يعرف الجميع كتاب "نار وغضب" للكاتب مايكل وولف والذى تصدر الأكثر مبيعا لفترات طويلة فى أمريكا ودول أخرى، بسبب هجومه الكبير على الرئيس الأمريكى ترامب.
لا يزال هذا الكتاب يثير الجدل كثيرا، خاصة أنه مؤلفه أعلن عن تحويله لمسلسل، والشروع فى كتابة جزء ثان من الكتاب، وقد اطلعت مؤخرا على الترجمة العربية للكتاب، وسوف نستعرض معا العلاقة بين قطب الإعلام الشهير مردوخ وبين ترامب فى الحفل الذى أقامه الأخير بعد فوزه برئاسة أمريكا.
استقبل دونالد ترامب، يوم السبت، الذى أعقب الانتخابات، مجموعة صغيرة من المهنئين فى شقته المؤلفة من ثلاثة طوابق فى برج ترامب، كانت الصدمة والارتباك لا يزالان يخيمان حتى على أصدقائه المقربين، وسادت حالة من الذهول بين الحضور، لكن ترامب نفسه ما انفك ينظر إلى الساعة.
قال روبرت مردوخ إنه وزوجته جيرى هال، سيزوران الرئيس المنتخب، رغم أنه مقتنع تماما بأن ترامب دجال وأحمق. لكن مردوخ تأخر، تأخر كثيرا، ويبقى ترامب يؤكد لضيوفه أن روبرت قادم وسيصل قريبا. وعندما أبدى بعض الضيوف رغبة فى المغادرة تملقهم ترامب كى يبقوا مدة أطول قائلا: "لا بد أن لديكم رغبة لمقابلة روبرت، لديكم رغبة فى البقاء لتروا ترامب مع روبرت" كما فسر بعض الضيوف كلامه.
لم يبذل مردوخ، الذى ربطته هو وزوجته حينذاك "ويندى" علاقة اجتماعية بجاريد وإيفانكا، الكثير من الجهد ليخفى عدم اهتمامه بـ ترامب. وشكل ولع مردوخ بكوشنر قطعة غريبة فى الدينامية التى ربطت ترامب بصهره.
وقد استغل كوشنر هذه العلاقة بذكاء لصالحه، فتعمد على الدوام أن يأتى على ذكر مردوخ فى الأحاديث التى يتبادلها مع والد زوجته. وعندما أخبرت إيفانكا ترامب مردوخ عام 2015 أن والدها ينوى فعلا الترشح للرئاسة، استبعد نجاحه ببساطة.
أما الآن، فها هو الرئيس المنتخب، بعد أكبر موجة ذهول واستياء فى تاريخ أمريكا، ينتظر على أحر من الجمر. قال لضيوفه، وقد ازداد اضطرابه فيما هو ينتظر" إنه أحد العظماء" إنه حقا واحد من العظماء، آخر العظماء عليكم أن تقابلوه.
كانت تلك عبارة عن مجموعة تغيرات غير مسبوقة اتخذت اتجاها معاكسا تماما، وتناسقت بشكل مثير للسخرية، فقد بذل ترامب الذى يحتمل أنه لم يدرك بعد الفرق بين أن يصبح المرء رئيسا وأن يرتفع مركزه الاجتماعى، كل ما فى وسعه كى يتودد إلى ذلك القطب فى عالم الإعلام الذى كان يزدريه فى السابق. أما مردوخ الذي وصل أخيرا إلى الحفل بعد تأخر لأسباب عدة. فكان مذهولا ومصدوما كحال الجميع. وقد كافح كي يغير نظرته إلى رجل ظل على مدى أكثر من جيل كامل يعتبره مخبولا فى عالم الأغنياء والأثرياء فى أفضل الأحوال.