أثارت بعض الموضوعات والقضايا الجدلية تساؤلات عدة فى أذهان القراء والمتابعين اليوم الأحد، من بينها أسباب شيوع حالات العنف الأسرى تجاه الأبناء، وما الذى ينتظر القاهرة بعد انتقال مبانيها للعاصمة الإدارية الجديدة، وأخيرا سبب تراجع نسبة المواليد فى 2017 بنسبة 1.6 % عن 2016.
ما السبب وراء شيوع حالات العنف الأسرى تجاه الأبناء؟
خلال الأيام الماضية، لم تكف وسائل الإعلام ومجتمع السوشيال ميديا عن الحديث عن واقعة مقتل طفلى الدقهلية محمد وريان، اللذان لاقيا مصرعهما على يد والدهما فى أول أيام عيد الأضحى المبارك فى النيل بمركز فارسكور.
الحادثة أثارت الرأى العام نظرا لبشاعتها، حيث اعترف الأب خلال تحقيقات النيابة بارتكابه للجريمة بسبب اضطرابات نفسية ونتيجة ضائقة مالية يمر بها، ولأن الطفلين من وجهة نظره كانا يستحقان أبا افضل منه، لذلك جاء مبرره لقتلهما.
ولكن الواقعة السابقة لم تكن الأولى من نوعها، وربما لن تكون الأخيرة، فخلال 48 ساعة فقط من وقوعها، أذيع نبأ إلقاء أم لطفليها فى ترعة بمحافظة المنيا بسبب سوء معاملة زوجها لها، وخبر آخر تلاه عن قيام أم بشنق ابنتها فى محافظة الإسكندرية، لأنها "كانت مضايقة شوية" على حد قولها فى تحقيقات النيابة.
وأمام الحالات السابقة يبقى السؤال ما السبب وراء هذا الكم من حالات العنف الأسرى تجاه الأبناء خاصة وأن أحدث تقارير منظمة اليونيسيف فى 2016 أشارت إلى أن 75 % من الأطفال فى مصر يتعرضون للتعنيف الجسدى سواء عن طريق الأسر أو حتى دور الرعاية، الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى تقول أن حالات العنف ضد الأطفال ليست بجديدة ولكن المختلف إن الإعلام اصبح يسلط الضوء عليها أكثر، وبالتالى أصبحنا أكثر أدراكا بمعدلاتها المتزايدة.
وأضافت: بالتأكيد لا يوجد مبرر للعنف، ولكن لو ذكرنا على سبيل المثال الثلاث وقائع الأخيرة السابق الإشارة إليهم سنجد أن كلا منها بحاجة لدراسة الدوافع النفسيه لمرتكبيها، فقد يكون الدافع فى واقعة قتل الأم لرضيعها هو اكتئاب ما بعد الولادة مثلا، وفى واقعة قتل الأب لطفليه هو تعاطيه للمخدرات، وفى كل الأحوال يبقى للأهل دور كبير فى تقديم الدعم الكافى لأبنائهم خاصة فى حالة مرورهم بأى لحظات اكتئاب.
وتابعت قائلة: حالات العنف والقتل ضد لأطفال فى تزايد وناجمة عن عنف يحدث بين الأباء والأمهات أنفسهم، ولا تقتصر أشكاله على طبقة اجتماعية بعينها، وبالتالى نحن بحاجة لتوعية المجتمع بوسائل عدة سواء من خلال الإعلام وفى المدارس والكليات.
ما الذى ينتظر القاهرة بعد انتقال مبانيها للعاصمة الإدارية الجديدة؟
مخططات وتصورات كاملة لحياة بديلة ستشهدها العاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة المقبلة، مساحات شاسعة جاءت لتقلل من حجم الكثافة والضغط السكانى على العاصمة، وحدات سكنية ومحلات تجارية ومصالح ومؤسسات وهيئات حكومية انتقلت بعامليها لهناك، وهنا يبقى السؤال ما الذى ينتظر القاهرة بعد انتقال مبانيها للعاصمة الإدارية الجديدة، وكيف يمكن تحقيق أكبر استفادة ممكنة من تلك المساحات الفارغة.
الدكتور إسماعيل الشيمى، أستاذ التخطيط العمرانى يقول لابد وأن يكون هناك نظرة استراتيجية لهذا العمل، وسيكون على عدة محاور، أولها المحافظة على القاهرة العتيقة الجميلة بأسمها ورونقها، ولا يتم تدمير الأسم بانتهاك الخصوصية لهذه العاصمة من خلال المحافظة على المعالم الحضارية ذات الخصوصية الشديدة والرونق الخاص بمبانيها من مقرات وزارات وهيئات ومعارض ومسارح وميادين وعدم هدمها أو تغيير معالمها، وأن يتم عمل خطة ومنهجية لاستغلال تلك المنشآت القيمة أولا من خلال حملات تطوير وإصلاح لكل المبانى التى تم انتهاكها نتيجة سوء الاستخدام وتأهيلها من جديد من خلال هيئة خاصة يتم تشكيلها لهذا الغرض، وإعادة الرونق إليها كأنها بنيت من جديد.
وأضاف: الاستعانة بأساتذة التخطيط العمرانى والتنسيق الحضارى لوضع بدائل للانتفاع بتلك الأبنية وتحديد ما يصلح منها كمول تجارى أو فنادق أو معارض ومتاحف ومولات تجارية أو استثمار حضارى يتواكب مع الظروف الحالية لإعادة استغلال تلك المناطق خاصة منطقة وسط البلد بمبانيها ذو السمة المعمارية العالية جدا ليتم الانتفاع بشكل شامل فى إطار مخطط شامل داخل منظومة متكاملة.
ما السبب وراء تراجع نسبة المواليد فى 2017 عن 2016؟
فى 2016 وخلال مقابلته مع شبكةCNN الإخبارية تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الكثافة السكانية باعتبارها أبرز التحديات الاقتصادية التى تواجه مصر، وبناء عليه تكاتفت كافة مؤسسات الدولة للحد من هذا الخطر، حيث أطلقت وزارة الصحة حملتها " تنمية مصر .. طفلين وبس" فى كافة محافظات الجمهورية فى 2017 للحد من الكثافة السكانية والتوعية بأضرارها وتقديم المشورة فى كيفية استخدام وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة وأيضا حث المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثًا بضرورة تنظيم النسل، والاكتفاء بطفلين فقط.
كما استهدفت الحملة للمرة الأولى الرجال باعتبار أن قرار الإنجاب فى يده، خاصة وأن وزارة الصحة تستهدف الوصول إلى 112 مليون نسمة بحلول 2030 وإبطاء معدل النمو السكانى لتوفير 200 مليار جنيه على الدولة، ليس هذا فحسب بل أعلن محافظو عدد من المحافظات توفير عقاقير منع الحمل ووسائل تنظيم الاسرة فى جميع وحدات طب الأسرة بالقرى والنجوع وأيضًا أبدت مؤسسة الأزهر الشريف اهتمامها بالقضية المتعلقة بالصحة الإنجابية وتحديد النسل وقام بجولات فى البلدان الإسلامية لدعم أهداف التنمية وتصحيح المفاهيم الخاصة بالنمو السكانى فى الدين الإسلامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة