الكشف عن لوجو المتحف المصرى الكبير يفتح نقاشا ثقافيا "إيجابيا".. مصمم الشعار: "البعض أحب اللوجو لحداثته.. والبعض لعننى".. طارق عتريسى: ردود الأفعال لم تفاجئنى.. ومناقشة التصميم مهمة لتعزيز الإبداع

الجمعة، 17 أغسطس 2018 02:58 م
الكشف عن لوجو المتحف المصرى الكبير يفتح نقاشا ثقافيا "إيجابيا".. مصمم الشعار: "البعض أحب اللوجو لحداثته.. والبعض لعننى".. طارق عتريسى: ردود الأفعال لم تفاجئنى.. ومناقشة التصميم مهمة لتعزيز الإبداع طارق عتريسى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرض أكبر متاحف العالم الكثير من الآثار المصرية وتخصص لها كبرى الأجنحة التى تحظى باهتمام العديد من الزوار، فمثلا يوجد جناح خاص للآثار المصرية فى متحف "ميتروبوليتان" بنيويورك يضم آلاف المعروضات شأنه شأن أشهر المتاحف فى فرنسا وألمانيا واليابان والصين، ورغم ذلك، لم يكن هناك متحفا مصريا يمكن مقارنته بتلك المتاحف، حتى تم الإعلان عن بناء المتحف المصرى الكبير، والذى سيكون أكبر متحف فى العالم العربى. 
 
 
ومن المقرر افتتاح المتحف المصرى الكبير، والذى بنى بالقرب من أهرامات الجيزة على مساحة تقدر بحوالى 40 ألف متر مربع، ولديه قدرة لاستيعاب ما يصل إلى 15 ألف زائر يوميا، جزئيا عام 2018. 
 
ولكن يبدو أن تصميم شعار المتحف آثار جدلا واسعا منذ الإعلان عنه، فالبعض رآه بسيطا ولا يتناسب مع ثقل الحضارة المصرية، أما البعض الآخر فأعجب بحداثته وتماشيه مع العصر الحديث. 
 
ويقول طارق عتريسى، مصمم الشعار فى المدونة الخاصة به إن "الشعار الجديد للمتحف خلق منذ الإعلان عنه أكبر جدل شهدته فى مسيرتى بهذه المنطقة، كان النقاش حول الشعار على الصفحة الأولى من كل صحيفة فى مصر وتمت تغطيته على نطاق واسع بالصحافة الدولية، البعض أحب الشعار، البعض كرهوه، ووجد البعض بساطته وحداثته خطوة كبيرة إلى الأمام فى تطوير ثقافة التصميم بمصر، بينما وجد البعض الآخر الشعار قبيحا، البعض أرسل لى برسائل شخصية لتهنئتى، كما بعث لى آخرون رسائل شخصية للعنى، كما سخر أشخاص من تصميم الشعار حتى أن السخرية منه كانت مضحكة وتعكس حس الفكاهة المصرية، ولكن هناك شىء واحد مؤكد.. كان من المستحيل على أى شخص تجاهل الشعار". 
 
شعار المتحف المصرى
شعار المتحف المصرى
 
وأضاف عتريسى: "لم أندهش من حجم ردود الأفعال بشأن الشعار، لأن هذه المشاريع من الطبيعى أن تحظى باهتمام الكثيرين، حتى الذين لا يهتمون بالتصاميم بوجه عام مما يدل على الاهتمام الصحى ومشاركة الجمهور فى المشاريع الوطنية، كما تقول الدكتورة دليلة الكردانى، أحد الخبراء الدوليين والمصريين العشرين فى فريق المتحف".
 
وتابع طارق قائلًا فى مدونته: "ننظر إلى الجدل الذى أحدثه التصميم باعتباره جانباً إيجابياً حقيقياً فيما يتعلق بالخطاب التصميمى بمصر، من المؤكد أن مناقشة التصميم الجرافيكى على المستوى الوطنى مهمة جدًا لصناعة الإبداع فى المنطقة، هذا يثبت أن التصميم الجرافيكى مهم، لكن ما أدهشنا هو عدم وجود مستويات أعمق من النقد أو المنصات التصميمية، مع بقاء معظم النقاش سطحيًا". 
 
