بعد توجه الدولة لدعم قصور الثقافة نحو بناء الشخصية المصرية باعتبارها إحدى أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال فترة الولاية الثانية، وهو ما أكده برنامج الحكومة فى محور بناء الإنسان المصرى، والذى ركز على العمل لترسيخ الهوية الثقافية واستعادة القيم الأخلاقية والإنسانية وحماية المجتمع من التطرف الدينى وترسيخ مفهوم المواطنة، من خلال دعم قصور الثقافة وتنمية المواهب والمبدعين، ورعاية واكتشاف الموهوبين رياضياً، حرص "اليوم السابع" على لقاء الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، للكشف عن خطة الهيئة خلال المرحلة المقبلة.. إلى نص الحوار
- فى البداية نريد أن تحدثنا عن كيفية تأصيل الهوية المصرية ومواجهة الأفكار التى تدعو للإرهاب والتطرف؟
إننا ملتزمون بتنفيذ سياسة وزارة الثقافة، لهذا نعمل على مواجهة الأفكار المغايرة التى تدعو للتطرف من خلال البرامج الثقافية التى تقدم بمختلف مقرات قصور الثقافة فى جميع المحافظات، أو عن طريق الخروج بالقوافل الثقافية والفنية إلى المناطق النائية والقرى البعيدة.
ـ هل يوجد برنامج موحد يتم تنفيذه فى جميع قصور الثقافة؟
بالفعل، إننا نعمل على الإعداد لبرامج وأنشطة فنية وأيضا ندوات ثقافية وفقا لمنهج واحد تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة يطبق فى جميع المحافظات، حيث جرت العادة قديما أن كل قصر يعمل على تقديم أنشطته وفعاليته من نفسه ولم تحدث مراجعة لهذه الأنشطة فكان دائما يحدث خلل فى هذا الأمر.
ـ هل هناك برامج خاصة للأطفال حول تأصيل الثقافة المصرية ومواجهة التطرف؟
نعم، قصور الثقافة تعمل على تأصيل الثقافة المصرية لمواجهة التطرف من خلال البدء فى تقديم برامج وأنشطة ثقافية خاصة بالطفل، لأنهم الجيل الصاعد، فقبل التوجه للقرى النائية نعمل على دارسة هذه المنطقة ودراسة أفكارها لمعرفة كيفية مواجهتها بخطة محكمة، يتم وضعها للكبار والأطفال.
ـ لقد سبق ونفذت خطتك للوصول للقرى النائية خلال توليك صندوق التنمية الثقافية فنريد أن نعرف الجديد وأنت رئيس لقصور الثقافة؟
بالعفل لقد وصلنا إلى القرى النائية فى محافظة المنيا عندما كنت رئيس صندوق التنمية الثقافية، وأن هذه التجربة تكررها قصور الثقافة فى مناطق جنوب مصر، فعالى سبيل المثال إنه فى قرى المنيا النائية استطاعنا تمكين الشباب من خلال تدريبهم على مهنة الحرف التراثية، وبهذا عملنا على الحفاظ على تراثنا الثقافى وساعدنا الشباب فى الحصول على مهنة توفر لهم دخل مادى للفرد وللأسر، كما أننا حاليا نجهز ضمن خطة الدولة ووزارة الثقافة على مشروع نشر للأطفال قائم على أحياء الذاكرة المصرية والتعريف بأبطالنا ورمزنا، كما أننا نضع المرأة ضمن أولوليات القصور الثقافة فلهذا نمكنها أيضا من الحصول على حرفة فنية تراثية لأنها تؤثر بشكل كبير على الأسرة، كما أننا نعمل على الوصول إلى الناس بجميع الوسائط، حيث أن الوصول لجميع المحافظات يحتاج إلى دراسة كافية فكل منطقة مختلفة عن الأخرى من حيث الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية.
ـ كيف يتم التحقيق من جدية ما يقدم من أنشطة داخل قصور الثقافة؟
تقوم الهيئة بطرح الأنشطة والفعاليات الثقافية الفنية بجميع المحافظات، وتعمل على متابعتها للتأكد من تنفيذها على أرض، وهذا ما حدث بالفعل خلال البرنامج الذى وضعته الهيئة خلال شهر رمضان الماضى، حيث تم تقديم وتنفيذ 596 فعالية ثقافية وفنية.
