عززت دولة الامارات من نهجها المتوارث فى الغوث الإنسانى الدولى والذى يعتمد التنسيق الوثيق مع الدول والمجتمعات المستحقة للمساعدة،وذلك بعد إطلاق المبادرة التى وجّهت بسرعة تشكيل لجنة وطنية لإغاثة كيرلا الهندية، تجمع فعاليات القطاعين العام والخاص فى الدولة، مع الاستعانة بأعيان الجالية الهندية.
وقالت وكالة أنباء الإمارات فى تحليل كتبه محمد جلال الريسى المدير التنفيذى لوكالة أنباء الامارات أن اللجنة التى كلفت بتنفيذ حملة الإغاثة عكست حجم روابط الصداقة والوفاء بين البلدين، واستلهمت حقيقة أن أبناء الجالية الهندية، وثلاثة أرباعهم من كيرلا ،تعتبرهم القيادة جزءاً من قصة نجاحنا فى الإمارات، وأن إغاثتهم وإغاثة كل محتاج واجب، خاصة فى هذه الأيام المباركة.
وأشار الريسى إلى أنه خلال ساعات من التوجه بإنشاء لجنة وطنية لإغاثة منكوبى فيضانات كيرلا، بإشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتى، تنادت عشرات المؤسسات العامة والخاصة للمشاركة فى النهوض بهذه المهمّة الإنسانية، التى تصادف أنها واحدة من 3 مبادرات إغاثة تنفذها الإمارات فى نفس الوقت، منها ما خصص لصالح المتضررين من الفيضانات والسيول فى شرق السودان ، وأخرى لإغاثة المتضررين من الزلزال الذى ضرب غربى إندونيسيا.
وقال إن واحدة من الخصوصيات التى منحت الإمارات ولخمس سنوات متتالية، مرتبة الصدارة الدولية فى قائمة أكبر دول العالم فى منح المساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي، حسب منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، هى أن منهجية المساعدة الإنسانية إرث متأصل فى السياسة الخارجية للدولة ،استهلها البانى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،وجرى تقنين هذا الإرث باستراتيجية وطنية مندرجة فى رؤية الإمارات 2021.
وقال إن استراتيجية الاستجابة الإنسانية للدولة تقوم على ثقافة مواطنة بُنيت على حب العطاء، وبقدرة ابتكارية فذة فى جعل المساعدات جزءاً من برامج تنمية مستدامة تعيد تمكين الشعوب المحتاجة بصرف النظر عن الجنسية أو الديانة أو اللون والعرق.
وأشار إلى أن الإمارات الدولة الوحيدة فى العالم التى تحتفى بالعمل الإنسانى كجزء أساسى من سياستها الخارجية، وتعتبره ركناً من مفهوم المواطنة تُزجى له المناسبات الوطنية للاحتفاء به ولذلك لم يكن من المستغرب أن تأتى اطلاق حملات الغوث الحالية لكيرلا وشرق السودان واندونيسيا، متزامنة مع اليوم العالمى للعمل الإنسانى، وضمن نطاق 2018 الذى اعتمدته الدولة عام "زايد الخير"، ويتصادف ذلك بنعمة الله مع أيام عيد الأضحى، بما يجعلها موسم خير تتطوع له مؤسسات الدولة والقطاع الخاص بأريحية الامر الذى يجعل الإمارات مركزاً للمساعدات الإنسانية فى المنطقة وخارجها.
وأوضح أن الإمارات تتصدر دول العام فى المساعدات الإنسانية،حيث اعتمدت فى سياستها الخارجية خطة خمسية للمساعدات الإنسانية للسنوات 2017 - 2021، وجرى تصميمها للإسهام الأممى فى خطط التنمية المستدامة لكل دولة نامية شريكة، ومن أجل ذلك أسست الدولة ثلاثة برامج عالمية متخصصة فى مجالات النقل والبنية التحتية الحضرية وفاعلية الحكومات وتمكين المرأة وحريتها، ووزعت برامج المساعدات الانسانية على ثلاث فئات هى تنموية وإنسانية وخيرية.
وقال إن حملات الإغاثة الثلاث التى تتولاها دولة الإمارات حالياً، فى كيرلا والسودان واندونيسيا، تتم مرفوقة مع حلول مبتكرة للمشاكل التى تواجه العمل الإغاثى . فهى تشمل البنية التحتية للخدمات اللوجستية والخدمات ذات القيمة المضافة وسرعة الاستجابة، مع الاستعداد لتوفير الأمن والتمويل والشراكات الفاعلة فى الميدان، وهى آليات جسدتها الاستراتيجية الوطنية للإغاثة بمنصات 3 تعتمد التواصل والابتكار والمبادرة الإنسانية، وتعكس قيم الدولة وتعزز سمعتها الدولية كشريك أممى من أجل التنمية المستدامة حصيلة القول إن الاعتبار الأممى الذى تكاد تنفرد به دولة الإمارات يتمثل فى أن إرثها الإنسانى المتأصل ينأى عن المساعدات المشروطة، فهى لا تنتظر مصلحة مقابلة، ولا تبتغى إلا الخير والاستقرار للشعوب كافة، فهكذا أسسها زايد لتبقى الإمارات أرض سلام ومحبة للبشرية جمعاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة