ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه قبل أكثر من أسبوع، كان المسئولون الأفغان والأمريكيون يأملون فى أن تبدأ طالبان بعد 17 سنة من الحرب فى السير فى طريق السلام. مشيرة إلى أنه على الرغم من الهجمات الدامية التى استمرت أربعة أيام على مدينة غزنى فى شرق أفغانستان، عرض الرئيس الأفغانى أشرف عبد الغنى على طالبان وقفاً ثانياً لإطلاق النار،فيما ألمح قادة الحركة إلى أنهم يريدون مواصلة المحادثات الخاصة مع المسئولين الأمريكيين.
وقالت الصحيفة –فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى اليوم (السبت) - إن هذا التفاؤل انهار بشكل كبير فى الوقت الراهن، فمع تجاهل طالبان عرض عبد الغنى للهدنة وقبول دعوة لإجراء محادثات فى موسكو بدلا من الولايات المتحدة، فإن زخم المفاوضات المباشرة قد خرج عن مساره بفعل السياسة الدولية، ويبدو أن نوايا قادة طالبان -الذين يطلقون الدعاية المستمرة ولكنهم يظلون غير مرئيين للجمهور – أصبحت أكثر غموضا من أى وقت مضى.
ونقلت الصحيفة عن مايكل كوجيلمان، الخبير فى شئون أفغانستان بمركز وودرو ويلسون الدولى فى واشنطن، قوله:"إن هذا الأمر قد يكون خدعة سياسية من جانب طالبان لإستغلال علاقات واشنطن الضعيفة مع روسيا والضغط عليها للموافقة على شروط أكثر سخاءً، أو أنها قد ترغب فقط فى رؤية ما يقدمه الروس".
وأعرب كوجيلمان وآخرون عن اعتقادهم بأن هجوم طالبان العنيف فى أوائل هذا الشهر فى غزنى، والذى خلف أكثر من 320 قتيلا فى كلا الجانبين وأجزاء من عاصمة المقاطعة المدمرة، كان جزءا من استراتيجية عسكرية ودبلوماسية ثنائية المحاور يحسب فيها المتمردون أن نجاحهم المستمر فى المعركة يمكن أن يكسبهم النفوذ التفاوضى فى قضايا مثل رغبتهم فى تطبيق الشريعة الإسلامية الكاملة فى أفغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو ضمت ممثلين عن الولايات المتحدة وأفغانستان فى قائمتها للمدعوين لعقد مؤتمر حول أفغانستان فى أوائل الشهر المقبل، ولكن تم النظر إلى الحدث فى كل من كابول وواشنطن كصفعة مباشرة لجهودهما لإشراك طالبان فى المحادثات المباشرة حتى بادرت كلتا الحكومتين بسرعة رفض إرسال ممثلين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة