ليه يازمان ماسبتناش أبرياء؟.. وواخدنا ليه فى طريق مامنوش رجوع؟.. أقسى همومنا يفجر السخرية.. وأصفى ضحكة تتوه فى بحر الدموع.. هذه الكلمات الساحرة للشاعر الراحل الكبير سيد حجاب فى تتر مسلسل ليالى الحلمية تقودنا إلى التباكى على الحال الذى وصلنا إليه فى كل المجالات الحياتية بسبب «غول» اسمه التطور التكنولوجى استطاع أن يأكل «الأخضر واليابس» فى عقولنا، وجعلنا نقف عند محطة اللاوعى، هنا أؤكد أن فكرة التطور فى حد ذاتها أمرا ليس سيئا، ولكننا نحن الذين نقتطف منه أسوأ ما فيه، حتى تدريجيًا أصبحت كل الذكريات الجميلة التى تعلقنا بها منذ الصغر مثل الديناصور الذى اندثر ولم يعد له مكان.
اليوم أتحدث عن «الصحافة الورقية» التى تتعرض فى الفترة الأخيرة إلى أكبر هجمة فى التاريخ بفعل فاعل اسمه التطور التكنولوجى، خصوصا فى ظل عزوف الجماهير عنها والاتجاه إلى المواقع الإلكترونية و«السوشيال ميديا»، فهى الآن تسير فى طريق النهاية، وجميع العاملين بمهنة الصحافة أو المهتمين بها يتحدثون حاليًا بأنها ماتت إكلينيكيا فى كل أنحاء العالم.
بكل تأكيد أن السبب فى ذلك يعود إلى أن الصحافة الورقية تحتاج إلى إمكانيات مادية وبشرية كبيرة لمواجهة الغلاء فى أسعار الورق والطباعة وأجور العاملين، فالأمر لم يعد مرتبطا بالمحتوى المقدم داخل الصحف من عدمه، أو يحتاج إلى دراسة فكر القارئ وثقافته وطبيعته مثلما كنا نفعل فى السابق عند هبوط مؤشر التوزيع أو غيره من هذا القبيل، بقدر ما هو أصبح مرتبطا بالمتغيرات التى يشهدها العالم فى الوقت الراهن.. للحديث بقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة