أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

عن الفكة والطوابير والإدارة الاقتصادية فى مترو الأنفاق

الجمعة، 24 أغسطس 2018 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشكلة الفكة والفلوس المعدنية لا يمكن اعتبارها مشكلة تافهة، بل هى أزمة محورية وأساسية فى أغلب محطات مترو الأنفاق، وسبب من أسباب الكثير من المشاجرات بين الركاب المستعجلين وموظفى قطع التذاكر، ويضطر بعض الركاب للانتظار لربع ساعة أحيانًا لأن الموظف ليس لديه فكة، وأحيانًا يتعسف بعض هؤلاء مع الراكب ويطلب منه فكة، والنتيجة لكل هذا مزيد من التزاحم والتعطيل للراكب ومن خلفه، واللافت للنظر أن الموظف لا يحق له أن يحصل على فكة من جاره بالشباك حتى ولو كان لديه فائض.
 
الفكة جزء من مشكلات صغيرة فى مترو الأنفاق تعكس وجود تصرفات وأفكار صغيرة لدى موظفى الشبابيك، الذين يبدون أحيانًا وكأنهم يتعمدون مضايقة الركاب وإطالة الطوابير ولسان حالهم «اخبطوا راسكم فى الحيط».
 
ولهذا تبدو فكرة توفير ماكينات صراف بمحطات المترو لتوفير الفكة أمرًا مفيدًا، لأنها يمكن أن تحل أزمات كثيرة، وتتناسب مع التطور التكنولوجى، ومعه ما أعلنت عنه وزارة المالية بتوفير عملة معدنية فئة الجنيهين مع الجنيه والنصف جنيه والربع، وهى تشبه نصف الفرنك زمان، والذى كان بقيمة قرشين، لأنه من الواضح أن استهلاكنا من الفكة يتزايد، وحسب البنك المركزى زاد حجم العملة المعدنية 8 ملايين جنيه.
 
وسوف تحل خطوة توفير الجنيهين المعدن مع باقى العملات أزمات كثيرة فى المترو وخارجه، وإن كانت الفكة واحدة من مشكلات مترو الأنفاق، فإن نظام التذاكر نفسه بحاجة إلى تحديث يسهل على الموظفين وعلى الركاب، منه تطوير نظام الكارت المدفوع مسبقًا، فهو مجرد كارت يشحنه المواطن، ويخصم قيمة الرحلة حسب المحطات، وهذا الكارت فى كل دول العالم الحديثة مرن، ويسهل على الراكب، حيث نجد التذكرة مثلًا بأربعة يورو، بينما نفس الرحلة فى الكارت تنخفض إلى النصف، لتشجيع المواطن على شراء كروت، وتقليل الوجود أمام الشبابيك، ولا يستلزم هذا كل الإجراءات والأختام التى يطلبها استخراج الاشتراكات.
 
القاعدة التى تطبقها الدول الحديثة أنه كلما كثرت «مشاوير» الراكب، كان حجم التخفيض أكثر، على العكس عندنا مثلًا، لو طلب الراكب عددًا كبيرًا من التذاكر أو الأنصاف، فإن الموظف يرفض ويقول إن تعليمات الإدارة العليا تمنع بيع أكثر من نصفين مثلًا للراكب، وتسأل عن الحكمة الفلسفية المعملية وراء هذا الأمر فلا تجد غير الرغبة فى تعقيد الحال، وإجبار الركاب على التكدس أمام الشبابيك، خاصة فى أوقات الصباح، وحيث يكون الراكب متعجلًا.
 
والواقع أن ما يجرى فى إدارة المترو ويسبب مشكلات الفكة أو التكدس والطوابير يشير إلى طريقة فى الإدارة، يظن من يخترعونها أنهم يحافظون على المال، بينما هم يسببون خسائر للركاب ويضيعون الوقت والجهد، ونفس هذه العقليات هى التى تضيع فرصًا إعلانية أو استغلال المحطات بشكل تجارى، وفى الدول المتقدمة يعرف واضعو أنظمة الإدارة أنهم عندما يقدمون خصومات، فإنهم يشجعون الركاب على الكروت التى تخفف من الضغط على الشبابيك وعلى الموظفين، كما أنهم يستغلون كل سنتيمتر فى المحطة والعربات بالإيجار أو الإعلان، وهناك رعاة إعلاميون للتذاكر والكروت، والنتيجة إدارة اقتصادية وتسهيل على الركاب، وتوفير الوقت الذى هو بفلوس أيضًا.
 
اللافت أننا كثيرًا ما نسمع تصريحات عن تدريب أو نقل تجارب ناجحة فى دول العالم، لكن فيما يتعلق بالوقت والنظام والإدارة الاقتصادية لا نجد أى نقل أو تعلم من النجاح.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة