قال السفير السورى لدى لبنان على عبد الكريم على، أن الرهان على إسقاط سوريا من الداخل وإضعاف معنويات الجيش، أصبح خارج الحسابات، فى ضوء آفاق الحرب التى تنتهى بانتصار الدولة السورية على الإرهاب والجماعات الإرهابية المسلحة، مشيرا إلى أن معنويات بقايا الإرهابيين "أصبحت منهارة فى ضوء الانتصارات المتتالية للجيش السورى".
جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقده السفير السورى لدى لبنان عقب لقائه وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل، اليوم الخميس، حيث جرى البحث فى أوضاع السوريين اللاجئين إلى لبنان وكذلك فى شأن الأوضاع بين البلدين.
وأشار السفير السورى إلى أنه طمأن وزير الخارجية اللبنانى بازدياد أعداد السوريين الراغبين فى العودة إلى وطنهم وإلى المناطق التى أصبحت فى مأمن من هيمنة المجموعات الإرهابية المسلحة، لافتا إلى أن تلك المناطق تشكل "الغالبية الساحقة من الأراضى السورية".
وأوضح أن السفارة تبلغ من يأتون إليها للاستيضاح عن تفاصيل العودة، أن من ليس لديه أية مشاكل أو التزامات مالية أو استحقاقات تجاه لبنان، بإمكانه التوجه مباشرة إلى الحدود، مؤكدا أن سوريا بحاجة إلى كل أبنائها وترحب بهم وتسهل لهم العودة.
وأكد أن المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، إيجابية، وتسهم بالتنسيق مع القيادة السورية فى تسهيل كل الأمور وتذليل بعض العقبات للسوريين الذين لجأوا إلى مناطق فى دول الأردن وتركيا ولبنان وأوروبا.
وأضاف أن هذه المبادرة تسهل عودة النازحين السوريين، مشددا أن القيادة السورية لم تضع أية شروط تعجيزية أمام العودة، وإنما على العكس من ذلك فهى تقدم تسهيلات لإزالة أية عوائق وطمأنة الراغبين فى العودة، ومن بينها إصدار الرئيس (السوري) بشار الأسد أكثر من مرسوم عفو سنويا عن كل من فر أو هرب من الخدمة العسكرية الإلزامية، وإعطاء مهل لمن كانت لديهم أوضاعا معينة لتسوية أوضاعهم.
ولفت إلى أن عدد السوريين الذين يعودون إلى الخدمة الإلزامية غير قليل أمام تلك التسهيلات، فضلا عن وجود مجال وبشكل مستمر لدفع البدل النقدى لمن أمضى أكثر من 4 سنوات خارج سوريا.
وقال أن الجيش السورى حقق انتصارات فى ريف دمشق وجنوب سوريا ودرعا والقنيطرة وحلب، وسيطر على المساحة الأكبر "مع بقاء جيوب محدودة من المناطق تحت سيطرة الإرهاب".. مشيرا إلى أن هذا النجاح خلق ارتياحا، الأمر الذى زاد من عدد المتطوعين للدخول إلى الجيش الذى أصبح فى حالة من الارتياح، وهذا يشجع السوريين فى الخارج على العودة، خصوصا وأن المدن الصناعية فى حلب وحمص ودمشق والمعامل المتوسطة والكبيرة والصغيرة بدأت تعود للعمل.
وأكد السفير السورى أن بلاده فى حاجة إلى الأيدى العاملة والخبيرة الموجودة فى لبنان ومصر والأردن وتركيا وكل الدول، إضافة إلى "رؤوس الأموال الوطنية" للعودة والإسهام الجدى والفاعل والحقيقى فى إعادة إعمار سوريا.. مشددا أن السوريين هم أصحاب الحق فى إعادة بناء ما هدمه الإرهاب و الدول الراعية له.
وشدد أن تكليف الرئيس اللبنانى ميشال عون لمدير الأمن العام اللبنانى اللواء عباس إبراهيم، بمتابعة ملف النازحين السوريين وعودتهم، يؤتى ثماره.. مشيرا إلى أن "الحكومة اللبنانية تتكامل مع الحكومة السورية عبر سفارتيهما ووزارتى خارجيتهما، وبتوجيه من قيادتى البلدين".
ودعا السفير السورى إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده، معتبرا أنها السبب الرئيسى فى هجرة غالبية السوريين، والذين أصبحوا أصحاب معامل ومزارع والمصانع ولديهم صناعة دواء متقدمة فى دول المنطقة، مؤكدا أنه عندما تُرفع هذه العقوبات "سيتمكن السورى من مساعدة نفسه ومساعدة أشقائه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة