رحل الكاتب العالمى نجيب محفوظ منذ 12 عاما، وبالتحديد فى 30 أغسطس 2006، ورغم مرور السنوات لا تزال الكتب الجديدة تصدر عنه وعن كتبه وسرده، كاشفة لدقائق إبداعه ومقدمة تفسيرات وتأويلات جديدة لحالة إبداعية لا تتكرر كثيرا فى عامنا العربى، ومن هذه الكتب:
ليالى نجيب محفوظ فى شبرد
صدر الكتاب عن دار "بتانة للنشر" للكاتب إبراهيم عبد العزيز، ويحكى فيه أسراراً جديدة فى حياة صاحب نوبل.
ويقع الكتاب فى 1600 صفحة من القطع الكبير، وينقسم إلى جزأين كبيرين، كل جزء يحتوى على 800 صفحة، وفيه يرصد المؤلف آراء الروائى نجيب محفوظ على مدى 122 ليلة، هى عدد ليالى صالون «محفوظ فى شبرد»، الفندق الشهير الذى كانت تجتمع فيه شلة الحرافيش، وضيوف نجيب محفوظ من العرب والأجانب.
وفى كل جلسة، كانت تثار كثير من القضايا التى تخص مصر والعالم العربى والعالم كله، وكذلك علاقة محفوظ بأدباء جيله والأدباء السابقين له، ورأيه فى الأجيال الشابة وكتاباتهم، ومن يعجبه منهم ولماذا. وفى جلساته، كان محفوظ يرفض دائماً الرد على الأسئلة الخاصة التى تتعلق بشؤون حياته وأسرته، وكان يلتزم الصمت حينما يتحدث أحد الحضور عن شخص ما غائب، وإذا طلب رأيه فى شأن شخصي، لا تخرج إجابته عن كلمة واحدة: يصح، جايز، ولا يتورط أبداً، ولا يخوض فى سيرة الناس.
الراوى فى روايات نجيب محفوظ
صدر عن دار الهلال، للشاعرة نجاة على، وفيه أوضحت الباحثة، فى الفصل الأول ما يعنيه مصطلح "الراوى" نظريًّا، من حيث هو تقنية سردية، أو "موقع أيديولوجى" فى سياق تاريخى واجتماعى، وفى الثانى استعرضت الدراسة جمالية جديدة على الرواية العربية تميز بها "محفوظ"، وسمتها "جماليات القبح"، حيث كان محفوظ سباقا فى طرح التشوهات الإنسانية فى الرواية العربية.
أما الفصل الثالث المعنون بـ"الراوى: الشكل والأيديولوجيا"، فقد انشغل بدراسة ثلاثة محاور رئيسية: "الراوى والمؤلف الضمنى"، "الراوى من المركزية إلى التشظى"، "الراوى وشعرية اللغة". وركزت الباحثة فى الفصل الرابع، على كشف العلاقة بين الراوى والزمن الروائى داخل روايات محفوظ، استنادا إلى تحليل المفارقات الزمنية وعلاقتها بوجهة نظر الراوى المنشغل بعنصر الزمن، كما ركزت على دراسة المكان باعتباره القرين الضرورى للزمن.
آفاق إنسانية عند نجيب محفوظ
نجيب محفوظ السارد والتشكيلى
العائش فى السرد
صدر الكتاب عن سلسلة مكتبة نجيب محفوظ، والتى كانت تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الأديب يوسف القعيد، للناقد رضا عطية الذى يضم دراسات متنوعة فى سرد صاحب نوبل سواء الروائى أو القصصى والميتاقصصي.
يتناول الباب الأول من الكتاب سرديات الأصوات المتعددة كسرد يعتمد على تعدد الرواة وتنوع مناظير الرؤية والحكى، فيدرس فى الفصل الأول رواية "ميرامار" التى بلورت رؤية محفوظ لثورة يوليو وانتقاده بعض أخطائها، ثم يتناول الفصل الثانى رواية "يوم قُتِل الزعيم" التى تندد بالعهد الساداتى وسياسات الانفتاح الاقتصادى الذى التهم الطبقة المتوسطة، وتفاقم الأزمات الطائفية بالمجتمع. أما الباب الثانى فيدرس السرد الفسيفسائى المتشظى والمائل للتضام والالتئام الوحدوى فى آنٍ، فيدرس الفصل الثالث "أصداء السيرة" بتكويناتها السردية المتموِّجة وتنوع القوالب التى تستخدمها، ويدرس الفصل الرابع المجموعة القصصية "صدى النسيان" التى تتسم ببنية حلقية للقص، لما يجمع قصص تلك المجموعة من خيوط رابطة وقواسم مشتركة فى لوحاتها السردية.
ويتناول الباب الثالث سرديات الحلم عند نجيب محفوظ فى النصوص السردية التى تدور بالكامل فى فضاء الحلم، بما للحلم من مجاوزة لطور اليقظة وتمثيل لللاشعور ينعكس على لغة السرد الحلمى وشفراتها الرمزية، فيدرس الفصل الخامس الأحلام الورادة بمجموعة "رأيت فيما يرى النائم"، فى حين يتناول الفصلان السادس والسابع "أحلام فترة النقاهة".
أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة
"أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة".. للكاتب الصحفى محمد شعير، صدر عن دار العين للنشر، فى القاهرة، وفيه يلتقط محمد شعير عبر رحلة البحث التفاصيل المنسية على مدى أكثر من نصف قرن.
ليست "أولاد حارتنا" مجرد رواية يطرح فيها نجيب محفوظ أسئلته حول العدل والحرية، إنها حكايتنا مع السلطة، كل سلطة، حكاية مجتمعنا نفسه وشوقه للتفكير خارج الصناديق الضيقة.
وعبر رحلة بحث فى مئات الوثائق والدوريات، وبلغة تمزج بين السرد بتقنيات السينما التسجيلية، يلتقط محمد شعير دراما اللحظة المتوترة التى أثارتها رواية "أولاد حارتنا" ليتجاوز كونها أزمة فى حياة صاحبها، بل وسيلة لقراءة آليات وتفكير المجتمع، كاشفة لطبقات أعمق منه، وملتمسة بعضا من دور جذور المواجهة بين حرية الفكر واستبداد الرجعية، قراءة لا تنشغل بالإجابة أكثر من طرح الأسئلة ومن ثم تبدو مرآة لواقعنا الراهن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة