رغم قلقهم من أن تصبح رعونته إيذانًا بنهاية الحلم الأمريكى، فإن الصحافة فى الولايات المتحدة لم تجرؤ على التطرق لاسمه صراحةً فى افتتاحياتها التى قررت الأسبوع الماضى توحيدها ضمن مبادرة الدفاع عن حرية الصحافة، واكتفت بالصراخ «لسنا أعداءً لأحد»، وهذا تلميحًا خبيثًا منها بأن الرجل أصبح «ديكتاتورًا» مصابا بجنون العظمة، ولا يمكن توقع ردات فعله، خوف الصحف امتد أيضًا إلى التحسب من رد فعل المؤيدين للرئيس «المعتوه»، كما وصفته الموظفة المطرودة من البيت الأبيض أماروسا مانيجولت، فالناخب الأمريكى لا يكترث لتلك السجالات لأنه منشغل بعدد الوظائف والرعاية الطبية ونسب الضرائب، لذلك تبدو الصحف وحدها فى هذه المواجهة بكل ما تمثله من مصالح وجماعات ضغط ومخاوف سياسية، وللأسف تقول التجارب إن كل المواجهات المماثلة تتستر خلف فكرة نبيلة مثل حرية الصحافة وصناعة الأخبار الكاذبة، ثم تظهر حقيقتها كصراع سياسى قابل للتفاوض مع اقتراب الانتخابات.