وشدد على أن الجدل بوجه عام ليس جديدا، ففى العديد من العصور والسياقات والتخصصات، كانت بعض مشاريع التصميم سببا فى الخلافات الرئيسية وتدقيق الرأى العام، لاسيما عندما يتعلق الأمر بمشاريع ذات أهمية وطنية.
 
تصاميم متاحف أثارت جدلا
تصاميم متاحف أثارت جدلا
 
وأضاف فى مدونته أن "كل الباريسيين تقريبًا فى ثمانينيات القرن التاسع عشر كرهوا برج إيفل، باعتباره خطأ تاريخى بل ووصفوه  بأنه هيكل عملاق قبيح، حتى أفضل العقول فى فرنسا اعتبرت المبنى شنيعًا وعديم الفائدة، ولكن اليوم، يقف برج إيفل شامخا يحمل بريق الحداثة والرومانسية، ليصبح اليوم رمزا قويا لباريس وفرنسا".
 
كما واجه تصميم شعار متحف المتروبوليتان للفنون فى عام 2016 "The Met" ، سيل من الانتقادات القاسية، بحسب طارق الذى أكد أنه أصبح من السهل الآن الانتقاد فى ضوء الثقافة السائدة فى وسائط التواصل الاجتماعى. 
 
وبطريقة مماثلة، آثار الشعار الجديد للمتحف المصري الكبير جدلا كبيرا بين المؤيدين والمعارضين، وأصبح موضع نقاش بشكل سريع، واعتبر عتريسى أن فكرة التصاميم لا تزال جديدة فى العالم العربى، مؤكدا أن عملية وضع التصميم كانت من بين أكثر التجارب إيجابية فى مشروع بهذا الحجم، ففريق المتحف وضع ملخص تصميم مفصل، وعملت لجنة مكونة من 20 عضوًا فى فريق المتحف على إدارة عملية وضع العلامة التجارية على مدار ستة أشهر . 
تصاميم متاحف حول العالم
تصاميم متاحف حول العالم
 
وتشكلت اللجنة من أعضاء مصريين وعالميين، وشمل المشروع مهندسين معماريين ومصممين وخبراء فى علم المتاحف ومؤرخين ومخرجين وموظفين رئيسيين فى الإدارة، وقد اتبع المشروع المعايير الدولية فى إدارة المشاريع وتقدم من خلال مراحل محددة سمحت بإجراء عملية تصميم صحية، ما يسمح بالتوازن بين الرؤية القوية الواضحة من العميل وترك مجال لتجربة التصميم.
 
وطارق عتريسى اللبنانى - الهولندى، واحد من أشهر المصممين فى العالم العربى، وقد اكتسب شهرة دولية فى أعماله الفنية، وحاز على جوائز وأوسمة مرموقة من خلال مسيرته المهنية فى التصميم، أسس فى عام 2000 استوديو للتصميم فى هولندا.
 
طارق عتريسى ديزاين أنتج أسلوب تصميم المطبوعات والتصميم الثقافى عبر الاستوديو المشاريع التى تركت تأثيرًا كبيرًا على المشهد التصميمى المعاصر فى الشرق الأوسط، تم إدراج Atrissi فى عام 2017 كواحدة من أكثر 100 شخصية لبنانية مؤثرة فى جميع أنحاء العالم.
 
ولد طارق عتريسى فى بيروت، وعمل وعاش ودرس فى لبنان وهولندا وقطر ودبى وإسبانيا والولايات المتحدة، حاصل على درجة البكالوريوس فى التصميم الجرافيكى بتميز من الجامعة الأمريكية فى بيروت، درجة الماجستير فى الوسائط التفاعلية التفاعلية من مدرسة أوتريخت للفنون فى هولندا، وMFA فى ريادة الأعمال التصميم من كلية الفنون البصرية فى نيويورك، هو حاصل أيضًا على درجة الدراسات العليا فى تصميم Typeface من برنامج.
 
عرضت أعماله فى معرض جماعى فى متحف جوجنهايم فى نيويورك، وهو موجود فى مجموعة التصميم الدائمة لمتحف Affiche فى هولندا، وقد أقام معارضين منفردين يعرضان أعماله فى مجال الرسوم والمطبوعات: الأول فى معرض VCU Qatar فى الدوحة، والثانى فى أمستردام فى مؤسسة De Levante فى أمستردام.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة