تتخذ محافظة الشرقية، ابنها الزعيم أحمد عرابى رمز لها ومن ذكرى وفقته أمام الخديوى فى التاسع من سبتمبر 1881م، رافضا الاستبداد ومطالبا بحرية الشعب وحقوقه، فى مظاهرة عابدين الأولى، عيد قومى لها، وتقيم الاحتفالات والتهانى والمباركات كل عام دون النظر إليه وإلى قريته التى دخلت فى طى النسيان أصبحت تعانى الكثير من المشكلات والإهمال ومتحفة التى تحول لمركز لتجمع قمامة القرية، منزله الذى أصبحا مثالا صارخا للإهدار المال العام بتعيين عشرات الموظفين فى منزل طينى دون عمل.
وفور دخولك قرية هرية رزنة التى تبعد عن العاصمة الزقازيق أقل من 3 كيلو، مسقط راس الزعيم أحمد عرابى، ستزكم أنفك من رائحة القمامة المتراكمة فى أرجاء القرية و خاصة أسفل جدران متحف عرابى الذى يقع على مدخلها، والذى أصبح مسكون بالغربان والقطط والكلاب منذ غلقه قبل أكثر من 15 عاما، و بالانتقال إلى وسط القرية حيث المنزل الذى ولد فيه الزعيم، لم يتخلف الحال كثيرا عن المتحف فهو منزل بالطوب الطين فى شارع ضيق ويجاوره على بعد 10 متر تلال قمامة يلقى بها الأهالى يوميا فى منزل مهجور، و عشرات الموظفين المربوطين الذى تبين بعد ذلك إنهم يتبعون الفنون التشكيلية دون أى عمل، الأمر الذى دفع أبناء القرية لإطلاق حملة نظافة كمحاولة لحفظ وماء وجه القرية مع اقتراب موعد احتفالات ذكرى الثورة العرابية.
وحول هذه المأساة يقول الأهالى لـ " اليوم السابع "، منهم الدكتور أيمن سليمان موجة بالتعليم، عرابى هو رمز للمحافظة و يعتز به 8 مليون شرقاوى، ومع ذلك قريته هى من اكبر قرى المحافظة التى تعانى من الإهمال و العديد من المشاكل، فالمنزل الذى ولد فيه عرابى هو مثال صارخ لإهمال و فساد المنظومة الإدارية، المنزل عبارة عن دورين فى مساحة ضيقة لا يوجد فيه أى عمل ومع ذلك يوجد عشرات الموظفين المحلقين به و الذين لا نراهم و طول العام، ومتسائلا ماذا يفعل هذا العدد فى هذا المنزل الطينى، فضلا عن انتشار القمامة و الإهمال فى المنطقة التى يقع بها المنزل مما يسئ له كأثر تاريخى.
عن مشاكل القرية، يضيف بقوله نعيش أسفل برك مياه جوفية بسبب شبكة الصرف الصحى الأهلية، حيث أن القرية منقسمة نصفين، النصف الأول به خدمة صرف و نصف الثانى من ناحية منطقة المزلقان محروم من الخدمة ويعتمد على شبكة أهلية وكل عام لا نسمع سوى وعود بالمسئولين عن اقتراب موعد أعمال محطة الصرف، و فضلا عدم إهتمام الوحدة المحلية برفع القمامة و أعمال النظافة مما يشوه المنظر الجمالى لها و انتشار التعديات و غيرها من المشكلات.
ويكمل الدكتور احمد محمود، أن متحف الزعيم احمد عرابى رمز محافظة الشرقية، عانى خلال تلك السنوات من الإهمال و تحول إلى مقلب زبالة نهارا و ليلا لتمركز بتجمع الخارجين، مضيفا إننا كشباب القرية و المتمثلة فى " رابطة شباب قرية هرية "، أطلقنا حملة نظافة للإعادة تجميل مدخل القرية و منطقة المتحف والتى أوشكت على الانتهاء حيث تم رفع القمامة و دهان البلدورات حوله للإعادة القرية لشكلها الحضارى.
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى شوفى مدير عام منطقة أثار الشرقية الإسلامية و القبطية، لـ " اليوم السابع "، ان منزل عرابى مسجل كأثر بقرار جمهورى منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، يوجد له اهتمام خاص من قبل المنطقة، فهناك حراسة أمنية علية من الخفراء، و كذلك مرور يومى من المفتشين ويتم رفع تقرير دورية عن الحالة المعمارية له و الحفاظ علية من الأمطار و عوامل التعرية، فضلا عن قيام الخفراء و المفتشين برفع القمامة يوميا التى يلقها الجيران على سطح المنزل أو ناحيته للحفاظ على الأثر، لافتا أن الوحدة المحلية تهمل فى عملها لا تقوم برفع القمامة و سبق وان خاطبنهم بالاهتمام بالمنطقة ورفع القمامة اليومية من الشارع حيث يوجد منزل مهدوم بالقرب من الأثر يستغله الأهالى فى التخلص من القمامة فيه.
وبشأن موظفين بالمنزل، قال إنهم موظفين الفنون التشكيلية ليس موظفين للآثار كما يعتقد الأهالى، فهم يتعبون إدارة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة و عددهم 11 موظفا مربوط على هذا المنزل، نحن ليس لنا أى سلطة قانونية عليها، سبق و تقدمت بعشرات المخاطبات للجهات المختصة، " المحافظة، وزارة الثقافة، وزارة الآثار " لنقلهم من المنزل لتطويره دون رد.
وعن المتحف يضيف محمود فوزى مدير عام الشئون الأثرية بمنطقة الشرقية، أن المتحف يتبع الإدارة العامة المتاحف و لكن الأرض ملكيتها للآثار، و سبق وان وضعنا مشروع للحفاظ على عرابى كأثر يهم أهل محافظة الشرقية، و الذى تتلخص فى إزالة المتحف لكونه مغلق بقرار وزارى بعدما استبدلته بمتحف الشرقية الكائن فى تل بسطا، و تستغل هذا مساحته هو و الحديقة الملحقة به التى تقع بمكان مميز عند مدخل القرية و على طريق " الزقازيق – فاقوس "، بإقامة حديقة متحفية بها منزل يحكى المنزل الأثرى الكائن داخل القرية و الذى يصعب استغلاله كأثر يستقبل الوفود السياحة لوقعه فى منطقة ضيقة جدا، تزويده بمحاكاة بالصوت و الضوء لعرض بانوراما عرابى و تاريخه و مقتنياته وهى مخزنه منذ إغلاق المتحف، لافتا أن هذا المشروع سيكون نقلة كبيرة فى خريطة السياحة بمحافظة الشرقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة