حلت علينا الذكرى الخامسة، لفض أكبر وأخطر معسكر إرهابى مسلح شهدته مصر عبر تاريخها الطويل، فيما يطلق عليه زورا وبهتانا «اعتصام رابعة» وحقيقته، أنه معسكرًا أقيم لمجابهة الدولة، ووضع رأسه برأسها، محاولًا كسر أنفها وإرادتها، ويصدر للعالم أن مصر منقسمة على نفسها إلى دولتين، الدولة المصرية، ودولة معسكر رابعة الإرهابى..!!
لذلك، فإن قرار الفض، يعد من القرارات التاريخية، التى تضاهى قرارات الحرب فى 1973 وبيان 3 يوليو 2014، والحرب الشاملة على الإرهاب فى سيناء 2018.
وفى الجهة المقابلة فإن جماعة الإخوان استثمرت فض المعسكر الإرهابى، سياسيًا، وحولته لمظلومية كبرى، مثل مظلوميات اليهود فى الهولوكوست، وتبناها كل من تركيا وقطر، فى قلب الحقائق وتشويهها، ومحاولة إدانة مصر وتأليب العالم ضدها، ولكن فشلت المخططات فشلا ذريعا، ومدهشا.
وبعد مرور 5 سنوات، من الفض، صبت السماء لعناتها على جماعة الإخوان، وتركيا وقطر وإيران وحماس، فانفضح سلوك الجماعة أمام العالم، فضيحة «المطاهر يوم طلوعه على المعاش»، كما يشهد العالم، حالة الانهيارات الاقتصادية التركية الدراماتيكية، بدهشة، كما ضربت العزلة والمسكنة، قطر فى مقتل، وإذا تحدثنا عن إيران، فيكفيها أن نار المجوس مشتعلة بين مدنها، أما حماس، فقد أصابتها كل اللعنات، من تأزم وجوع وعزلة..!!
يأتى ذلك كله، فى وقت يعود الاستقرار لمصر، وتشهد أراضيها تدشين مشروعات تنموية شبيهة بالمعجزات، وتسرد المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، قصص نجاحاتها فى الإصلاحات الاقتصادية الشاملة، لتضع أقدامها كقوة فى الأسواق الناشئة..!
مصر، دولة، كتب اسمها على صفحة وجه أول مخلوق فى كوكب الأرض، وخلقت لتبقى خالدة إلى يوم الدين.
الدليل، أنها ذٌكرت فى القرآن الكريم 24 مرة، منها 5 مرات صراحة، مثلما جاء فى سورة يوسف، عندما قال المولى عز وجل: «فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ».
وذكرت تلميحًا 19 مرة، مثل قوله عز وجل مخبرًا عن نبيه موسى عليه السلام: «يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين».
كما ذكرت فى الكتاب المقدس 697 مرة، منها 670 فى العهد القديم، و27 فى العهد الجديد.
ففى سفر التكوين الآية 12 تقول: «وحدث جوع فى الأرض، فانحدر إبرام إلى مصر ليتغرب هناك، لأن الجوع فى الأرض كان شديدا».
وتقول الآية 41 من سفر التكوين: «وجاءت كل الأرض إلى مصر إلى يوسف لتشترى قمحًا، لأن الجوع كان شديدًا فى كل الأرض».
وذكر سفر التكوين أيضا: «فلما رأى يعقوب أنه يوجد قمح فى مصر، قال يعقوب لبنيه: لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض؟ وقال: إنى قد سمعت أنه يوجد قمح فى مصر، انزلوا إلى هناك واشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت».
هذا ما ورد فى الكتب المقدسة، أما ما أورده التاريخ وتحديدا منذ عصر الأسرات الفرعونية، وقبل نزول الرسالات السماوية، يقف أمامه العقل، عاجزًا عن التصديق، وعاجزًا أيضًا عن إيجاد تفسير واضح وجلى لما يطلق عليه «لعنة الفراعنة».
وما دونته جدران المعابد، والمقابر، والتوابيت، والتمائم، المنتشرة فى ربوع مصر، ومسجل عليها نصوص اللعنات، ومن المعلوم بالضرورة أن المصريين وصلوا إلى درجة عالية من السحر، اعترف بها القرآن الكريم فى سورة الأعراف عندما قال سبحانه وتعالى: «وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ، فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ، وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ».
ومن النصوص المهمة الخاصة باللعنات من بين مئات النصوص التى عثر عليها فى الأماكن الأثرية المختلفة، نص يقول: «سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعنة»، وهو النص المنقوش على مقبرة الملك توت عنخ آمون، وكانت بمثابة الوبال الذى أحل على كل من اكتشف المقبرة، والبالغ عددهم 40 باحثا وعالما، وجميعهم لقوا حتفهم بشكل متوالٍ ومرعبٍ.
الأمر الذى دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بحقيقة «لعنة الفراعنة»، والتأكيد على أن كهنة مصر صبوا لعناتهم على كل شخص يحاول الإساءة للمصريين، والعبث بمقدراتهم، وآثارهم وحضارتهم، وعلى سبيل المثال، فإن عاصفة رملية قوية اندلعت حول مقبرة توت عنخ آمون فى اليوم الذى تم فيه افتتاحها، كما شوهد صقر يطير فوق المقبرة، ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة عند الفراعنة.
هذه اللعنة مستمرة حتى الآن، وما من دولة تخطط وتدبر المؤامرات، ضد مصر وشعبها، ويتحدى إرادتهم إلا وترتد عليهم، بما أكبر وأبشع، وشاهدوا بأنفسكم ماذا يحدث للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، عقب تحديه المقيت والسمج، لثورة 30 يونيو، فإن اللعنات المصرية صفعته، وباتت تهدد بعنف مستقبله السياسى، وانهيار عرش ملكه.
رجب طيب أردوغان الذى يحكم تركيا منذ 14 مارس 2003، وحقق نجاحات كبيرة، دفعت به إلى مرتبة أفضل مسؤول فى العالم الإسلامى بشكل عام، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، ومثالا يحتذى به خارج بلاده، عندما أعلن تحديه لإرادة المصريين فى 30 يونيو 2013، وأيد ودافع عن جماعة الإخوان الإرهابية المٌسخرة على إشاعة الفوضى، وممارسة الإرهاب المسلح ضد المصريين، طاردته اللعنات، وأقلقت مضاجعه.
من يريد أن يصدق فليصدق، ومن يريد أن يكذب فليكذب، ولكن تبقى حقيقة ناصعة، نصوع الشمس فى كبد السماء، أن مصر وطن تحرسه قوى خفية، وتظله السماء بمظلة الحماية والأمن، وتقف التمائم والترانيم الفرعونية، بالمرصاد لكل عابث.. إنها مصر يا سادة..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة