لا أحد يريد الاعتراف بأن النميمة هى أكثر سلعة رائجة، وربما مطلوبة على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر وانستجرام، وأن المنافسة بين أنصاف وأرباع النجوم هى من أجل احتلال أكبر مساحة من المشاهدة أو جمع اللايكات، أو مجرد لفت الانتباه حتى ولو من باب إثارة الغضب أو الغيرة أو الانتقاد.
ثم إن أى حدث مهما كانت هيافته يمكن أن يتحول إلى تريند يجد كثيرون أنفسهم مضطرون للدخول فيه سلبا أو إيجابا من أجل أن يحصلوا على جزء من الاهتمام والأضواء. ومن هنا فإن الكثير من النقاش الدائر حول الخصوصية واحترام الآخرين يتجاهل أن جزءا كبيرا من الصور وأخبار الزواج والطلاق يقدمها النجوم، وبعض أنصاف النجوم بحثا عن وجود، وبالتالى فهم من يقدم المادة التى تشغل النقاش وتمثل مادة خام للنميمة.
وما كانت أخبار زواج الداعية الشاب تجد طريقها للسوشيال ميديا لولا أنه نشر أخبار زواجه الأول، وطلاقه وزواجه الثانى، ثم أنه حصل على شهرته بخليط من الأخبار والإعلانات والحملات الترويجية التى لا تفرق بين بيع برامج الدعاية الدعوية، وتسويق الفراخ. وما كان جمهور فيس بوك وتويتر وانستجرام يعرف أن النجم الفلانى خطب طليقة الفنان «العلانى»، وأن الفنان إياه خطب طليقة الأول، لولا أنهم شاهدوا الصور، أو خبر طلاق النجمة من زوجها بعد سنوات طويلة، لولا أنها التى سربت الأخبار.. هم من نشر وسرب وقدم أخبار الخطوبة والزواج والطلاق. وهم من يقدمون بأيديهم و«كيبورداتهم وموبايلاتهم الذكية» الأخبار على طبق من فضة لهواة ومحترفى النميمة.
بالطبع فإن هناك الكثير مما يقال عن اختراق الخصوصيات والنميمة، لكن كثير مما يجرى فى عالم النجوم ومواقع التواصل، هو سباق ومنافسة وصراع لاقتناص مساحة تأثير.
يبذل أنصاف النجوم جهدا كبيرا لاحتلال مساحة من الاهتمام واللايكات والتعليقات والريتويت، بعضهم يسعى للأضواء الافتراضية بصور أو فيديوهات.
والبعض لا يمانع فى عمل عجين الفلاحة ليلفت الانتباه. وهو يعرف أنها تأثيرات مؤقتة، وأكثر القضايا ضجيجا لا تتجاوز الساعات أو الأيام فى أفضل الأحوال.
لكن إغراء التواجد فى الأوساط يدفع البعض للتركيز بحثا عن وجود بأى طريقة. لدرجة أننا نتذكر قصة الكومبارس التى أشاعت خبر موتها، ثم ظهرت وكانت تبحث عن مكان تحت الأضواء. ومن هنا تقع الأزمات عندما يسعى نجوم أو أنصافهم إلى الشهرة وتصطادهم الكاميرات أو يصطادهم المعلقون، وهنا يصرخون ويتذكرون الخصوصية.
فى الماضى القريب كانت أخبار النجوم وصورهم تجد طريقها للصحف والمجلات والقنوات التليفزيونية والفضائية، الآن تعددت الحوائط وتضاعف الزحام، منصات إلكترونية، و«فيس بوك انستجرام تويتر، يوتيوب، سناب شات». وفى عدم وجود أفلام ومسلسلات، يريد النجوم التواجد فى شبكات التواصل، مباشرة أو عن طريق «أدمن» يدير للصفحات حتى لا ينساهم الجمهور.
لم تعد النجومية مرتبطة بمشاركة الفنان فى أعمال فنية، بل إن أنصاف و«نصفات» النجوم يلمعون من دون الحاجة لأعمال أو ربما بحثا عن عرض، ولهذا تم اختراع «الفوتوسيشن»، أو جلسات تصوير يتم رفعها على «السوشيال ميديا» لتحقيق التواجد، حتى من دون الحاجة لعمل أو نشاط. لتحل الصور والحفلات أو «السيلفى» مكان المسلسل أو الفيلم.
ويسعى البعض إلى احتلال مساحة تأثير، لأن بعض كبار المؤثرين «الإنفلونسرز» يحققون بعض الشهرة، وأحيانًا بعض المال فيغامر بحثًا عن مفاجأة تلفت الأنظار ولهذا يخوض أنصاف النجوم والنجمات معارك من أجل المنافسة أو التأثير.
أسقط عالم التواصل الحواجز بين الخاص والعام، وطالما خرج النجم بصوره من الخاص ونشرها فى انستجرام أو فيس بوك أو تويتر سناب شات، فقد أخرجها من الخاص للعام وطالما يتوقع الإعجاب عليه أن يتوقع الانتقاد وربما السخرية والهجوم. ولهذا يبكى البعض على الخصوصية ويهاجمون النميمة، وهم أول من يقدم مادة للنميمة، ويضيع خصوصيته.