قديمًا كانت الصحافة الورقية تستهدف الوصول للناس، وحل المشاكل الخاصة بهم، بالإضافة إلى إضفاء نوع من الرفاهية القائم على تدعيم القيم والأخلاق، وتفجير الطاقات الإبداعية عبر الأبواب الفنية والأدبية والرياضية وغيرها، ناهيك عن الدور الأكبر خلال فترات الحروب، خصوصاً أنه من المتعارف عليه بأن دورها يجب أن يجسد حالة الشعوب وآمالها وطموحاتها للتمتع بالحرية الاستقلال والعيش فى حياة هادئة وسلام.
لكن مع هجمة التطور التكنولوجى خصوصاً فى وجود الـ«سوشيال ميديا»، كما قلت بالمقال السابق، أصبح الأمر صعبا للغاية، لأن الأمور متعلقة بالتمويل والمزاج العام المسيطر حاليًا على الأوساط التى نعيش فيها، لاسيما أن أصحاب رؤوس المال باتوا غير متحمسين لهذا الأمر ويرفضونه لأنه مكلف جداً، ومن الصعب تسويقه، وذلك بطبيعة الحال يؤدى إلى خسائر فادحة، فالمعروف خلال السنوات العشر الأخيرة تحديدًا أن الصحافة والإعلام أصبحا مثل أى سلعة الهدف منها البحث عن الربح، فإذا وجد صاحب أى مشروع أنه يخسر، بكل تأكيد سيفكر فى كيفية التغلب على هذه الخسائر.
السؤال الذى يطرح نفسه هنا: هل تستطيع الصحافة الورقية الصمود وتخرج من غرفة الإنعاش إلى النور؟.. لن يتمكن أى فرد منا إيجاد الإجابة عن هذا السؤال، فالكل يعلم أن وجودها الآن مرتبط فقط بتسجيل الوقائع المهمة التى تتعرض لها مجتمعاتنا فى الحروب ضد دواعش العصر وغيرها، أما فكرة استقطاب قراء وتحقيق ربح انتهى دورها.
أعتقد أنه بدلًا من النظر تحت أقدامنا وانتظار وقوع «المصيبة» حتى نقيم لها «صوانا للعزاء»، ونعمل فيها مقرئين، يجب أن نجلس سويًا حتى نجد حلولاً للخروج بأقل الخسائر، ونفكر فى كيفية مواكبة التطور التكنولوجى السريع حتى لا نستيقظ على خسائر أخرى أكثر قسوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة