عندما سأل أحد الأدباء الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، عن رأى فى تمثاله الموجود فى ميدان سفنكس بالمهندسين، وعن رأيه فيه أن كان رآه، فما كان من نجيب محفوظ إلا أن أطلق ضحكة مجلجلة، وهو يقول لمن سأله ولمن حوله: يبدو أن الفنان الذى قام بنحت تمثالى لم يقرأ لى من أعمالى غير رواية الشحاذ.
الكلمات السابقة رغم طابعها الفكاهى كعادة أبناء الكبير نجيب محفوظ، لكنها بالتأكيد تحمل رأيه حول التمثال القابع فى منطقة المهندسين أمام أبواب نادى الزمالك، بحسب ما ذكره الكاتب حسن توفيق فى إحدى مقالاته.
وترجع قصة التمثال، لعام 2002، عندما قرر محافظ الجيزة آنذاك المستشار محمود أبوالليل، إنشاء تمثال لنجيب محفوظ مصنوع من البرونز بارتفاع 3 أمتار يجسد "محفوظ" وهو يحمل جرائد يسير بها فى الشارع متكئا على عصاه، وفى البداية قررت اللجنة المشرقة وضع التمثال أمام بيت نجيب محفوظ على النيل ولكن تراجعت، وانتهى الأمر بوضع التمثال فى ميدان سفنكس بالمهندسين، وقام بتصميمه الفنان التشكيلى الدكتور عبده سليم.
ويبدو التمثال منسيا بعد 12 عاما من رحيل أديب نوبل إذ رحل فى 30 أغسطس عام 2006، واقفا أمام حركة السيارات المتجهة من وإلى منطقة المهندسين، فى الحديقة الوسطى التى تفصل نهرى شارع جامعة الدولى العربية، لم يضعوا سوى حشائش الحديقة، التى تكون مأوى استراحة لعابرى السبيل، ويظهر التمثال المصمم منذ 16 عام الآن وعليه آثار الأتربة، وقاعدته الحجرية متسخة من فعل الزمان والتصاق الأتربة وقلة الاهتمام بتظيفه بصورة دورية، وهو ما التقطته عدسة "اليوم السابع".