أحداث عاصفة شهدها هذا الأسبوع جعلت الأمور تزداد سوء بشكل كبير للرئيس الأمريكى، فترامب الذى يتمسك بنبرة التحدى طوال الوقت يتعرض لضربة تلو الأخر تضعف موقفه بالتأكيد حتى لو حاول إخفاء هذا.
ورغم الأزمة السياسية الداخلية التى يواجهها بسبب تحقيقات التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، والانتقادات التى يتعرض لها دوما بسبب سياسته الاقتصادية والخارجية، إلا أن المأزق الأكبر الذى يجد ترامب نفسه فيه هو الخيانة.. فالرئيس الأمريكى يشعر بأن أقرب المقربين منه يتخلون عنه وينقلبون عليه، والرجل الذى جعل الولاء شرطا أساسيا لكل من يعمل معه يواجه انقلابا تلو آخر ممن كان يعتبرهم من قبل كاتمى أسرار.
الصدمة الكبرى جاءت لترامب من محاميه الشخصى السابق مايكل كوهين، والذى اعترف بأنه اخترق قوانين تمويل الحملات الانتخابية بدفع أموال لامرأتين زعمتا إقامة علاقة مع ترامب فى الماضى.
فقد كان كوهين حتى أسابيع الرجل الأقرب لترامب، ليس فقط منذ دخوله البيت الأبيض ولكن طوال سنوات، فهو كاتم أسرار حياته التجارية وتعاملاته الشخصية، وكان دوما يعتبره من يصحح الأوضاع له ليمنع عنه الفضائح، شخصية أشبه بتوم هيجن فى الفيلم الأمريكى الشهير "الأب الروحى".
يحاول ترامب ألا يعطى أهمية كبيرة لعلاقته بكوهين، وقال فى مقابلته الأخيرة مع شبكة "فوكس نيوز" إنه عمل لديه لجزء من الوقت، لكن ديفيد جونسون، الذى ألف كتابا عن تأثير إدارة ترامب على أمريكا بعنوان "إنه أسوأ حتى مما تعتقد"، يرى أن هذا التوصيف مضلل.
وقال جونسون لشبكة "سى إن إن" إنه على مدار 10 سنوات، كان كوهين الرجل الذى عالج الأمور الأكثر حساسية التى كان على ترامب إخفائها، وهذا هو السبب فى كونه المحامى الخاص بقضيتى ستورمى دانيالز وكارين ماكدوجال، اللاتين تقولان إن ترامب أقاما علاقة معهما.
ويشير إلى أن دونالد عرف أنه يستطيع أن يثق فى كوهين للقيام بعمله القذر وإخفاء حقيقيته عن الرأى العام.
وقبل صدمة كوهين، الذى كشف عن تسجيلات سرية لترامب فى قضية ماكدوجدال، كانت هناك صدمة مساعدة البيت الأبيض السابقة أوماروسا نيومان التى كشفت أيضا عن تسجيلات سرية لمكالمة بينها وبين ترامب بدا فيها الأخير لا يعرف شيئا عما يحدث فى البيت الأبيض، ناهيك عن نشرها كتابا بعنوان "المعتوه" تقدم فيه شهادتها خلال الفترة التى عملت فيها مع الرئيس الأمريكى، كشفت فيه تفاصيل ليست فى صالح ترامب واتهمته فيه بالعنصرية.
ويبدو أن وزير العدل الأمريكى على وشك أن يدخل فى دائرة المنقلبين على ترامب، فجيف سيشنز تحمل فى الآونة الآخيرة كثير من الانتقادات من الرئيس، لكن الكيل فاض به بعد أحدث انتقاد اتهمه فيه ترامب بعدم السيطرة على وزارة العدل.
وقال جيف سيشنز فى بيان: "أثناء تولى منصب النائب العام "(يعادل وزير العدل فى الولايات المتحدة)، فإن ما تقوم به وزارة العدل لن يتم التأثير عليها بشكل غير مناسب لاعتبارات سياسية، إنى أطالب بأعلى المعايير وعندما لا يتم تلبيتها، أقوم بالتحرك، لكن لا يوجد دولة لديها مجموعة من المدعين والمحققين القانونيين المهرة والملتزمين أكثر من الولايات المتحدة".
وبينما يبحث الرئيس الأمريكى عن الولاء، يجد أكثر من كان يعتبرهم موالين له ينقلبون عليه، وهو ما يمثل تهديدا خطيرا له فى القضية التى تواجهه وهى تحقيقات التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية التى يشرف عليها المحقق الخاص روبرت مولر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة