مازال هوس التنقيب عن الآثار بحثا عن حلم الثراء السريع يداعب الكثير من ضعاف النفوس والدين، غير عابئين بالمخاطر التى تهددهم وربما تهدد أرواحهم جراء التنقيب عن الآثار، وغير عابئين بضرر البلد، وهم فى سبيل ذلك يلجئون إلى الدجالين والمشعوذين لتحقيق أحلامهم ولو أنهم فكروا للحظة واحدة لفطنوا أنه لو أنه هؤلاء الدجالين قادرين على تحقيق حلمهم بالثراء لنفعوا أنفسهم، ولكنهم يتركون أنفسهم بين يديهم يحاولون تحقيق كل طلباتهم من الخزعبلات والأساطير حتى وإن كانت تهدد أرواحهم.
من هذه الخرافات والخزعبلات التى يطلبها الدجالين أو النصابين الذين يوهمون ضحاياهم بأنهم على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلم الثراء السريع، ذبح طفل صغير لم يتعد عمره بضع سنوات أو حديث الولادة وتقديم دمائه قربانا للجان لفك ما يسمى بـ "الرصد" الفرعونى، والزعم للكشف عن مكان الآثار والسماح للجان الذى يحرسها بدخولهم والحصول عليها، ويتخذ الدجالون من هذه العملية التى تسمى "الرصد" حيلة للهروب من الاتهام بالنصب على ضحاياه حيث يظل يراوغ ضحيته أكثر من مرة ويبرر له بأن المكان مازال يخضع لـ "الرصد" ويحتاج لأموال كثيرة إلى أن ييأس الضحية.
ففى سوهاج ألقت الأجهزة الأمنية القبض على تشكيل عصابى من 3 أشخاص أثناء تنقيبهم عن الآثار داخل منزل أحدهما بناحية مركز دار السلام، وبالفحص تم العثور على جثة طفلة لم يتعد عمرها 9 سنوات بها أثار ذبح وبإجراء التحريات وسؤال المتهمين تبين أنها ابنة أحدهم وأنه ذبحها بعد أن أقنعه بذلك أحد المشعوذين للتقرب من الجان لفتح المقبرة الفرعونية.
الواقعة تكررت فى محافظة قنا أيضا العام الماضى، حيث أقدم عامل على ذبح ابنة جاره التى لم يتعد عمرها 7 سنوات، لتقديمها قربانا للجان لفتح مقبرة فرعونية.
ويؤكد الدكتور محمد الكحلاوى، أمين عام الاتحاد العام للأثريين العرب، أن الأساطير والخرافات المتعلقة بالتنقيب عن الآثار مثل ذبح الأطفال وجلب الزئبق الأحمر لتقديمها للجان لسهولة عملية التنقيب أصبحت من الوسائل القديمة للنصب، والآن أصبح النصابين يستخدمون طرق جديدة مثل الاتيان بأحد الدجالين من دولة المغرب والزعم بأنه المتخصص الوحيد فى الكشف عن الآثار وتوريط الضحية فى التكفل بإقامته فى أفخر الفنادق لمدة معينة ثم اصطحابه للمكان الذى يزعمون فيه وجود آثار وعمل أعمال سحر وشعوذة لإقناع الضحية بوجود آثار، وربما وضعوا بعضًا من القطع الأثرية لإكمال عملية النصب، وطلب بعض الأموال لفك ما يزعمون بتسميته بـ "الرصد".
وأضاف الكحلاوى، أن هناك أيضًا أن هناك جهاز يتم شراؤه من الخارج يبدأ سعره من 50 ألف جنيه ويصل إلى مليون جنيه، حسب قدرات الجهاز فى الكشف عن الاثار الموجودة تحت الأرض وهو بالفعل يحدد المادة الموجودة أسفل الأرض، مؤكدًا أنه فى المقابل يجب على الدولة توفير أجهزة حديثة للكشف عن الآثار التى يتم تهريبها مثلا داخل "كونتينرات" الخضر والفاكهة والأثاث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة