لم تعلم الأم الثلاثينية أن القدر يخبئ لها جرعة من الاختبارات التى عليها الصمود فى وجهها، حتى تتمكن عبور تلك المحنة بطفلها الوحيد يس والذى أنجبته بعد سنوات من الصبر، واكتشتفت إصابته بالسرطان خلال العام الماضى، فعلى الطاولة المستديرة جلس "يس" لأول مرة فى زيارته للورشة الفنية بمستشفى 57357، يلون الرسمة المفضلة لأقرب كارتون لقلبه "بن تن"، لترافقه والدته بالجلوس بجانبه فى صمت ونظرات حائرة.
الورشة الفنية بمستفى 57357
ترتسم على وجه الأم ابتسامة محملة بالدموع، وتسرد تفاصيل رحلتها وطفلها الوحيد مع السرطان قائلة: "اكتشفت تعب يس من سنة، وكانت أصعب سنة فى حياتى ويس اللى بيقوينى ويقولى هنقدر يا ماما"، بالرغم من أن عمر رحلة كفاحهما ضد السرطان ليس بالطويلة الأمد إلا أنها لم تجد سوى إرادة طفلها كى تتعكز عليها ليصلان لبر الشفاء بأمان.
يس ووالدته
اجتازا مرحلة التشخيص سويًا، والتى لا تنساها الأم أبدًا، بكل ما تحمل من تفاصيل، وكل الوجوه التى ساعدتها خلال تلك الفترة، حتى وصلت لأول جلسة علاج والتى وصفتها الأم "بنقطة التحول"، أن ترى طفلك الوحيد الذى كان يملأ البيت صخب وحياة متعبًا مما يتلقى من علاج، وكل ما تقدر عليه هو أن تطلب من الله العناية به ومساعدته فى رحلته حتى يستكملها.
رسومات الأطفال
بنبرة صوت اختلط فيها القلق بالرضا والعزيمة القوية تحدث الأم عما تغير فى تفكيرها بشكل كلى منذ اللحظة التى علمت فيها بإصابة يس بالسرطان، حيث أدركت انه لا يوجد شىء فى الحياة يستحق أن يتصارع شخصان عليه، وتيقنت أنها وطفلها فى اختبار حقيقى متيقنة أنهما سيعبرانه بأمان.
طفل يلعب فى الورشة الفنية
عام كامل من التحاليل، وجلسات العلاج، التى يتلقاها يس محفزًا والدته على استكمال الطريق، "كل جلسة علاج بحس إننا ماشيين طريق صعب سوا وهنعديه قريب"، عبارة قالتها الام ناظرة لابنها نظرة مختلفة، مضيفة أنها فى بداية الأمر كانت تشعر بأنها تواجه ذلك بمفردها، ولكن مع مرور الوقت رأت ما يتلقاه طفلها من رعاية، وعناية خاصة، ومساعدة من كل فرد داخل المستشفى، بجانب الكنز الذى اكتشفاه سويًا وهى الورشة الفنية التى طب يس من والدته ان يزورها كل يوم، أو كلما يأتى للمستشفى لتلقى العلاج.