ـ هل هناك لجنة مسئولة عن متابعة الأنشطة والفعاليات التى تقدم داخل قصور الثقافة؟
نعم، قامت هيئة قصور الثقافة بتشكيل لجنة مسئولة عن وضع البرامج والأنشطة ومتابعتها بجميع المحافظات، حيث يتم إعداد تقرير فى نهاية كل شهر حول جميع الأنشطة التى نفذت، والتى لم تنفذ أيضًا ومعرفة ما هى المعوقات التى منعت تنفيذ هذه الأنشطة، وأنه لم يتقبل أى أعذار حول عدم تنفيذ الأنشطة الثقافية الثقافية، إلا إذا كان هناك سبب قهرى منع تنفيذ الفعاليات، وغير ذلك هناك حساب قوى لمن يقصر فى عمله.
ـ هل الأنشطة التى تقدمها هيئة قصور الثقافة مرضية؟
أن الأنشطة التى تنظمها الهيئة تحتاج إلى تكثيف وجهد فى المتابعة بـ 27 محافظة، وأن الهيئة نجحت فى تقديم أنشطتها بالشكل الذى تريده خلال شهر رمضان، لهذا سنستكمل تطبيق نفس هذه السياسة فى إجازة الصيف، وأن البرنامج الذى تم وضعه خلال شهر رمضان قدم عروضًا فنية بين المحافظات، بهدف تعريف المصرى على فنون محافظاته وما تتميز به، فإن عظمة مصر تتلخص فى تعدد الروافد الثقافية المصرية، والهيئة منوطة بجمع كل الثقافات المصرية وربطها ببعضها البعض، وأن الفرق الفنية التابعة لقصور الثقافة، تقدم عروضًا فى محافظات مصر وأيضًا فى الخارج فى الهند والبرتغال والعديد من الدول فهم سفراء لمصر.
ـ ماذا عن المشاريع الجديدة لدى هيئة قصور الثقافة؟
الهيئة تعمل على إعادة مشروع أطلس الفلكور والمؤثرات الشعبية والفنون من جديد، وأن هذا المشروع كان قائمًا وقتمًا كان الدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة الأسبق، حيث أطلق أطلس الخبز وأطلس الآلات الشعبية، وتعمل الهيئة فى الوقت الحالى على تجهيز أطلس الفخار، حيث يقوم الباحثون بجمع مواد عن الفخار من المحافظات والقرى والنبوع من أجل الإعداد لنشر الأطلس، حيث إن أطلس الفخار سيخضع لتحقيق علمى، وسيتم إصداره قريبًا وسيكون متاحًا أمام القراء، وهذا المشروع يعد كنزًا ثمينًا لأنه يعمل على توثيق الفلكور المصرى فى جميع المحافظات والقرى النائية.
ـ نريد أن تحدثنا عن القرارات الجديدة التى تخص مؤتمر أدباء مصر؟
إن لجنة الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر تعمل حاليا على تنظيم الدورة الثالثة والثلاثين لعام 2018 التى ستقام خلال شهر أغسطس المقبل، من خلال وضع برنامج وفعاليات المؤتمر، إضافة إلى اختيار رئيس المؤتمر وأيضا اختيار المحافظة التى ستستضيف المؤتمر، وأن مؤتمر أدباء مصر سيكون له مردود ثقافى سيستمر طوال العام، فعندما يتم اختيار المحافظة التى سيعقد فيها مؤتمر أدباء مصر ستصبح هى عاصمة الثقافة المصرية طوال العام وذلك يتم لأول مرة، حيث إن الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وافقت على هذا الاقتراح ليكون مؤتمر أدباء مصر لها صدى كبير طوال العام، والمحافظة التى ستكون عاصمة الثقافة المصرية ستقام فيها جميع الفعاليات الثقافية والفنية.
ـ هل سيكون هناك تعاون بين الهيئة وباقى قطاعات وزارة الثقافة فى المشاركة بفعاليات المحافظة التى سيتم اختيارها كعاصمة للثقافة المصرية؟
بكل تاكيد ستتعاون جميع قطاعات وزارة الثقافة وتقدم أنشطتها المختلفة فى هذه المحافظة التى سيقع عليها الاختيار خلال أيام.
ـ هل سيتأثر النشر الإقليمى بقرر وزيرة الثقافة بتوحيد النشر بالوزارة؟
قال رئيس قصور الثقافة إن اللجنة التى وضعتها الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، لتوحيد إدارة النشر، فى مارس الماضى فى جميع قطاعات وزارة الثقافة، لن تؤثر على مشروع النشر الإقليمى الذى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث أن الهيئة مستمرة فى طباعة الكتب الخاصة بالنشر الأقليمى، كما تعمل الهيئة على دراسة تطوير كتب النشر الأقليمى من حيث مستوى جودة الطباعة وأغلفة الكتب، حيث إن لجنة توحيد إدارة النشر التى يرأسها الدكتور سعيد المصرى رئيس المجلس الأعلى للثقافة تحترم مشروع النشر الأقليمى لشعراء والمؤلفين الإقليم بكل المحافظة وتقوم بدعمه، كما أن التوصيات التى ستخرجها لجنة توحيد النشر ستعمل على تقديم الدعم لمواصلة مشروع النشر الأقليمى.
ـ هل تحقق سلاسل النشر مبيعات مرتفعة؟
لدينا تقرير شامل حول نسبة مبيعات السلاسل كل شهر تقريبا، وأقل مبيعات لسلسلة تصل نسبه مبيعاتها إلى 70% فقط، وأبرز نموذج للمبيعات المرتفعة مجلة قطر ندى، وفى معرض عرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ 49، كان هناك إقبال كبير على بيع الكتب خاصة الكتب المتعلقة بإبداعات النشر الإقليمى لأن الشباب يريدون معرفة أشعار وكتب أدباء الأقاليم التى لا يعرف عنها شئ، والهيئة العامة لقصور الثقافة قامت بتنظيم طوابير للبيع التى وصلت إلى 50 ألف نسخة.
ـ كيف تستغل هيئة قصور الثقافة نسبة العمالة الزائدة؟
الهيئة عملت على تعليم مجموعة من موظفيها حرفة فنية، فلهذا أصبح الموظف منتج، وهناك نماذج عديدة فى قصور الثقافة أصبحوا حرفيين يمتلكون حرفة بجانب عملهم ومنهم من قام بعرض أعماله فى منطقة سور القاهرة الشمالى، وشاهدتهم الدكتورة إيناس عبد الدايم وقامت بدعهم ورحبت بالفكرة، كما أننا نفكر فى تسويق منتجات قصور الثقافة وتسعيرها بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية.
ـ هل هناك تعاون بين قصور الثقافة وباقى قطاعات وزارة الثقافة على مدار العام؟
نعم، إن قصور الثقافة تتعاون مع جميع المحافظات، حيث إن التعاون ينم عنه تضاعف فى الإمكانيات وفى الخدمات التى تقدم، فعلى سبيل المثال نموذج قصر ثقافة طنطا يضم لأول مرة مركز لرعاية مواهب الأوبرا، لدعم الموهوبين فى طنطا لمنع التكدس فى القاهرة ودمنهور والإسكندرية، وهذا ما نتمناه لتحقيق العدالة الثقافية، كما أن هناك بروتوكول تعاون بين الأوبرا والهيئة لافتتاح مركز تنمية المواهب فى قصر ثقافة طنطا، ونعمل حاليا على وضع هذا المركز فى أكثر من قصر بمختلف المحافظات، كما أن قصور الثقافة تتعاون مع بيت الفنى للمسرح وتتعاون مع هيئة الكتاب فى معارض الكتب المحلية والدولية سواء بالكتب أو من خلال العروض الفنية.
ـ فى الختام نريد أن تحدثنا عن افتتاحات الهيئة فى المرحلة المقبلة؟
خلال الفترة المقبلة سيتم افتتاح قصر شرم الشيخ، الذى كان من قبل سكنه عسكرية أيام فترة الاحتلال، وبعد ذلك تم تحويله لقصر ثقافة، حيث تم بدء العمل فى مشروع تطوير القصر فى يوم 1 مارس عام 2016، حيث تبلغ مساحته الكلية 1500 م2، وتكلتفته الإجمالية 18 مليونا و315 ألفا و859 جنيها من تنفيذ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ويتكون من طابق واحد يحتوى على مسرح مساحته 580م2، شامل خشبة المسرح، ويتسع لـ 284 كرسيا، يضم "مكتبة عامة، ومكتبة طفل، ونادى مرأة، ومنفذ بيع كتب، ونادى تكنولوجيا، وغرف إدراييين، ودورات مياه"، وتعمل الهيئة العامة لقصور الثقافة بكل جهد من أجل الانتهاء من التجهيزات الأخيرة للقصر، وذلك لافتتاحه قريبا خلال الحام الحالى، كما أن الهيئة حاليا تتحرك وفق جدول زمنى منظم، ولهذا من المتوقع افتتاح 9 مواقع لقصور الثقافة فى مختلف المحافظات قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل، متابعا أن قصور الثقافة ستضع برامج ثقافى وفنى فى القصر بالتنسيق مع المحافظة ليكن دائما طوال السنة، كما أن المراكز وقصور الثقافة الجديدة التى على وشك الافتتاح: فى أسيوط (قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر)، البحر الأحمر (بيتا الثقافة بـ ابرق ورأس حدربة)، والأقصر (بيتا الثقافة بـ العديسات وحوض الرمال)، والجيزة (مكتبة البحر الأعظم)، والشرقية (قصر ثقافة بلبيس)، وكفر الشيخ (قصر ثقافة دسوق).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة