيم ومجدى عبدالغفار، وثبت بالدليل القاطع صدق ما حذرنا منه مرارا وتكرار فى هذه المساحة المخصصة لمقالنا اليومى، سواء التحذيرات التى أطلقناها عن مثلث برمودا، وقاعدته بنى سويف المنيا ورأسه الفيوم، أو البؤر الإجرامية الخطيرة فى قنا وجنوب سوهاج، والترهل الأمنى المخيف فى عهد صلاح حسان مدير أمن قنا الأسبق..!!
وعندما عاد الوضع الأمنى لقوته، وبسط سيطرته ونفوذه، أكدنا ذلك، وأبرزناه وأعطينا الحق لأصحابه، واليوم وفى هذه السطور، نبرز التحول المهم والاستراتيجى فى الأداء الأمنى، وتطوير المفاهيم، فى عهد الوزير الجديد اللواء محمود توفيق، صاحب لقب «فارس تحليل المعلومات والبيانات وفك شفرات الجرائم والقضايا الصعبة والمعقدة».
وبالبناء على الملاحظة السابقة، المتعلقة بالقدرات الخاصة لوزير الداخلية الجديد فى تحليل المعلومات والبيانات وفك الشفرات، استطاع الأمن وفى وقت قصير للغاية، فك شفرات عدد كبير من التنظيمات والخلايا الإرهابية، والانتقال من القبض على المجرم عقب جريمته إلى خانة إحباط ومنع وقوع الجريمة، وهى نقلة نوعية جوهرية، عمادها المعلومة.
هنا، تظهر قيمة وقامة أجهزة المعلومات بشكل عام، ويؤكد التنسيق العالى بين جميع أجهزة المعلومات، والقدرة على الحصول على المعلومة مبكرا، ثم إخضاعها لتحليل مضمون، والتحرك سريعا بالقبض على المخططين من الإرهابيين، وتفكيك خلاياها.
ولو نعلم جميعا، قيمة المعلومة، والتى لا تقدر بثمن، سواء شعبا أو مؤسسات أمنية معلوماتية، ومؤسسات حكومية، لحققنا نجاحات مبهرة فى القضاء على كل بذور الشر من المنبع وقبل أن تنمو وتتفرع وتتشعب، لتحصد أرواح الأبرياء، خيرة شباب هذا الوطن..!!
إن التنسيق بين أجهزة الأمن المعلوماتى، والتعاون الرفيع فيما بينهم، فرض عين، وفقه الضرورة فى ظل وطن يترصده كلاب أهل النار، وبؤرة اهتمام كيانات ودول معتكفة للتخطيط ورسم خرائط المؤامرة لإسقاطه فى وحل الفوضى، وتطبيق السيناريو السورى والليبى واليمنى..!!
ولا أخفى سعادتى البالغة بعودة الأمن الوطنى لقوته المعهودة فى جلب المعلومة، ورصد كل واردة وشاردة، تتعلق بالتنظيمات والكيانات الإرهابية، وداعميها، والوقوف على كل أنشطتهم وتحركاتهم ومخططاتهم، فنجح رجال الجهاز فى تفكيك البنية التحتية لمعظم التنظيمات والخلايا الإرهابية المسرطنة..!!
الدليل العملى، لنجاح الأجهزة المعلوماتية، وفى القلب منها الأمن الوطنى، ثلاث وقائع مهمة، تفسر لنا بقوة، التطور الكبير والنقلة النوعية فى أداء الجهاز المعلوماتى، والاحترافية والقدرة على اختراق وضبط كل العناصر المتطرفة فى محافظات مصر المختلفة، بسرعة مذهلة، وإحباط الجرائم قبل وقوعها.
وليدرك الجميع أيضا، حقيقة جوهرية أن الاستثمار فى الأمن المعلوماتى، أهم وأجدى من الاستثمار الاقتصادى، لأنه كلما كانت الأجهزة المعلوماتية قوية وتمسك بتلابيب كل الخرائط الجغرافية والتنظيمية للجماعات والخلايا الإرهابية، والقبض عليها قبل وقوع الجريمة، تحقق الاستقرار، وتناثر الأمن فى كل ربوع الوطن، فتصير مصر قبلة السائحين، والمستثمرين، ثقة وأمنا وأمانا، على أنفسهم ومشروعاتهم الاستثمارية، ولا يتسرب لقلوبهم خوف..!!
وهناك 3 وقائع تدلل على نجاحات الأمن، وتؤكد تغيير النهج والمفاهيم والقدرات فى مكافحة الجريمة، وتفكيك البنية التحتية للجماعات والتنظيمات والخلايا الإرهابية، وجميعها تم فك شفراتها خلال الساعات القليلة الماضية وفى توقيتات زمنية متعاقبة لا تفصل بين الواقعة والأخرى سوى ساعات قليلة، الواقعة الأولى: يوم السبت الماضى، تمكن الأمن من إحباط محاولة انتحارى تفجير نفسه فى كنيسة العذراء بمسطرد، دائرة قسم شبرا الخيمة، محافظة القليوبية، محاولا استغلال حشود الأقباط للمشاركة فى مولد السيدة العذراء، لإيقاع أكبر عدد من الضحايا والأبرياء، ولم يكتف الأمن بإحباط العملية برمتها، ولكن تمكن من القبض على كافة عناصر الخلية، بسرعة فائقة.
الواقعة الثانية: يوم الأحد الماضى، أى بعد ساعات من إحباط محاولة الانتحارى تفجير نفسه فى كنيسة العذراء بمسطرد، تمكنت الأجهزة الأمنية من تصفية 12 إرهابيا فى العريش، كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية، وهنا برز دور الأمن الوطنى، عندما توصل لمعلومات عن وجود خلية إرهابية تتخذ من قطعة أرض يحيط بها سور، بمنطقة الملالحة، مقرا للتخطيط وتنفيذ جرائمهم.
الواقعة الثالثة: أمس الاثنين، وبعد مرور ساعات قليلة فقط على تصفية خلية العريش، تمكنت قوات الأمن من تصفية خلية تضم «6 عناصر» إرهابية فى مدينة «6 أكتوبر»، وكان بطلها المعلومة أيضا، وقدرة الأمن الوطنى على التحليل والتحقق منها، والتحرك السريع.
الوقائع الثلاث، غيض من فيض، فى قدرة الأمن المصرى على تطوير أدائه، ومواكبة التطور المذهل فى عالم مكافحة الجريمة قبل وقوعها، بما يتناسب طرديا مع تطور الجريمة أيضا، وقدرات الخلايا التنظيمية والعنقودية على التخفى والعمل السرى، وبشكل معقد يشبه شفرات حسبة برما..!!
لذلك، نرفع القبعة جميعا لرجال الأجهزة المعلوماتية، بشكل خاص، وكل رجال الأمن، العيون الساهرة لحماية هذا الوطن، بشكل عام، ونثمن جهودهم ونجاحاتهم الكبيرة، ولا يفوتنا مطلقا، أن نقولها «تعظيم سلام» للواء محمود توفيق، وزير الداخلية الجديد، وفارس تحليل المعلومات وخبير فك الشفرات المعقدة لأعتى الجرائم والقضايا..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة