تطورات متلاحقة فى الأزمة بين أمريكا وتركيا والتى نشبت منذ أيام بسبب تعنت الأخيرة وإصرارها على احتجاز قسا أمريكيا، فقد أعلنت اليوم المحكمة التركية رفضها الإفراج عن القس وتم تطويق منزله فى إصرار من تركيا على تصعيد الأزمة التى باتت تهدد العلاقات المشتركة بين البلدين على مختلف الأصعدة.
وكانت وسائل إعلام تركية، قد ذكرت اليوم، أن محكمة تركية رفضت التماسا تقدم به القس الأمريكى أندرو برانسون لرفع الإقامة الجبرية عنه وهو الطلب الذى قوبل بالرفض، ومن جانبه، توعد وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين أمس بأن تفرض الولايات المتحدة مزيدا من العقوبات على تركيا إذا لم يتم الإفراج سريعا عن القس الأمريكى أندرو برانسون.
الشرطة تطوق منزل القس
السلطات التركية تعتقله
وكانت السلطات التركية قد اعتقلت القس برانسون المنحدر من كارولاينا الشمالية فى أكتوبر 2016 بتهمة التجسس وممارسة أنشطة "إرهابية" وهو حاليا قيد الإقامة الجبرية.
كما أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نورت قد أعربت اليوم، عن قلقها إزاء رفض محكمة أزمير التركية طلب الإفراج عن القس الأمريكى أندرو برونسون.
تركيا تزيد رسوم الجمارك
وفى ظل هذا التصعيد فقد فرضت تركيا زيادات كبيرة على الجمارك المفروضة على الواردات الأمريكية بما فيها السيارات والمشروبات الكحولية والتبغ.
ووفق مرسوم صادر عن الرئيس التركي رجب طيب أردغان، تقرر زيادة الجمارك على السيارات إلى 120 فى المئة، والمشروبات الكحولية إلى 140 فى المئة والتبغ الخام إلى 60 فى المئة.
القس الأمريكى
وكانت الولايات المتحدة قد ضاعفت الأسبوع الماضى الجمارك على المنتجات التركية بعد رفض أنقرة تسليم القس الأمريكى أندرو برنسون الذى يحاكم في تركيا بتهم إرهاب، وكانت قيمة الليرة التركية قد هبطت بنسبة تجاوزت 20 فى المئة بعد هذه العقوبات الأمريكية.
وأيضا حذر نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس، تركيا، من اختبار حزم الرئيس دونالد ترامب فى إعادة الأمريكيين المحتجزين فى بلدان أجنبية، مؤكدا وقوف الإدارة الأمريكية خلف القس أندور برانسون المحتجز فى تركيا حتى إطلاق سراحه.
الشرطة التركية
وقال بنس فى تغريدة على "تويتر": "القس أندرو برانسون رجل برىء محتجز فى تركيا، والعدل يتطلب إطلاق سراحه، ومن الأفضل لتركيا ألا تختبر حزم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب فى إعادة الأمريكيين الذين احتجزوا بشكل خاطئ فى بلدان أجنبية إلى الولايات المتحدة".
ودعا نائب الرئيس ترامب كل أمريكى إلى أن يستمر فى الصلاة من أجل القس برونسون وزوجته نورين إلى حين عودته لوطنه.
من جهته، وصف دكتور زهدى جاسر، رئيس المنتدى الأمريكى الإسلامى للديمقراطية، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بأنه ديكتاتور حول دولة عضو فى حلف شمال الأطلسى "الناتو" إلى ثيوقراطية.
وقال جاسر فى مداخلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، إن النظام التركى ينتهك حقوق الإنسان ويسجن الصحفيين، مشيرا إلى أن تركيا هى الأسوأ بالنسبة للصحفيين، مشيرا إلى أن أردوغان حولها إلى ديكتاتورية.
وأضاف أن احتجاز أردوغان للقس الأمريكى أندرو برانسون هو مجرد قمة جبل الجليد لأزمة أكبر، إذ أن تركيا تمثل جزء من محور الهيمنة الإسلامية جنبا إلى جنب مع قطر وإيران، مشيرا إلى أنهم يشكلون تهديدا لمصالح الولايات المتحدة فأنهم معاديون للغرب ومعادون للسامية، فضلا عن أنه يدعم تطرف داعش الذى هو أحد أسباب الحرب الأهلية القاسية فى سوريا.
ومن جانبه اتهم أردوغان الولايات المتحدة بالسعي إلى "إخضاع تركيا من خلال التهديد بسبب قس"، وتصر الولايات المتحدة على أن القس أندرو برونسون، الذي يرعى كنيسة "القيامة" الصغيرة في مدينة إزمير، "ضحية اعتقال مجحف".
وكانت السلطات التركية قد قبضت على القس الإنجيلي، وهو من ولاية نورث كارولاينا، قبل نحو عامين لاتهامه بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور وحركة جماعة جولن، التي تتهمها تركيا بتنظيم انقلاب فاشل في عام 2016، وهو ما ينفيه محامو برونسون والولايات المتحدة نفيا قاطعا.
وينفي غولن الذي يعيش في ولاية بنسيلفانيا الضلوع في محاولة الانقلاب، ويقول إن حركة "خدمة" التي يرأسها تدعو إلى شكل سلمي من الإسلام.
وكانت محكمة تركية قد أخلت سبيل القس الأمريكي فى الخامس والعشرين من يوليو الجارى لكن وضعته رهن الإقامة الجبرية، وأقرت محكمة أخرى استمرار حبس القس بينما كانت الولايات المتحدة تأمل فى أن يطلق سراحه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة