تتورط رئيسة الارجنتين السابقة كريستينا فيرنانديز دى كيرشنر فى العديد من القضايا الخاصة بالفساد ، فعلى الرغم من أنها كانت من أقوى رؤساء أمريكا اللاتينية ، إلا أنها متهمة بالعديد من قضايا الفساد وقضايا التستر على إيران وحزب الله، فضلا عن اتهامها باستغلال نفوذها.
ومن بين التهم المثيرة للجدل الموجهة إلى فيرنانديز ،هو استغلال نفوذها للتستر على دور إيران وحزب اللع فى تفجيرات المركز اليهودى فى بوينيس آيريس التى اودت بحياة 85 شخصا عام 1994، وتشير لائحة الاتهام لدى كيرشنر إلى أنها استغلت النفوذ لتقديم ضمانات للمسؤولين الإيرانيين وعناصر حزب الله المتورطين فى الهجوم الإرهابى بعدم ملاحقتهم قضائيا فى الأرجنتين فى إطار اتفاق توصلت إليه مع طهران عام 2013، مقابل صفقات نفطية مغرية.
تستر كريستينا فيرنانديز على ايران
ومنذ عام 2004 حتى 2015، سعى ألبرتو نيسمان ، القاضى الذى كان يتولى القضية ، لكشف الحقيقة وراء هذه الهجوم وقد خلص من التحقيق الذى أجراه إلى أن إيران تولت التخطيط له، وأصر نيسمان على أن كريستينا فرنانديز تقف خلف عملية تعتيم هدفت إلى التغطية على الدور الإيرانى، بسبب صفقات اقتصادية عملاقة وعلاقات حكومتها بروابط شعبوية بإيران وتكتل الدول البوليفارية بقيادة فنزويلا.
وعلى الرغم من وجود دلائل على تورط كيرشنر إلا أنها تنفى دائما هذه الاتهامات ،وكانت الرئيسة السابقة قد وقعت عام 2013 مذكرة تفاهم مع النظام الإيرانى لتشكيل لجنة مشتركة تتولى التحقيق فى الهجوم. وأقر البرلمان الأرجنتينى المذكرة، لكن البرلمان الإيرانى لم يقرها، ولم تشكل اللجنة التي أطلق عليها "لجنة الحقيقة".
وفى 18 يناير 2015 ، تم العثور على القاضى ألبرتو نيسمان، مقتولا فى شقته، وهو الذى كان قد بادر بتوجيه تلك الاتهامات لفرنانديز، حيث قال إنها عملت فى الخفاء لتبرئة إيران وتطبيع العلاقات معها، لإبرام صفقات نفط مع طهران، وكان مقتولا بالرصاص فى شقته في بوينس آيرس، وتم تصنيف وفاته على أنها انتحار على الرغم من أن مسؤولا يحقق فى القضية قال بعد ذلك إن إطلاق النار عليه يبدو جريمة قتل.
اتهام فيرنانديز بالتستر على حزب الله وايران
وأعلنت فرنانديز أن نيسمان انتحر، وبعد أيام، زعمت بأن الانتحار كان بسبب خلاف بينه وبين حبيبته. لكن بعد ذلك بفترة غيرت قصتها من جديد وقالت إن الوفاة ربما تكون قد وقعت على أيدى "عملاء استخباراتيين مارقين".
أما فى عام 2016، وجهت المحكمة الاتحادية فى الأرجنتين إتهامات بالفساد لفرنانديز، بسبب تورطها مع مسئول بالأشغال العامة والذى اعتقل أثناء محاولته إخفاء ملايين الدولارات فى دير، حيث اتهم قاضى اتحادى، فرنانديز ومسؤولين آخرين فى إدارتها بجرائم تشمل الاستيلاء المتعمد على أموال كانت مخصصة لأشغال طرق عامة.
وتنفى فرنانديز أى تجاوز من جانبها، وتتهم الرئيس الأرجنتينى ماوريسيو ماكرى باستخدام القضاء فى اضطهادها.
وكانت آخر ما توصلت اليها فضائح كيرشر ، هو تمثليها بداية الشهر الجارى أمام قاضى التحقيق لاتهامها بفساد حكومتها وحصولها على رشوة 160 مليون دولار كرشاوى خلال فترة 10 سنوات من 2005 إلى 2015، والتى عرفت فيما بعد بقضية "دفاتر الفساد".
واعتقل أكثر من 10 من كبار رجال الأعمال والمسؤولين فى الحكومة السابقة بعد أن كشفت صحيفة "لا ناسيون" فى الأول من أغسطس أن رشاوى بالملايين أوصلها سائق يعمل فى إحدى الوزارات إلى مسكنها خلال رئاستها وكذلك خلال رئاسة نيستور كيرشنر زوجها السابق، حيث اعترف 8 رجال أعمال كبار بتقديم رشاوى أمام النيابة حتى الآن.
وقال وزير المالية الارجنتينى نيكولا دوجوفنى، إن فضيحة الفساد المتهم فيها حكومات كيرشنر (2003-2015) ستؤثر على المدى القصير على نمو اقتصاد الارجنتين، مشيرا فى مقابلة مع صحيفة "كلارين" الأرجنتينية إلى أن "فضيحة رجال الاعمال والمسولين السابقين فى حكومات نستور كيرشنر (2003-2007) وزوجته كريستينا فيرنانديز (2007-2015) ، كانت بمثابة صدمة كبيرة اثرت على الاقتصاد خاصة بعد توقيع البلاد اتفاقية مساعدة مالية مع صندوق النقد الدولى فى يونيو الماضى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بسبب الاتهامات بالفساد خلقت العديد من الصدمات مع صندوق النقد الدولى، فتلك الفضيحة تطول العديد من السياسيين الذين عملوا فى الحكومات السابقة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة