تسللت إمارة قطر إلى إسبانيا عبر تمويل مساجد ودور عبادة خاصة فى مقاطعة كتالونيا ، وهو الأمر الذى أدى إلى نشر الإرهاب والفكر المتطرف، حتى بات الإقليم الإسبانى يحصد ثمار دعم الدوحة للارهاب، وأصبحت كتالونيا وفقا لعدة دراسات من معهد إلكانو الملكى ولتأكيد مصادر وزارة الداخلية الإسبانية، الأكثر عرضة لخطر المعاناة من الهجمات الإرهابية.
وقالت صحيفة "تيلى ثينكو" الإسبانية فى تقرير لها، إن 25% من الإرهابيين الذين تم اعتقالهم أو قتلوا فى إسبانيا بين عامى 2013 و2017 كانوا يعيشون فى كتالونيا، كما أن الإرهابى الذى تم قتله أمس فى إسبانيا بعد الهجوم على مركز شرطة وهو يردد "الله أكبر" كان يعيش فى كورنيلا الكتالونية، وهو ما يثير القلق من تحول الإقليم إلى وكر للإرهاب القطرى فى أوروبا.
ووفقا لتقرير نشرته، فأن عدد كبير من المسلمين الذين يستقرون فى كتالونيا ينضمون إلى مجموعات مختلفة من السلفيين وهى الحركة التى تجمع بين أتباع تنظيم القاعدة إلى أنصار تنظيم داعش الإرهابى، وبلغ عدد المعتقلين والقتلى من الإرهابيين على أيدى قوات الشرطة الإسبانية بين يناير 2013 وسبتمبر 2017، حوالى 230 شخصا الذين ارتكبوا أعمالا إرهابية أو المشاركون فى أنشطة مرتبطة بالإرهاب.
وأوضح التقرير، أن الحركة التى تنمو ببطء فى كتالونيا هى "السلفية" التى تعتبر واحدة من التيارات الأكثر راديكالية فى الإسلام، وتدعو أتباعها إلى زرع الشريعة الإسلامية، ولكن أيضا هناك من أتباعها من يتشدد ليصل الأمر لأن يصبح إرهابيا، وأشار التقرير إلى أن هناك أكثر من 1260 مركز عبادة إسلامية فى إسبانيا، منهم أكثر من 100 مرتبطين بالسلفية ومنهم 80 يحملون أفكارا إرهابية، مؤكدًا أن هناك 4 سلفيين من أصل 10 إرهابيين فى إسبانيا، من كتالونيا فقط، ومن بين الـ10 أئمة الأكثر تشددا منذ عام 2010 ، يوجد 6 منهم فى كتالونيا.
وأوضح التقرير، أن ما يثير القلق فى كتالونيا المغاربة والباكستنيين وعدد من جامبيا والجزائر والسنغال، وهو ما يخلق خلايا وشبكات ومجموعات من الأشخاص الذين يتعاطفون مع منظمات إسلامية متطرفة بل وتدعمهم.
فهناك من فضل التحالف مع القاعدة وهناك من فضل تنظيم داعش، وهناك من نشأ فى الحرب الأهلية الجزائرية فى التسعينات ولحق الصراعات المختلفة فى العراق وإيران وسوريا واليمن مثل الجبهة السورية، وجبهة النصرة، وحركة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا (مو ياو) ،وأنصار الشريعة ليبيا، وطالبان باكستان ، وبعض هذه المنظمات المرتبطة بأيديولوجية القاعدة.
رجال أعمال قطر يمولون أئمة المساجد المتشددين فى كتالونيا
ووفقا لصحيفة "لاراثون" الإسبانية، فإن مصادر بمكافحة الإرهاب فى إسبانيا أكدوا أن رجال أعمال أثرياء من قطر يمولون أئمة المساجد ذات الطابع السلفى المتشدد الموجودة فى "كتالونيا" (250 مسجدا منها 80 فى برشلونة)، مشيرة إلى أن خبراء من الشرطة الإسبانية أكدوا أن قطر تقوم بتمويل تنظيم "داعش" أيضا، كما تجند عناصر وشباب تلك المنظمات الموجودة فى إسبانيا خاصة فى كتالونيا والتى منها "الإخوان" للانضمام إلى داعش والسفر إلى الدول العربية مثل سوريا والعراق.
"الإخوان" يعملون بطريقة شبه سرية فى إسبانيا
وقالت الصحيفة إن جماعة "الإخوان" هم أنصار الإسلام السياسى ويتخذون هدف العمل لتحقيق دور فعال ونشط فى المجتمعات الإسلامية فى إسبانيا لنشر الثقافة الإسلامية باعتبارها تراثا للإنسانية جمعاء، وذلك كمجرد غطاء، ولكن الحقيقة أن هذه المنظمات التى من بينها الإخوان تعمل بحرية فى إسبانيا ولكن بطريقة شبه سرية لنشر العنف.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية، أن هناك إمامًا يسمى محمد عطولى يسيطر على عدة مساجد فى منطقة "كوستا برافا فى سالت، قال "إن المساجد فى المنطقة ساهمت بنصف مليون يورو" وأكد أن هذا المبلغ جاء من تبرعات المؤمنين وهو ما شكك فيه الخبراء، حيث إن المبلغ كبير على عدد المسلمين فى المنطقة.
وفى السياق نفسه، كانت صحيفة "الموندو" الإسبانية قالت فى تقرير لها، إن تلك المنظمات تعيش فى مجتمع منفصل أو موازى للديمقراطية ويشبه الأقاليم المستقلة فى "سبتة" و"مليلة" فى وضع قابل للانفجار، وفى الوقت الذى ترفع فيه إسبانيا أعلى درجات الحذر منذ هجمات 11 مارس الإرهابية2011 فى البلاد، وبعد تكثيف داعش هجماتها فى العديد من البلدان العربية واستهداف سياح فى تونس وذبح مواطن فرنسى الأسبوع الماضى، مع الذكرى السنوية لمرور عام لإنشاء التنظيم الإرهابى.
وأشارت الصحيفة إلى أن التمويل المباشر من دول عربية على رأسها قطر هى التى تجعل الإرهاب موجودا فى العالم ، وفى كتالونيا فإن قوات الأمن حددوا تلك المنظمات الإرهابية تحصل على قواتها من قطر تحت غطاء تعاليم القرآن الكريم.
ولفت إلى أن أحد أهم المراكز التى يوجد بها عدد كبير من المتشددين هو مسجد ريوس فى تاراجونا، وأيضا فى لييدا حيث يوجد مسجد ابن حازم، ويقوم قادة هذه المساجد بتوزيع كتب أيديولوجية سلفية، ومنها من يحمل أفكارا إرهابية أيضا، كما أن التركيز الثالث الذى هو موضع الشك هو الجماعة الإسلامية فى "سلط"، التى تضم جمعية الهلال الثقافية، فى مدينة جيرونا، وفى الواقع فإن كتالونيا تحتوى على أعلى نسبة من المهاجرين.
وأشار التقرير إلى أن هناك العديد من المخاوف لدى إسبانيا من نمو هذا التيار الصارم خاصة أن منهم من يحمل الأفكار المتشددة الإرهابية ويسعى جاهدا لإعلان الحرب على اسبانيا الذى يعتبرونها ملكا للكفار الآن، وبذلك فهم يستعدون لشن ما يسمونه "الحرب المقدسة" ضد المسيحيين المذنبين الأشرار.
وفى تقرير آخر نشرته صحيفة "لاريوخا" الإسبانية، فإن الداخلية الإسبانية تعجز من السيطرة على مراكز العبادة والمساجد فى إسبانيا، ودور قطر فى تمويل بعض مراكز العبادة خاصة فى كتالونيا ، وكيف أصبحت منبرا للتشدد والدعوة للارهاب.
وأكد التقرير أنه بالرغم من اعلان الداخلية الإسبانية فى سبتمبر الماضى بعد الهجمات الارهابية فى برشلونة وكامبريلس إجراءات بتعزيز الضوابط على الأئمة والمساجد فى جميع أنحاء البلاد ، إلا أنه وفقا للبيانات التى تمكنت الصحيفة من الوصول إليها ، فإن الداخلية لا تستطيع السيطرة إلا على 10 من مراكز العبادة الإسلامية فى الوقت الذى يوجد فيه أكثر من 1.586 دور عبادة ومسجد بشكل رسمى، منهم أكثر من 100 مرتبطين بالسلفية ومنهم 80 يحملون أفكار إرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة